إشارة :
“لميعة” البقية الثمينة الباهرة، وطنيةً وشعرا، لكن المغدورة – كالعادة – في بلاد القطة التي تأكل أبناءها: “لا أعرف لي منشأ غير الطين الرافديني في جنوب العراق ولا أعرف لي أصلا غير الجذور السومرية البابلية. أربع وعشرون سنة في أميركا لم تغيّر منّي شيئا ولم اشعر بانتماء حقيقي غير انتماء العراق” .. لميعة اللمعة الشعرية والجمالية والوطنية في ظلام العراق الخانق، علمتنا أن نشتاق لنهرينا العظيمين وفي بردهما الجنّة. تتشرف أسرة موقع الناقد العراقي بأن تعد ملفا عن شاعرة العراق الكبيرة “لميعة عباس عمارة” داعية الكتّاب والقرّاء إلى إثرائه بالمقالات والصور والوثائق. تحية لشاعرة العراق والعرب الكبيرة لميعة عباس عمارة.
أنا والسياب .. سراب
د. هناء القاضي
*سراب
تقولُ..
سنمضي ..ويبقى السراب
وظلُ الشفاه الظماء
يهوم خلف النقاب
…..
قد جئتكَ ..كالظلال
هل تسمع لهاث أنفاسي
ووقع أقدامي العارية ؟
أم ..تركتَ هوانا وبقايا الكلام
وأرخيتَ أنظاركَ نحو الهاوية
أسدلتَ علينا قناع الوجود
تقول ..
أننا…لن نعود ؟
…..
لسنا ظلالا على صفحةٍ باردة
لن تسحق هوانا .. قبضةٌ ماردة
لطالما كنا..أنجما
تنير درب القافلة
نؤنس الوحشة بالغناء
رغم ما بنا من شقاء
…..
أنا ..وأنت
تهاويل مرسومة في اليقين
نبُعثُ وجدا..كل حين
تستذكر جيكور كل صيف حكايانا
وطائر البحر عند المغيب
يحاور الشبابيك الزرق…في هوانا
…..
تعال..
فساعات المنفى..تمشي البطاء
والليل لا يؤنس وحشته غير الغناء
غن..غن
وانظر .. في عيوني الحالمة
ستقرأ ُ فيها ..ألفَ نظرة ذاهلة
فشوقي إليكَ ..يذيب الحدود
فبربك قل لي…
كيف …لن نعود ؟
د هناء القاضي
*قصيدة للشاعر الكبير بدر شاكر السياب
*عن مركز النور