اختتم المخرج العراقي المقيم في لندن قتيبة الجنابي عروض اليوم الثاني بفيلمه الروائي الطويل “الرحيل من بغداد” الذي اثار اعجاب الجمهور لما له من اسلوب متفرد في طرح الموضوع والذي قال عنه المخرج “انه اسلوبي انا ولم اكن استطيع ان اخرجه بغير هذه الطريقة وعليكم ان تتحملوني وتتحملون فيلمي كما هو” , الفيلم يحكي قصة حقيقية للمصور الشخصي لصدام حسين الذي هرب من العراق بسبب انتماء ابنه الى أحد الأحزاب المعارضة ليتنقل بين البلدان للحصول على مأوى يشعره بالطمأنينة لكنه يبقى حبيس ذكرياته وشعوره بالذنب تجاه ماحصل من قبل النظام السابق من جرائم بحق الشعب لأنه يعتبر نفسه جزءا من تلك المنظومة الحاكمة وساندا لها بكاميرته ورضاه عما كان يحصل من انتهاكات يجعله شريكا فيها , الفيلم جمع بين الأسلوب الوثائقي والروائي في مزج موفق بين خيال المخرج والصور المشاهد الوثائقية “القاسية على المُشاهد ” ,”كقطع رأس أحد الضحايا بالسيف” ربما أراد المخرج ايلام المُشاهد الى أقصى درجة ممكنة ليتخيل حجم الماساة التي عاشها العراقيون , المخرج عكس خلال تجوال البطل والخوف الذي كان يلفه من أشخاص ربما وهم يتابعونه ويحاولون النيل منه عكس حالته الذاتية وحال كل المغتربين العراقيين في فترة حكم صدام من أن يُتابع ويُقتل ففي المشهد قبل الأخير يتعرض البطل لاطلاق ناري يرديه قتيلا لكن يفاجأ المشاهد في المشهد الذي يليه انه جالسا في غرفته ولازال ينتظر فرصة لتهريبه الى لندن.
الفيلم الثاني الذي عرض في اليوم الثاني كان الفليم الوثائقي ” قبل رحيل الذكريات الى الأبد” للمخرجين مناف شاكر وفلاح حسن وهو عن تأريخ السينما الطلابية في العراق منذ ولادتها وحتى الان , الفيلم يعتبر وثيقة مهمة ليس عن السينما الطلابية حسب بل لتأريخ العراق بشكل عام فقد استعرض الفيلم الاحداث السياسية وأثرها وانعكاساتها على السينما الطلابية وكانت جهود المخرجين واضحة في جمع لقطات وثائقية مهمة , مايحسب أيضا لمخرجي الفيلم انهما لم يكتفيا بنقل الواقع وتوثيق أحداث مهمة وشهادات لأساتذة ومخرجين مهمين كانوا طلبة في ذات يوم بل دخلوا في الكادر وحركوا مجريات الأحداث وأبدوا آراءهم بشكل صريح وجريء وحاولا وضع بصمة على مجريات الفيلم .
أما في فئة أفلام الطلبة فتم عرض فيلم “غن أغنيتك” للمخرج عمر فلاح وهو عن مغني اضطر الى تغيير مهنته التي أحبها بسبب تدخل الوضع الأمني الخطير وتعرضه للخطر بسبب هذه المهنة حولها الى بائع للاجهزة الصوتية للمناسبات كما تناول الفيلم أيضا شخصا آخر يترك مهنته الأصلية مصلح آلآت موسيقية الى خطاط الا انه لم يتركها حقيقة “فهو يمارسها خفية” اما المغني فهو يغني لأصدقائه ليطربهم ويطرب نفسه , الفيلم يستهجن فرض قناعات معينة على الآخرين من قبل البعض في العراق الجديد .
الفيلم الأخير بعنوان ” نوارس السلام” وهو عن تهجير معتنقي الطائفة المسيحية من قبل أطراف خفية لم تحدد وتنقل المخرج بين بغداد وأربيل والموصل ودمشق ليسجل لعوائل مسيحية مهجرة , مايحسب للمخرج انه تبنى همّ الأخوة المسيحيين وأظهره للعالم مع انه مسلم وفي العادة يحاول المنتمي الى طائفة معينة إظهار مظلومية طائفته .
وسيعرض للعراق في اليوم الثالث من المهرجان “فيلم الارملة “,”فحم ورماد” ,”هيرش اخي” ,”ازهار كركوك “و”وداعا بابل”
——————————————-