قال الشاعر أمين العابدى العابدى
– – – – – – – – – – – – – – – – –
ﻻ تضرمـي ما تبّقى منكِ او مني
إن شبت النـار ما تجنين او اجنــي
هيـا إطفئـي كل هذا الغيض جذوتهُ
محض افتراءات حاكتــها العدا عني
……
لو تعـلمين مدى عشقـي وعفتـــهِ
وكم انـا مغرمٌ في حُـبـك المُضنـي
…….
وكم أُخـادعُ قلبي حيــن يمنعنــي
انـا الذي لم أكـن لوﻻكِ فـي وهــنِ
……
يـا عفة النـار في عينيــك اعرفهــا
هيـا إطفئيــها وعودي ربـة الحُـسن
——————————–
كتب عبد الهادى الزعر معقباً :
البلاغيون الحداثيون يقسمون التبئير الدلالى فى القصيدة المقفاة الى شقين
تبئير صوتى : الذى يبرز إيقاعية القافية بوصفها بناءً –
وتبئير معنوى : وهو المتعهد بكشف مرجعية الشاعر وعمقه وثقافته –
فى أبيات العابدى وجدت الهمس المجهورمشفوعاً بالترجى على شكل أفعال طلب محببة ( لاتضرمى — هيا إطفئى — عودى — )
لم أعتد الخوض فى معانى القصائد وغاياتها ؛ فمهمتى تعقب جماليات النص مجازه وبديعه ومفارقاته اللغوية ؛ ولكنى وجدت التناغم مهيمناً بين عاشق دمث ومعشوق نزق يحب ضرام خليله –
أحالنى النص الى قدامة بن جعفر القائل :
( ينبغى على المنشأ أن يكون شعره مشتبهاً أوله باّخره ومطابقاً هاديه بعجزه ولا تتخالف أطرافه ولا تتنافر أطراره فأن صح ذاك قيل : هذا كلام يدل بعضه على بعض ويأخذ بعضه برقاب بعض )
وكما وصف ثعلب (ت 291هجرية ) قواعد الشعر اربع — امر – ونهى – و خبر- وأستخبار–
فالشاعر الذكى ينتقى مايحلو له من التراكيب والألفاظ غرضه التفرد حتى يكون شعره كلاً دالاً عليه وهو مايسمى – بالأسلوب – ولله در القائل < أشعر الناس من أنت فى شعره حتى تفرغ منه >
لعل الغزل من اكثر الاغراض التى اطنب النقاد مقاييسهم فيه لما أشتمله من جانب حسىّ جمالى جارف لذا أعابوا على جميل بن معمر وقيس بن ذريح والهذلى فى رائيته (لليلى بدار البين دار عرفتها ) وسواهم غلوهم وتكرارهم –
ولكنا لم نسمع بناقد حداثى يستجلى ممكنات الجمال عند شاعر عراقى متألم يعيش بين نارين نار بلده التى تضطرم وتزداد إستعاراً كل يوم ونار حبيبته تسجرهاً دلالاً وغنجاً ؟
شكرا أمين العابدى أجدت وأحسنت
(*) قرأتها على صفحته وكتبت عنها
22\6 \2018
عبد الهادي الزعر : حول التبئير الدلالى
تعليقات الفيسبوك