عبد القادر جبّار : طائر الوجد

عن دار الشؤون الثقافية في بغداد المحروسة ، وضمن سلسلة دراسات ، صدر كتاب جديد للدكتور (عبد القادر جبار ) عنوانه ( طائر الوجد – دراسة تطبيقية في بنية النص الشعري العربي الحديث – سعدي يوسف أنموذجا ) . يقول المؤلف في المقدمة :
( أصبحت قضية البناء الفني في القصيدة العربية واحدة من القضايا الرئيسة التي تناولها النقاد والباحثون في دراساتهم ، بعمق وتفصيل ، وذلك لأنها تنطوي على تنوع جمالي تتكشف أسراره مع كل محاولة لسبر غور الشعر ، والغوص في عوالمه الفسيحة . وكنت منذ سنوات خلت منشغلا بالشاعر العراقي سعدي يوسف ، ومنشغلا بالدهشة التي تحدثها قصيدته لحظة القراءة أو بالصور التي ترافق مخيلتي بعد القراءة ، لهذا قررت منذ دخولي في دروب اللغة العربية أن أحاول اكتشاف هذا السر العجيب في عالم شعر سعدي يوسف . فبدأت البحث والرحلة بين الكتب الموروثة عن أغلى تراث أدبي ، لأشرف لغة عرفتها الدنيا ، لغة القرآن العظيم ، وهذه الرحلة دفعتني لأن أبحث بين طيات الكتب الحديثة ، وما أنتجه الفكر فيها من عربي وغربي ، في محاولة لاعتماد المفهومات والمصطلحات التي تفتح مغاليق القصيدة ) .
وقد تكوّن البحث من مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وخاتمة ، تناول الفصل الأول البنية الظاهرة من ناحية التشكيلة البصرية والوزن والقافية . أما الفصل الثاني فقد عالج موضوع البنية الشاركة التي تتمظهر من خلال الإيقاع الداخلي والتوازي والتنغيم . أما الفصل الثالث والأخير فقد خصصه الباحث لموضوعة البنية المضمرة بمستوياتها الثلاثة : البناء التوافقي والبناء التعارضي والبناء التوالدي .
وفي الخاتمة يستنتج عبد القادر أن ( الشاعر سعدي يوسف قد امتاز بمقدرة خاصة على استخدام التراثين العربي والغربي ، والتطورات الحديثة التي طرأت في الوطن العربي والغرب أيضا ، فكان محاكيا للتطورات في شتى أنحاء العالم ، في أمريكا وأمريكا اللاتينية وأوروبا ، مثلما كان محاكيا للتطورات التي حدثت في الوطن العربي . وبهذا يكون الشاعر قد عبر عن موقفه اإنساني المنطلق من اسس آيديولوجية تعتمد الأممية معيارا لها في علاقاتها مع الآخر بشكل صادق ، ولهذا اغتنت قصيدته بالرمز والأسطورة عن البابليين والأغريق والهنود والعرب ، وكان التراث الأممي والإنساني حاضرا في قصائده ) .