يحيى السماوي : خمس رباعيات

(1)

مُـوَزَّعٌ بــيـن صَـحْــو ٍ يــومُـهُ وكـرى
حـيـنا ً يـنـوحُ وحـينـا ً يُرقِـصُ الـوَتـرا

يـغـفـو وفـي جـفـنِـهِ أعـراسُ مطـمَحِـهِ
وإنْ أفـاقَ فـغــيـرَ الـحُـزنِ لـيـسَ يَـرى

نـأى عـن الـجَـمْعِ مأخـوذا ً بـمُعْـتَـكَـفٍ
صَبَّـا ً يُـنـادِمُ فـي لـيـلِ الـمُـنى صُـوَرا

لازال يـأمَـلُ صُـبـحـا ً مُـشـمـِسا ً بـغـد ٍ
وأن يُضـاحِـكَ في لـيـلِ الهـوى قـمـرا

**

(2)

ألـقُ الـعـيـنـيـن ِ ؟ أمْ تـوتُ الـفــم ِ ؟
أثــمَــلَ الــقــلـبَ وأغـوى غَـرَمـي ؟

أمْ شــذا الـرَّيـحـانِ والـنـعـنـاع ِ قـد
فـاحَ مـن تحـتِ الـقـمـيـصِ المُـنْـعَـم ِ ؟

أمْ هـو الــقــيـثــارُ يــشــدو فـأنــا
مُــنْـصِـتٌ أشــربُ خـمـرَ الــنَّـغــم ِ ؟

بــتُّ لا أعـــرفُ عــنـي : أأنــا
أنـتِ ؟ أم أنـتِ أنـا فـي حُـلُـمـي ؟

**

(3)

لـسـتُ الأثــيـمَ إذا شـوقـا ًمَـدَدْتُ يَــدا
مـني تُـمَــسِّــدُ صَـدرا ً مــنكِ مُـنـتـهِـدا

أو طـوَّقــتْــكِ فــمـا أرخـتْ أنـامِــلـهــا
إلآ لــتـلــثــمَ جــيــدا بـالــسَّـــنـا رُفِــدا

غـارتْ يدي من فمي فاسْـتعْـذبَتْ قُـبَلا ً
لا تذعـري من يـدي لو عـانـقـتْـكِ غـدا

كُـلّي يُحِـبُّـكِ : قـلـبـي أضـلعي مُـقـلـي
ثـغـري يدي فاعْذري جَمْعي إذا انفرَدا

*

(4)

بــيـدي أقـبِّـلُ قُــبَّـتـيـن ِ ومِــئــذنــةْ
وبهـدب أجـفـاني أمَــسِّــدُ سـوســنـةْ

شـفـتـايَ جارحـتـان ِ تخـشى منهـمـا
في لـثـمِـهــا .. أمّـا يـدي فــمُـدَجَّـنـة ْ

كـفـرتْ بـكـلِّ الـفـاتـنـاتِ نـواظـري
إلآ بـفــتـنـتِـكِ الـكـفـورةِ مـؤمــنـة ْ

أمـسَـيـتِ من كأسي الرّحيـقَ ومن دمي
نبضـا ً ومن عمري جميعَ الأزمِـنـة ْ

*
(5)

مـا لـيْ إذا قــبَّـلـتُ ثــغــرَك ِ أُحْـرِمُ
وأطـوفُ حـولـكِ كـالـحَـجـيـج ِ أسَـلِّـمُ ؟

فـي كـلِّ لــيــل ٍ حـجَّـة ٌ أسْــعـى بـهـا
مُـتـبـتّـلا ً ورضــابُ ثــغــركِ زمْـزَمُ

أسـعـى إذا ابـتـدأ الـضـحـى مـشـوارَهُ
حـتـى تـغـيـبَ عـن الـعـيـون ِ الأنـجـمُ

لِـلـوردِ مـوسِـمُـهُ لـنُـضْــجِ رحـيـقِـهِ
ورحــيــقُ وردِكِ كـلَّ يــوم ٍ مـوسِـــمُ

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| عدنان عبد النبي البلداوي : “ذكراك نور” مهداة الى روح الشريف الرضي في ذكراه الخالدة .

ذِكراكَ  نورٌ، تسامَتْ فيه دُنـيانا                             يا رائـداً  قــد مَلَكْـتَ القـلبَ أزمانا فكنتَ أصْدَقَ مَــن يَهوَى بناظِـره                           حتى …

حــصــــرياً بـمـوقـعــنــــا
| عبدالقادر رالة : الزعفرانة.

    لمحتها في المحطة تنتظر القطار …    الفتاة الوحيدة  التي تقرأ كاتباَ ؛ كتاب في  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *