عن دار رند للطباعة والنشر في دمشق ، صدر كتاب للناقد (محمد ونان جاسم) عنوانه (المفارقة في القصص – دراسة في التأويل السردي ) . ويعرّف الكاتب بكتابه في مقدمة الكتاب بالقول :
( تتناول هذه الدراسة المفارقة في القصص العراقي ، والمفارقة بنية أسلوبية موضوعها الأساس هو التضاد ، ووظيفتها الرئيسة هي تحقيق الدهشة لدى المتلقي من خلال كسر توقعاته ، وتمثل حدا فاصلا بين ضدين ، وتفصح عن نفسها من دون أن تذكر صراحة ، بل يلجأ القول المفارق إلى التلميح والإشارة سبيلين يبني من خلالهما ذاته ، وعلى الرغم من غياب القصدية أو حضورها ، فإن المفارقة تتحقق حين يبذل المتلقي جهدا في رصدها وتحديد مكوناتها ويقع ضحية لها في الآن نفسه ) .
وقد اختار الباحث مجموعة “المملكة السوداء ” للقاص العراقي “محمد خضير” كأنموذج للجانب التطبيقي ، حيث تفحص من خلال التحليل شعرية المفارقة ، ومستويات ظهورها في ثلاث عشرة قصة هي كل ما تضمنته المجموعة ، ذاكرا في بدء الفصل موجهات اختياره لهذه المجموعة من دون غيرها من النتاج القصصي العراقي .
وقد تكون الكتاب من ثلاثة فصول ، إثنان نظريان والأخير تطبيقي ، تناول الأول منها المفارقة في عناصر البناء السردي مركزا على المفارقة في المكان والزمان والمنظور والشخصية . وخصص الباحث الفصل الثاني لموضوع أشكال المفارقة البنائية عبر تمظهراتها من خلال الفنتازيا والتغريب والتناص والسخرية . أما الفصل الثالث فقد ركز على شعرية المفارقة ومستويات ظهورها وهو قراءة سردية في قصص مجموعة المملكة السوداء للقاص محمد خضير كأنموذج تطبيقي .
وفي الخاتمة لخص الباحث توصلاته من خلال هذه الدراسة والتي حدد خطوطها العريضة بكون المفارقة بنية أسلوبية مبنية على التضاد ، وأن عناصر البناء السردي محققة للمفارقة ، وهي مبنية على الحوار وتستهدف ضحية لها ، وتخلق جوا من الشعرية النصية في النسيج السردي ، وتعتمد على التوازي المتضاد ، ولها وسائط تؤدي وظيفتها البنائية مثل الحلم والمسخ والتشيؤ ، ويحتل التغريب محورا هاما فيها ، كما أن التناص المبني على النفي الكلي أو الجزئي لمرجعياته كان شكلا بارزا من أشكال المفارقة في القص العراقي ، وأدى وظيفة المعادل الموضوعي ، ولاسيما في مؤلفات قاص واحد ، فنرى على سبيل المثال أن (الجنس) كان ثيمة مهيمنة على معظم النتاج القصصي للقاص محمد خضير .
د. محمد ونان جاسم : المفارقة في القصص
تعليقات الفيسبوك