صمتٌ يئدُ صمتاً
مي مظفر
-1-
انزلقتَ الى حجريَ عصفورا
أضاعَ مساره
أو ربما صاب الهدف
هكذا فتحت مغالقها السنونْ
واستعدتك جارحا.
-2-
على ضفتين نحن
متجاورانِ
تفصلنا المسافات..
بحارٌ لا تُطال.
-3-
يدها تنام فوق دفترٍ مغلق
في فضاء مبهم
صمتٌ يراكم صمتا.
-4-
واقفا على خط وهمي بين الشرق والغرب
أودعَ سرَّه للصمت
بعينين غاربتين مغتربتين :
فهل كان يصغي لرجع الذاكرة.
-5-
يدرك الحمامُ مغزى اللهاثْ
خلف النوافذ المغلقة
ويستنشق في شتاء قارص
نسمةً هبّت من مكان بعيدٍ.. بعيد.
-6-
صخَبٌ مجنونٌ يزاحم صمتًا مطبقًا
الأول يجلدُ الهواء سائطاً
والثاني يذبح البهجة بسكين عمياء.
-7-
علامات.. رموز وصلبان تتقاطع،
لغةٌ لم تلدها حضارة
وعلى جدار متآكل
حفر الزمان اسمين لم يبق منهما
سوى حرفين : كافٌ ونون..
-8-
سمعتُها تقول:
كان معي هنا..
ونصفهُ هناك
وما بين الهنا والهناكٓ
قارة نائية.
-9-
وحيدا في شرفتها وقفتَ تدخن
مغفِلا ثمالة نبيذِكَ الأحمرْ
ترى ما الذي تراءى لك بين ملايين النجمات
هل أدركَ صمتُك أن أوان العودة قد حان؟!
بغداد، ٢٧-١١-٢٠١٨