إشارة :
من المؤسف أن تمر الذكرى السنوية لرحيل شيخ النقاد الدكتور “علي جواد الطاهر” من دون الإحتفاء بمنجزه النقدي العلمي وتراثه البحثي وهو “الطاهر” تربويا وعلميا. ويسر أسرة موقع الناقد العراقي أن تُعدّ هذا الملف عن الراحل الكبير وتدعو الأحبة الكتّاب والقرّاء إلى المساهمة فيه بما يتوفر لديهم من مقالات ودراسات ووثائق وصور.
المبحث الثاني
مرحلة الإغناء (1968- 1981)
عاد إلى جامعة بغداد في 11/6/1968(1381هـ)( )، وحاضر في الجامعة المستنصرية( ). وشرع- بعد العودة- “يستعيد حقّه من الترقية العلمية والتدريس في مواد الدراسات العليا والإشراف على الرسائل”( ).
وإذا كانت الكتابة النقدية في الشعر الحديث والمعاصر قد انقطعت بما كتب عن ديوان سلمان الجبوري(قصائد من القلب) في حزيران 1962، فإن العودة إلى بغداد، لم تهيئها، فما زالت شؤونه الثفافية الأخر تأخذه إليها( ).
وشهد عام 1969 إجراء أول مقابلة صحفية معه( ). وأثمرت- في العام نفسه – التفاتة كان قد التفتها أوائل الستينيات، إلى الماضي القريب، كتاب(محمود أحمد السيد رائد القصة الحديثة في العراق) عن دار الآداب في بيروت. “وهذا الكتاب، كما بحث واستقصاء، هو أيضا عمل نقدي، إذ يقف عند تطور القاص السيد وعند قصصه، بل عند مقالاته الاجتماعية ومقالاته النقدية، إذ كان الرجل واسع الأفق متعدد الجوانب”( ). وأكد الطاهر ذلك بقوله: لا مفر من عدّ هذا الكتاب “نقدا بقدر ما هو سيرة حياة وتأريخ خلال هذه السيرة”( ).
الطاهر- في هذا الكتاب- “يؤرخ الأدب الحديث كما يؤرخ الأدب القديم بالذوق والاستقصاء”( )، والتوفر على منهج البحث( ).
وقد نسج الكتاب “على منوالين: التاريخ وتقصي الحقائق، والنقد الذي يلمح الجودة ويرصد تطورها ويضع السيد في مكانته من حركة الأدب في العراق”( ). وهذا يعني أن الأفق المهيمن هنا هو تاريخ الأدب المبني على أفقي القصة ونقد القصة، علاوة على آفاق أخرى مثل أفق المقالة، ونقدها، والمنهج، ونقده.
مقدمتا الكتاب تكشفان عن أن الطاهر يريد أن يسترجع حق أديب هضم حقه هو محمود أحمد السيد( ). يقول مؤلف الكتاب عنه:”علم من أعلام الأدب العراقي الحديث، لم ينل حقه من العناية. لذا وجب خصه بدراسة جامعة تلتزم أصول البحث الحديث في الجمع والاستقصاء والمناقشة والموضوعية قبل فوات الأوان”( ).
ويلتفت إلى مسألة(الهواية) فيقول:”إذا ادعى السيد- أحيانا- أنه(هاو) فإن ذلك تواضع وقول تمليه ظروف طارئة، فما هكذا يكون(الهاوي)، ومن شأن(الهاوي) أن يستمتع أو أن يقلد دون أن ينتج أو يبدع، والإنتاج والإبداع وليدا الجد والمثابرة والطماح(والموهبة)”( ).
إننا نرى أنها هواية(علمية) شأن هواية الطاهر في نقد المسرح ونقد التأليف والتحقيق وغير ذلك ولاسيما أنه يتوفر على موهبة واضحة. وقد أشار الطاهر إلى تلك الموهبة وإلى آفاق من آفاقها فقال:”لقد أُهمل هذا الأديب الكاتب القصاص إهمالا غير مشروع، وليس للاستمرار على الإهمال والجهل مسوغ. ولا بد لأديب ذي موهبة من أن يفرض نفسه ويعود إلى الحياة، ولا بد لمحمود أحمد السيد أن يسترجع حقه؛ لأن دوره في الأدب العراقي الحديث غير يسير، ومكانته في بناء القصة العراقية الحديثة لا تنكر، ولا بد للباحثين والمهتمين بشؤون الأدب من أن يرجعوا إليه وينوهوا بذكره كلما توطدت أصول البحث، واستقرت التقاليد، وعمل الناس على أن يبدأوا بالبداية”( ).
وتلك الموهبة لم تجعله “قصاصا فقط، وإنما مقاليا وناقدا.. ومفكرا ومجددا”( ). السيد- كما هو واضح- يدعم الطاهر بوصفه ناقدا للقصة ومقاليا ومفكرا ومجددا، بمعنى آخر: الطاهر يبحث عن أصوله في(السيد).
أما النهج الإيديولوجي للسيد، الذي ارتضى الطاهر عددا من مبادئه، فيظهر من خلال علاقته بحسين الرحال الذي يعد “أول من قرأ الآراء الاقتصادية الإصلاحية في أصولها”( ). وقد تجلى هذا النهج في الأدب والنقد، واقعية نقدية وواقعية اشتراكية( ). وربما كان هذا الميل عند الطاهر هو السر وراء وجود معلومات كثيرة ولاسيما اقتصادية في الكتاب، اعترض على وجودها الخبير الدكتور جميل سعيد( ).
لغة عرض المادة في هذا الكتاب لغة تعليمية مشحونة- أحيانا- بومضات فنية، وطريقة التناول تهيمن عليها المقاربة(أو القراءة) الخارجية تاريخيا واجتماعيا ونفسيا، أي أنه عني بـ(الماحول) عناية كبيرة تذكرنا بعنايته به في(الشعر العربي في العراق وبلاد العجم في العصر السلجوقي) مما يجعله مُنارا أكثر منه منيرا.
ودفعه حبه للدرس والتدريس إلى إصدار كتاب بعنوان(تدريس اللغة العربية في المدارس الثانوية) عن مطبعة النعمان في النجف عام 1969. والأفق التربوي الذي عني الطاهر به مبكرا، وظهرت تجليات منه في كتابه(مقالات)، واضح هنا. وقد أشرنا سابقا إلى أن أصل الكتاب مسوّدة من مسوّدات مدة التدريس في الرياض.
وبعد عام صدر عن مطبعة الإرشاد في بغداد كتاب- أشرنا إليه سابقا في مدة الرياض- هو(ملاحظات على الموسوعة العربية الميسرة) كشف فيه الطاهر عن خطأ كثير كبير وقع في(الموسوعة) “يدل على الجهل حينا، وعلى الاستهانة بالحقيقة والقارئ والناقد أحيانا”( )، على الرغم من أن مادة(الموسوعة) أعدها “عدد كبير من الخبراء(مائة أستاذ جامعي أو أكثر)”( ).
لقد كان الطاهر- كما يقول- واحدا من الذين هالهم الموقف فرأى من واجبه أن يقول كلمة وأن يصحح خطأ، فاستعرض الموسوعة ملتقطا ما يستفزّ النظر منها في حدود علمه بالأدب العربي وما إليه من تاريخ وحضارة، وفي حدود إلمامه بالأدب الفرنسي وما إليه( ). وكان “ممن يتطلبون من الكتّاب والمنشئين أن يمارسوا اللغة عن علم، وأن يحيطوا بأدبها عن دراية، ويعالجوا بيانها عن ثقة، ومن هذا الوجه فقد سجّل مؤاخذاته على كتّاب ومصنفي الموسوعة العربية الميسرة، وما تورطوا فيه من ضعف في الأداء وتهافت في الصياغة وقصور في استعمال المفردات”( ).
أوضح الطاهر “أن المدلول الدقيق لكلمة(ملاحظات…) الواردة في عنوان الكتاب يعني بيان الخطأ فيما تحدثت به الموسوعة العربية(المسيرة) أي أنها- أي الملاحظات- لا تستدعي النص على ما في الموسوعة من مواد زائدة عن طبيعتها وكان اللازم ألا تكون، ولا النص على ما لم تذكره الموسوعة وكان حقه أن يذكر- قياما بالشرط، وتحقيقا للغرض”( ).
وتتوزع الملاحظات آفاق النقد اللغوي ونقد المنهج ونقد الترجمة وتاريخ الأدب ونقد التحقيق والنقد الأدبي والببليوغرافيا، وآفاق أخر ربما يكون أبرزها الأفق التربوي الذي يلمح في مواطن، منها قوله في خاتمة الكتاب:”إن(الموسوعة العربية الميسرة) عمل لا يشرّف ضميرنا العلمي في العصر الحديث، وأقول، ضميرنا، بنون المتكلمين؛ لأن المسؤولية تقع على عاتق العصر وعلى عاتق الجميع، فلو كان العصر متينا لما كان مجال لأن تبرز فيه(الموسوعة العربية الميسرة)”( ). وربما يكون من نافلة القول أن نذكر أن الملاحظات مرتبة على وفق ترتيب المواد الملاحظ عليها في الموسوعة.
في العام نفسه- 1970- صدر كتاب متميز هو(منهج البحث الأدبي) عن مطبعة العاني في بغداد. هذا الكتاب يشعر طالب البحث “بأن البحث مسؤولية ورسالة وليس لعبا وخيانة وتجميعا”( )، ويسعى إلى تأكيد أهمية “الأصالة والشخصية ورعاية اللغة”( ).
قال الطاهر عن مرجعيات هذا الكتاب، وقصته:”حين عدت، وشرعت أدرّس في دار المعلمين العالية(وأحاضر في كلية الآداب) حاولت أن أعوض عما فاتنا[في المنهج]، توجيها وتطبيقا[…] ولم يكن في الوطن العربي غير كتاب واحد هو كتاب الدكتور أحمد شلبي(كيف تكتب بحثا أو رسالة) وهو كتاب رائد ولكنه مضطرب قد (يشوش) أكثر مما ينظم[…]. قررت التأليف فألّفت مازجا بين ثلاث تجارب أو أكثر هي التجربة الغربية فيما بث فينا المسيو بلاشير وفيما وقعت عليه من كتب وتأملت فيه من بحوث، والتجربة العربية لدى تأمل التأليف العربي في تراثه الطويل الغزير حتى لو جاء متناثرا متباعدا، وتجربتي أنا لدى الدراسة والتأليف والتدريس وقراءة بحوث الطلبة وما استدعت من توجيهات خاصة”( ). ولا بد من التوقف هنا للانتباه على مناهل منهج البحث، التي ذكرها الطاهر، والتي تكشف عن قيمة هذا الكتاب وثراء مرجعيته النظرية والتطبيقية.
وأضاف الطاهر موضحا:”ولكنك لا تجد في الكتب كلها كتابا يأخذ بيد طالب البحث منذ تفكيره بالبحث ويسير معه خطوة خطوة مختارا عنوان البحث ومحوره، وراسما الخطة، ملما بالمصادر والمراجع، مستثمرا هذه المصادر والمراجع جمعا للمادة وتفريقا، التسويد والتبييض. فليكن كتابنا هذا الكتاب المطلوب وقد كان، مع تزويد القارئ بكتب أخرى للمنهج عربية وغير عربية، ومع بيان خاص للطالب في أن البحث ليس جمعا وحشرا لأخبار وآراء، وإنما هو وحدة متماسكة فيها(القضية) والمناقشة الموضوعية وشخصية الباحث. ثم لا بد من أن يعرض ذلك كله بلغة سليمة- وماذا يضر لو بث الباحث- إن استطاع- خلال لغته سمة من الطراوة لا تجور على الحقيقة؟”( ).
الطاهر- في هذا الكتاب- منهجي ألّف ما يستضيء به الباحثون( )، رام منه “أن يكون دليلا موجها ومرشدا نافعا للطلبة، فالمنهج- بهذا الاعتبار- هو الطريقة أو الخطة التي يحتذيها طالب العلم ويحرص على مراعاتها في إعداد بحثه، فيجيء مستوفيا للشرائط العلمية من الموضوعية، والوضوح، وتوافر الشواهد.[…] إن هذا الكتاب مجهود مخلص في مجال الدعوة إلى تغليب الروح العلمية على منازعنا ومنطلقاتنا، وإلى اجتثاث العصبية والتحيز الذي ينساق بتأثيره بعض الباحثين في إرساء الآراء والأحكام”( ). وأعطى فيه إشارات نقدية مثل قوله:”إنك، لكي تدرس أدبا أو عصرا أو أديبا، لا تدرس النص مجردا، وإنما تدرسه مع ما يحيط به من مظاهر الحياة العامة والخاصة”( )، ومثل قوله:”لا بأس في أن تنقد على ما تقرأ؛ لأن الحاسة الناقدة من شروط الباحث، وأن العملية النقدية تلازمه في كل خطوة، وليس هناك عمل آلي بمعنى الكلمة لديه”( ).
أفق المنهج هو المهيمن في هذا الكتاب، وهناك بهامشه أفق الترجمة وأفق التحقيق وأفق تاريخ الأدب وأفق النقد الأدبي والأفق التربوي وغير ذلك. واللغة التعليمية هي لغة العرض.
وتجلت عناية الطاهر بالخريمي في جمع ديوانه وتحقيقه بالاشتراك مع محمد جبار المعيبد، وإصداره عام 1971 عن دار الكتاب الجديد في بيروت. والمعيبد أحد طلبة الطاهر في كلية الآداب. اكتشف الطاهر قدرته في التحقيق عندما قدم عليه من البصرة حاملا معه ديوان عدي بن زيد العبادي بتحقيقه وجمعه( ). قدم المحققان للديوان بمقدمة تناولت حياة الخريمي وشعره وعملهما في جمع شعره، ثم ذكرا الديوان، والشعر المنسوب إلى الخريمي وهو أولى به، والشعر المنسوب إلى الخريمي وإلى غيره.
آفاق الشعر وتاريخ الأدب والتحقيق ونقد التحقيق هي التي تشكل منها هذا الكتاب الذي تصدى لشعر شاعر يمكن- برأي الطاهر- أن يعد في الكبار( ).
وفي عام 1972 عقد مؤتمر المستشرقين في باريس وشارك الطاهر فيه مدعوّا.
ويقرأ الطاهر قصيدة الجواهري(سائلي عما يؤرقني)، منشورة في مجلة الأقلام في آيار 1973 “فيهتز وذلك أول النقد ويشرع يقترب من النص ويتمثله ويستعيد تجربة الجواهري ولا غرو فإنها تجربة بقدر ما هي خاصة عامة، تتجاوب أصداؤها بين القارئ والمنشئ، وتصل بينهما أكثر من وشيجة، يبدأ بتبيان دواعي القصيدة مما يعتمل في النفس فيكوّن رؤيتها عبر النفاذ إلى ما وراء الظاهر من باطن عميق الغور، لا يفتأ يلقي ظلاله على الأبيات ثم يمضي مع القصيدة مهتديا بأبياتها إلى ما يكمن وراء الأبيات وإلى ما سكتت عنه من أجل تعميق مدى المعنى لدى القارئ”( )، فيكتب ذلك مقالة باحثة في الدلالة الكامنة وفي ما يطلق عليه في الدراسات النقدية الحديثة: المسكوت عنه.
الطاهر قريب من الجواهري وقد جمعهما اتحاد الأدباء العراقيين أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات إذ كان الجواهري- آنذاك- رئيسا لاتحاد الأدباء العراقيين( )، ثم افترقا ثم اقتربا أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات، والتقيا وتحاورا، ومقدمة الطاهر لديوان الجواهري شاهد على ذلك. وهذا يعني أنه حين كتب مقالة (الجواهري وحده..!) ونشرها في 2/3/1972( )، كان على معرفة وطيدة به. ولذلك نظن أن(سائلي عما يؤرقني) هي رد فعل لأسئلة الطاهر التي حاور بها الجواهري بغية كتابة مقدمة الديوان، أي أن الطاهر اختار هذه القصيدة- كما نتصور- من بين قصائد الجواهري ذوات القيمة الفنية العالية، لاتصالها به. وهناك آثار وبقايا من المحاورات ظهرت في المقالة مثل:”إنه لفي همّ عظيم كبر عن السؤال والجواب”( ) ومثل:”أنا أعرف بسرّ البلوى منك، وإن كنت قد عرفت قدري مبكرا فلقد زادت هذه المعرفة على مر الأيام”( ).
وللقصيدة هذه- كما نرى- ثلاثة أركان: الشعر والشاعر والمحاور الطاهر؛ ولذلك كانت للمقالة النقدية ثلاثة اتجاهات: الشعر والشاعر والمقالي الطاهر.
في عام 1974 عزا الطاهر غزارة النتاج القصصي إلى أن هناك حماسا “بعضه صادق وبعضه مفتعل؛ لانفتاح مجالات النشر وخلو الميدان من النقد العلمي الجاد”( ).
وفي العام نفسه قال قولا غاية في الأهمية هو:”أشعر أنني أعطيت القديم الكثير من الطاقة، وأن آخرين كثيرين الآن يسدّون مسدّي، وأحاول الآن الاتجاه إلى الجديد وإلى ما هو غربي يتجه نحو الشرق. غالبا ما تكون عودتي إلى القديم لتبين الأخطاء التي يقع فيها المعاصرون وغالبا ما أجمعها تحت عنوان:(ملاحظات على…)”( ). وأهميته تكمن في اكتشاف عمق الاتجاه وسعته، أو في مدى عدم تحققه. ومتابعتنا لنتاجه كشفت عن محافظته على العناية بالاتجاهين معا من دون انقطاع لخط الاتجاه إلى القديم، ومن دون تغليب كبير لخط الاتجاه إلى الجديد.
جرّ إصدار ديوان الخريمي محققا، تحقيق ديوان الطغرائي بالاشتراك مع الدكتور يحيى الجبوري، وإصداره عام 1976 عن وزارة الإعلام ببغداد. ذكر فيه الطاهر عنايته المتواصلة بالطغرائي وبشعره ابتداء ببحث التخرج في(العالية) مرورا بتصوير إحدى نسخ الديوان في القاهرة، واقتراح دراسة شعره على بلاشير في السوربون، وحصوله على نسخ من الديوان من لندن والقاهرة والاسكوريال في أثناء وجوده في فرنسا. وشرح جهوده في الحصول على النسخ وفي المقالات بين تلك النسخ( ).
وأوضح أن رزوق فرج رزوق اعتذر- وهو المتخصص بالطغرائي- لظروف خاصة بعد أن اتفق على الاشتراك معه في إكماله، وأن الذي اجتذب يحيى الجبوري لإكمال العمل معه، هو ما في شعر الطغرائي من نفَس الجاهلي، وأن العمل أكمل في آذار 1972( ).
قدم للديوان بمقدمة عرّفت بالطغرائي( ) وبنسخ الديوان( ) وبمنهج التحقيق( ) الذي كان من أهم ركائزه “أن يقدم المحقِّق النص صحيحا كما تركه صاحبه أو أقرب إلى ذلك”( ).
وربما تعود هذه العناية المتواصلة بالطغرائي إلى أن الطاهر يحس أن هناك أوجه شبه بينهما، إذ يقول:”لعلني أشبه الطغرائي”( ).
بداية الطاهر مع التحقيق- كما علمنا- هي رسالته الثانية في الدكتوراه، إذ حقّق(درّة التاج من شعر ابن الحجاج)، ثم ديوان الخريمي وديوان الطغرائي. وكان تحقيقه في كلّها على الغاية من الصحة والسلامة( ).
وسبق نشر ديوان الطغرائي وتلاه، جمع ديوان الجواهري وتحقيقه بالاشتراك مع د. إبراهيم السامرائي ود. مهدي المخزومي ورشيد بكتاش، وصدر بأجزاء سبعة عن وزارة الإعلام والثقافة ببغداد ابتداء بعام 1973 وانتهاء بعام 1980.
شكّلت لجنة الجمع والتحقيق بأمر وزاري في 22/ 4/ 1972، وبدأت العمل، وقبل أن ينتهي شهر نيسان كان الطاهر قد حاور الجواهري، واستمرت المحاورات لتتمخض عن مقدمة عنونها الطاهر:(الجواهري من المولد حتى النشر في الجرائد). هذه المقدمة كشفت- علاوة على جديته وإخلاصه المعروف بهما والمعروفين عنه- عن إمكان كتابة التاريخ بلغة طرية تحمل نفَس المؤرِّخ ونفَس المؤرَّخ له. لقد غاص الطاهر في الجواهري إنسانا وأديبا، وعاد بالسر الذي نبغ- بوساطته- الجواهري، مستغرقا جهدُه سبعة وأربعين صفحة من الصفحات التي تقدمت الديوان، وقدّمت له.
هذه المقدمة استطاعت- كما يرى محمد الجزائري- أن تقدم لنا الطاهر روائيا فـ “حديث الجواهري هو نص روائي على لسان الطاهر، وفيها استوت خالقية الطاهر في فيض من السرد المشبع بالرؤى، والحدس المعمق بالمعلومة، والقراءة الأخصب (لبطله)”( ) الذي تمتد جذوره عميقا في التراث( ).
في عام 1977 صدر للطاهر كتابان: الأول هو(ملاحظات على وفيات الأعيان) عن مؤسسة الرسالة في بيروت. ومن يقرأ هذا الكتاب يجد أن الملاحظات تنصب على تحقيق الدكتور إحسان عباس لـ(وفيات الأعيان) وهذا يعني أن الأفق المهيمن على الكتاب هو أفق نقد التحقيق، وهي المرة الأولى التي يهيمن فيها هذا الأفق بعد أن كان يظهر إشارات متفرقة في عدد من كتب الطاهر الأخر. وقد أشار إلى قيمة كتاب(وفيات الأعيان) وإلى قدرة الدكتور إحسان عباس في التحقيق( ). وقسّم ملاحظاته على وفق عدد المجلدات(*)، وجعل لها مقدمة هي تلك الكلمة التي نشرها في مجلة(الأديب) البيروتية(ج11، س29، 1970)( ).
الكتاب- كما هو واضح- استدراكات وتصحيحات وتنويهات على تحقيق د. إحسان عباس، جمعها الطاهر ونشرها ليفيد القارئ والمحقق، وليكشف في الوقت نفسه عن موضوعيته العلمية ودقته المستندة إلى علمه الغزير تراثا وتحقيقا، وعن التقاطه المغفول عنه( ). وقد ظهر في الكتاب إلى جانب أفق التحقيق، النقد اللغوي وتاريخ الأدب وكثير مما له صلة بالتحقيق ونقده معروضا بلغة تعليمية وبفقرات مرقّمة.
الكتاب الثاني الصادر عام 1977 هو(وراء الأفق الأدبي) عن وزارة الإعلام ببغداد. جمع فيه مقالاته المنشورة في جريدة(الجمهورية). ولهذا الكتاب مكان خاص من نفس الطاهر، ومكان خاص من مرحلة الإغناء، لطراوة أحبّها القراء في فن المقالة( ). وقد أعلن الطاهر عن اعتزازه “من بين كتبه الكثيرة بمقالته الإنشائية أو القريبة من الإنشائية متمثلة بما جاء منها في(وراء الأفق الأدبي)”( ) بوصفه النافذة الجديدة بل الأفق الجديد الذي استثار فن المقالة من مكامنه- بعد أن غاب في مدة التدريس في الرياض وبعدها في بغداد- فقد فاتحته صفحة(آفاق) من جريدة (الجمهورية) للكتاب الأسبوعية فاستجاب ومضت المقالة تتقدم وتتوطد( ). وهذا يعني العناية بالشكل الكتابي الذي قلّت العناية به في ما بين(مقالات) و(وراء الأفق الأدبي) بسبب هيمنة العناية بالنهج الواقعي في تلك المدة، وبسبب العودة إلى الموازنة بين العنايتين بالنهج الجمالي وبالنهج الواقعي في هذا الكتاب وفي كتب تالية.
إنها- إذا- عودة إلى المنطلق الأول(مقالات) تواصلا وإغناء لمنهج فكري وشخصية متميزة؛ ولذلك وجدناه يقول:إن إذابة النقد في المقالة هي “خلاصة الرأي الذي بدأ معي في أوائل السبعينيات”( ). وهذا التحديد التاريخي يجعل كل ما سبقه – موافقا كان أو مخالفا، مقتربا منه أو مبتعدا عنه- مرجعية استخلصت منها هذه الخلاصة، ومسندا استند إليه قراره هذا.
الطاهر في(وراء الأفق الأدبي)- الذي انطلقت مقالاته “من مادة اجتماعية أو سياسية ولكنها تبقى عند الظاهر إلا لدى من استطاع استكناه همومها من النقاد”( )-مقاّلي استطاع بإصداره سدّ ثغرة في أدب المقالة لدينا( ). ومثل هذا الرأي دفع عبد الجبار عباس إلى التأكيد أن ولادة الحلم الأثير في إبداع فن المقالة الأدبية، تتجلى في (وراء الأفق الأدبي)، وأن تنوع ما يعنى به الطاهر جعل مقالات الكتاب تتباين قربا أو بعدا عن(المقالة- الأنموذج): المقالة- الفن. فهناك المقالة- الخاطرة مثل(الشاعر الكبير) والمقالة النقدية مثل(الجائزة الأولى) والمقالة التعليمية مثل(المكتبة العراقية) والمقالة الأدبية مثل(يوسف الصائغ) والمقالة الأدبية الاجتماعية مثل(أزمة أصوات) والمقالة الذاتية مثل(شيء في الجو)… لقد شهد الطاهر في هذا الكتاب مولد حلمه الأثير في إبداع فن المقالة الأدبية( ).
إن مقالات هذا الكتاب هموم ثقافية علاوة على كونها كتابة جميلة للمقال الذي أعاره عناية عرفت عنه( )، وإن الروح التي عالج بها شجون النقد “هي نفسها التي كانت تدفئ مقالاته في المكتبة والترجمة والأخطاء النحوية في القول والكتابة.. روح الحرص الملحاح على أن ينتصر الصحيح، وأن تسود الحقيقة، وأن تتفتح للثقافة آفاق أكثر رحابة، وأن تنضج في رياضها ثمار أكثر وأحلى”( ). الطاهر- كما هو واضح- يعنى بالأفق الثقافي الواسع؛ ولذلك وجدنا من يرى أن مقالات(وراء الأفق الأدبي) تحمل هموما ثقيلة وتثيرها، في النقد والحياة وفي البحث عن الأصول الصحيحة للأدب وفي فن التعامل. إنها الأماني والحسرات التي يطرحها الواقع الثقافي والنقدي والحياتي. إنها من النوع الذي يملأ ويدفع إلى التحرك، ويثير الانتباه الشديد والتيقظ الدائم( ).
لقد هيمن أفق المقالة على الكتاب ممتزجا مع ملامح من آفاق أخر، مستندا إلى موقف أخلاقي، ومنهج نقدي يكشف عما هو خارج نقطة(تمركز) ضوء الإعلام النقدي الثقافي.
وبهذا المنهج نفسه لم يقطع عنايته بمحمود أحمد السيد مثلما لم يقطع عنايته بالطغرائي والخريمي، فقد أعدّ وقدّم الأعمال القصصية الكاملة لمحمود أحمد السيد، بالاشتراك مع الدكتور عبدالإله أحمد، وصدر عن وزارة الثقافة والفنون ببغداد عام 1978، لتضيف إلى المجموع من قصصه، جزءا كبيرا من قصصه المنشورة في الصحف.
لقد حظيت ريادة السيد لفن القصة بعناية الطاهر أكثر من مرة سابقة لهذا العمل ولاحقة له، وفي هذه المدة كانت العناية المتجلية بهذا الكتاب، استكمالا تطبيقيا لأصول الدراسة الأولى عنه( ).
واختتمت السبعينيات بإصدار كتاب متميز غاية في الأهمية هو(مقدمة في النقد الأدبي) عن المؤسسة العربية في بيروت عام 1979. ألّفه- كما يؤكد- “للإعلام والإفادة، وليس هياما بأفكار الآخرين وضياعا للحقيقة”( ). يقول عنه:”كانت غايتي الأولى- كما هو موضح في(المقدمة)- أن أوصل إلى القارئ العربي مادة النقد الأدبي الغربي كما هي لدى أهلها في مصادرهم، تجنبا للخلط والغموض والتصرف الرديء وابتعادا عن التقليد الرخيص، وانتفاعا بأعماق الإنسانية العامة”( ). وينصح باسم عبد الحميد حمودي، الراغبَ في الاطلاع على ما فعله الطاهر في الدرس النقدي عموما، بقراءة هذا الكتاب المهم؛ لأنه ييسر له مكتبة نقدية متكاملة ويعطيه خلاصات في منهجه المتكامل: منهج الدراسة الجمالية التي تجمع بين العناية بالفن والأداء( ).
الطاهر- في هذا الكتاب- منهجي رأى اختلاج الفكر النقدي الأوربي عند العرب واضطراب مصطلحاته ومدارسه فألّف هذا الكتاب( ) الذي يشهد “على مدى تمرّس الدكتور الطاهر بالنظرية النقدية الأوربية”( ).
الكتاب- برأي الطاهر- خلاصة الفكر العالمي وتجاربه في الفن والأدب والشعر الغنائي(الوجداني) والشعر الملحمي والشعر التعليمي والخطابة والمسرحية(التمثيلية، الدراما) والقصة والمقالة والأسلوب والنقد الأدبي ومناهجه.
وأصل الكتاب محاضرات ومناقشات جامعية ألقاها في دار المعلمين العالية في بغداد في خلال المدة من عام 1954 إلى عام 1959، ثم في كلية الآداب في جامعة بغداد، وفي الجامعة المستنصرية أيضا، وكل سنة كانت تضيف إلى الأصل شيئا جديدا متأتيا من المطالعة حينا ومن ملاحظات الطلبة حينا آخر.
وقد طرق تلك الموضوعات درسا وتحليلا ليفيد القارئ بمادة متصفة بالسهولة والدقة وبكونها ثمرة وخلاصة لقراءاته الموسّعة وبذرة وخطوة أولى لدراسات وقراءات موسّعة يقوم بها القارئ أو التلميذ.
وأردف الكتاب بـ(مكتبة) ضمنها كل ما وصل إليه من كتب مترجمة للموضوعات السابقة ابتداء من الفن وانتهاء بالمقالة( ).
وفي العام نفسه جمع الطاهر كل ما كتب من مجموعات قصصية صدرت عام 1979 وكتب عن ذلك قائلا:”ولكن الذي حدث أن الكتابة طالت ولم تأخذ طريقها للنشر، ولكن الذي ظهر أن هذا العام عام 1979 من أغنى الأعوام بالمجاميع الجيدة”( ).
وفي حديث له عن جهوده في السبعينيات في أفق القصة وأفق الرواية قال: “واصلت متابعة القراءة والمنهج الذي سرت عليه في الخمسينيات وقد يكون أوضح ذلك ما كتبته عن يوسف الحيدري في(رجل تكرهه المدينة) في مجلة(الكلمة). وإذ شرع القصاصون يطيلون من قصصهم مما يسمونه روايات كتبت عما أصدره يوسف الصائغ باسم(اللعبة) وكانت الكتابة عنها موضوع نقاش بين أخذ وردّ لدى القراء. ثم كانت مقالات متوالية في مفهوم الرواية أخرجت كل هذا الذي يصدره الشباب ويكتبون على غلافه(رواية)، بعيدا عن المصطلح الحقيقي للرواية، وإنما قصصا طويلة أو روايات قصيرة، كما كان للكاتب موقف فيه شيء من التشدد إزاء ما عرف بالقصة الستينية ورأى فيما كان يكتبه آنذاك محمد خضير هو الأنموذج الأمثل للقصة القصيرة في تطورها الطبيعي”( ). ويكشف إدراكه للتشدد في موقفه عن تغير في خط التناول نقديا.
وفي شهر نيسان من ذلك العام حاضر الطاهر في بابل( ).
ما مرّ يدل على أن الطاهر كان يغني فكره النقدي، متجاوزا أساليب التلميذ الماهر المطبّق لأفكار ما، إلى التعامل بـ(أستاذية) في أثناء تطبيق الأفكار لإغنائها معرفيا ولاسيما حين يوظفها في آفاق جديدة، أو يعمق توظيفها في آفاق ارتادها من قبل.
هوامش:
( ) ظ: ج.س؟ : 215.
( ) ظ: أساتذتي ومقالات أخرى: 386.
( ) م.ن: 387.
( ) ظ: علي جواد الطاهر ناقدا(بحث مخطوط): 13.
( ) ظ:ج.س؟ : 5.
( ) م.ن: 144.
( ) م.ن: 216.
( ) علي جواد الطاهر ناقدا(بحث مخطوط):3.
( ) ظ:ج.س؟ : 209، ومقدمة: محمود أحمد السيد رائد القصة الحديثة في العراق، د. علي جواد الطاهر، دار الآداب، بيروت، ط1، 1969: 7-10.
( ) علي جواد الطاهر ناقدا(بحث مخطوط): 16، وظ: الطاهر ناقدا وأستاذا(مقال).
( ) ظ: محمود أحمد السيد رائد القصة الحديثة في العراق(مقال)، طراد الكبيسي، مجلة المثقف العربي، ع12، كانون ثان. 1970: 144.
( ) محمود أحمد السيد رائد القصة الحديثة في العراق: 185.
( ) م.ن: 185.
( ) م.ن: 5.
( ) محمود أحمد السيد رائد القصة الحديثة في العراق: 6، وظ: 89، و187، و188.
( ) م.ن: 32، وظ: 192.
( ) عن عناية السيد بالمضمون والإيقاظ، ظ: م.ن: 49، و188-189، و192 على سبيل المثال.
( ) عن اعتراض الخبير ودفاع الطاهر، ظ: م.ن: 9-10.
( ) ملاحظات على الموسوعة العربية الميسرة: 6.
( ) م.ن: 5.
( ) ظ: ملاحظات على الموسوعة العربية الميسرة: 6.
( ) مع الدكتور علي جواد الطاهر وكتابه وراء الأفق الأدبي(مقال)، د. جليل كمال الدين، مجلة الثقافة، ع10، تشرين أول 1978: 133-134.
( ) ملاحظات على الموسوعة العربية الميسرة: 7.
( )ملاحظات على الموسوعة العربية الميسرة: 120.
( ) ج.س؟ : 272.
( ) م.ن: 273، وظ: 216.
( ) م.ن: 272، وظ: منهج البحث الأدبي: 8-10.
( ) ج.س؟ : 272.
( ) ظ:علي جواد الطاهر ناقدا(بحث مخطوط): 3.
( ) مع الدكتور علي جواد الطاهر وكتابه وراء الأفق الأدبي(مقال): 135.
( ) منهج البحث الأدبي: 16.
( ) م.ن: 84.
( ) ظ: كلمات: 40-43.
( ) ظ: ديوان الخريمي، جمع وتحقيق: د. علي جواد الطاهر ومحمد جبار المعيبد، دار الكتاب الجديد، بيروت، 1971: 7.
( ) علي جواد الطاهر ناقدا(بحث مخطوط): 13.
( ) ظ: ديوان الجواهري، جمع وتحقيق: د. علي جواد الطاهر ود. إبراهيم السامرائي ود. مهدي المخزومي ورشيد بكتاش، ج1- 7، مطبعة الأديب، بغداد، ط1، 1973-1980: 1/20.
( ) ظ: وراء الأفق الأدبي: 17.
( ) وراء الأفق الأدبي: 189.
( ) م.ن: 190.
( ) ج.س؟ : 35.
( ) م.ن: 39.
( ) ظ: ديوان الطغرائي، تحقيق: د. علي جواد الطاهر ود. يحيى الجبوري، منشورات وزارة الإعلام، بغداد، ط1، 1976: 6، 7.
( ) ظ: م.ن: 7، و8.
( ) ظ: م.ن: 9-13.
( ) ظ: م.ن: 14-24.
( ) ظ: م.ن: 25-26.
( ) م.ن: 25.
( ) موسوعة المفكرين والأدباء العراقيين: 18.
( ) ظ:علي جواد الطاهر ناقدا(بحث مخطوط): 3.
( ) الطاهر مشروعا روائيا من المولد حتى النشر(مقال)، محمد الجزائري، جريدة الثورة، 7/11/1994، وظ: علي جواد الطاهر.. حي يرزق(مقال)، محمد رضا نصر الله، جريدة الرياض، 7/7/1993.
( ) ظ: ج.س؟ : 218.
( ) ظ: ملاحظات على وفيات الأعيان، د. علي جواد الطاهر، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1977: 5-10، و119-120.
(*) نشرت الملاحظات الثماني حلقات متسلسلة في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ابتداء بكانون أول 1971 وانتهاء بكانون ثان 1976.
( ) ظ: ملاحظات على وفيات الأعيان: 5، و7-10.
( ) ظ: ملاحظات على وفيات الأعيان(مقال)، صبيح صادق، جريدة الجمهورية، 15/9/1978، وملاحظات على وفيات الأعيان، شكيب كاظم سعودي، جريدة الجمهورية، 11/2/1994.
( ) ظ: أساتذتي ومقالات أخرى: 387، وظ، موسوعة المفكرين والأدباء العراقيين: 157- 158.
( ) ج.س؟ : 186.
( ) ظ:م.ن: 223.
( ) م.ن: 125.
( )ج.س؟: 223.
( ) ظ: مع الدكتور علي جواد الطاهر وكتابه وراء الأفق الأدبي(مقال): 136.
( ) ظ: وراء الأفق الأدبي(مقال)، عبد الجبار عباس، جريدة الراصد، 2/5/1978.
( ) ظ: وراء الأفق الأدبي- هموم ثقافية(مقال)، قاسم عبد الأمير عجام، جريدة طريق الشعب، 17/6/1978.
( ) م.ن.
( ) ظ: هموم ثقافية- وراء الأفق الأدبي(مقال)، قاسم محمد حمزة، جريدة طريق الشعب، 24/4/1978.
( ) ظ: المجموعة الكاملة لقصص محمود أحمد السيد(مقال)، قيس عبد الحسين، جريدة الجمهورية، 1/4/1979، والطاهر ناقدا وأستاذا(مقال).
( ) ج.س؟ : 286.
( ) م.ن: 286، وظ: الدكتور علي جواد الطاهر وحديث عن النقد الأدبي(مقال)، جريدة القادسية، ملحق، 21/9/1981.
( ) ظ: الدكتور علي جواد الطاهر رائد النقد الأدبي الحديث في العراق(بحث)، كامل عويد العامري، مجلة آفاق عربية، س17، مايس 1992: 154.
( ) ظ:علي جواد الطاهر ناقدا(بحث مخطوط): 3.
( ) م.ن: 5(في الهامش).
( ) ظ: مقدمة في النقد الأدبي، د. علي جواد الطاهر، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط 1، 1979: 5-11، والدكتور علي جواد الطاهر وحديث عن النقد الأدبي(مقال)، وعمود(قالوا لنا) ، د. علي جواد الطاهر، جريدة الجمهورية، 4/1/1978.
( ) ج.س؟ : 145.