مؤيد البصام: استذكار فائق حسن وجواد سليم في جمعية التشكليين العراقيين

أقامت جمعية التشكيليين العراقيين معرضها (معرض الفن العراقي المعاصر) تحت عنوان (يوم فائق حسن وجواد سليم) ، في قاعة الجمعية، واشترك مائة وثمانية وأربعين فنانا، بين رسام ونحات وخزاف، واستبعدت اللجنة الكثير من الإعمال التي قدمت للاشتراك، من بينها عمل لكاتب المقال، إي إن حجم الاشتراك كان كبيرا ومميزا، مثل اهتمام الفنان العراقي برموزه الذين صنعوا خط سير مجد وارتقاء الفن العراقي، وحداثة حراكه، وكما كتب الرائد الفنان نوري الراوي، الذي عاصر فائق وجواد، صديقا وزميلا وراعي من رعاة الحركة الفنية الحديثة بشكلها ومضمونها، في كراس المعرض قائلا ً، ” وأن الفن، خالق المعجزة، وصانع النشوة الأزلية، قد حقق كماله الذاتي في عملية تجل فائقة الوفاء للماهدين من رواد الفن في العراق، وهي تشهد لأول مرة باندماج الفن بالروح الجماعية للناس، فيما تكون الجمعية قد أوفت بكامل أخلاصها في أيلاء الفنان الغائب بالحضور والشهادة في دفق الزمان المستمر ” ، أن الروح الجماعية للفنانين العراقيين بمختلف الأعمار والإمكانيات الفنية، التي شاركت في هذا المعرض عبرت عن الإدراك المتقدم لفهم أهمية دور الأوائل في بناء صرح الفن العراقي.
حملت التظاهرة الفنية من الإعمال المعروضة منها العرض الأول وبين المعروض سابقا، وتسيد النحت الإعمال الأكثر بعدا جماليا، وعلي الرغم من كون بعضها قد عرض سابقا إلا أنها ظلت إعمالا مميزة في أطروحاتها الحداثوية فيما قدمه النحاتون، شرحبيل الدوري ، كريم خليل ، نجم القيسي، رضا فرحان ، وبالرؤيا التي تعاملت مع المواد بتقنية عالية وموضوعات مميزة كما في عرض الفنان وليد ألبدري و(معزته) المبتكرة رؤيا وتقنية ، والبعد الفسلجي الذي قدمه الفنان أنور صباح متجاوزا أعماله السابقة برؤية توضح تواصله التجريبي نحو فضاء أوسع ، وزقورة الفنان حامد لطيف ، و منحوتات الفنانين علي رسن ، وعلوان العلواني ، ومنذر علي وعلاء الحمداني وتقنية النحات سمير حسن بتركيب الهيكل باستخدام المسامير والبراغي ببعد فيه الكثير من الإتقان الأكاديمي والرؤيا الحداثوية … ولم تكن الإعمال النحتية الأخري بأقل إبداعا من اللواتي ذكرناهم ، وهو ما ينطبق علي الإعمال الخزفية، التي تصدر مشهدها إعمال الفنانين ماهر السامرائي وأكرم ناجي ورعد الدليمي واحتوي العرض علي أعمال مميزة في الخزف ايضا، إما إعمال الرسم التي اشترك فيها أسماء مهمة في حركة التشكيل العراقية، كما في النحت والخزف، فان الطابع العام للمعروض كان متساوق مع ما قدم من أعمال النحت والخزف، كونها أعمال عرضت سابقا فرديا أو جماعيا، وإعمال جديدة، ولكن في الرسم كانت الغلبة للإعمال المعروضة سابقا علي الجديد، وأن كانت أعمال الفنانين سالم الدباغ وحسام محسن وبلاسم محمد وحسن إبراهيم وحيدر خالد من الإعمال التي تقدم لأول مرة ، بتجربة جديدة، فيها بناء علي تجربتهم السابقة، ولكنها تعتبر استمرار للتجربة السابقة وأن خرجت عنها بعض الشئ، كما في عمل ستار درويش وابتهال توفيق ألخالدي ويسري ألعبادي ، وكما سبق القول أن هناك أعمال لفنانين لهم حضورهم في الساحة التشكيلية إلا أن الجديد أقل من المعروض سابقا، أنموذجا وليس حصرا ً أمثال، كامل حسين ومحمد شوقي ووسام زكو وضياء الخزاعي وقاسم سبتي وفاخر محمد وعبد الرزاق ياسر وعاصم عبد الأمير وطالب مكي وشداد عبد القهار وآخرون.
الفنون تتلاقح مع بعضها …
ومع الاحتفالية بافتتاح المعرض قدم الفنان عقيل مهدي مسرحية (جواد سليم ، يرتقي برج بابل) تأليفا وإخراجا، في قاعة عرض الإعمال الفنية، وقد حضر العرض وزير الثقافة سعدون الدليمي، الذي كان قد افتتح المعرض مع جمع من الفنانين ، واحتشدت القاعة بالجمهور ما بين فنانين ومتذوق الفن، واستعان الممثلون بموجودات العرض من اللوحات والتماثيل في ديكور المسرحية، لبناء حلقة تواصل بين فكرة المسرحية، عن رائد له حضوره في حياته وعند غيابه عن الساحة الفنية، وبين المعروض، ولتشكل تكملة لترابط الفنون فيما بينها.

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| د. زهير ياسين شليبه : الروائية المغربية زكية خيرهم تناقش في “نهاية سري الخطير” موضوعاتِ العذرية والشرف وختان الإناث.

رواية الكاتبة المغربية زكية خيرهم “نهاية سري الخطير”، مهمة جدا لكونها مكرسة لقضايا المرأة الشرقية، …

| نصير عواد : الاغنية “السبعينيّة” سيدة الشجن العراقيّ.

في تلك السبعينات انتشرت أغان شجن نديّة حاملة قيم ثقافيّة واجتماعيّة كانت ماثلة بالعراق. أغان …

تعليق واحد

  1. فاتن محمد حسن الربيعي

    كتابات تستحق التقدير والاهتمام وشكرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *