مقداد مسعود : الزرقاء العاقر

الزرقاء العاقر
مقداد مسعود

الشجرة ُ..
لا تدري متى كانت شجرة ً
هي الآن َ
مبولة ٌ لكلاب النهار
وسكارى الليل ،
وهي سبورة ٌ لأنانية العُشاق
يجرحون خاصرتَهَا
ليؤرخوا قيحا عاطفياً.
النهر ُ…
صار يركض ُ ويتلفت
كأن كلاباً من السعير
تلاحق ظلاله المنتظرة في المشاتل .
أحياناً..
تتقارب الضفتان حد التهامس، فتلحد ُ النهر َ وما فيه وما عليه
ويكون ذلك، على مرأى علماءِ الطبيعة ِ، الذين يرون ما يجري
بعيُون ِ الحكومةِ التي يزدريها الماخور، فيتركها معطنة ً
في فنادق خمس نجوم.
أما أنا
فرغم أطنان ِ الكتب ِ التي فلستها
كما تفلس الباقلاءُ المسلوقة ُ
والطرية ُ
ورغم الصاعقة التي كفخت يافوخي
أشهد ُ..
ببساطة ِ كادح أبدي
أنني..
والآن تحديدا ً
صرت ُ أعرف ُ أنني لا أعرف ُ شيئا، ولا أسأل ُ أحداً
سواي، حين (أدردم)
: لماذا هذي العاقر ُ الزرقاء ُ
المتكدسة ُ وراءِ ذاتِها
الوحيدة ُ اللامتناهية ُ
الكاملة ُ
الغائبة ُ
الأبدية ُ
التي لانُدركُها
والتي لا تتوقف ُ عن الوجود ِ
: لماذ تخطف ُ أكبادنَا
لتستعملهم
ضوءاً
لنجوم ٍ
خامدة ٍ
منذ ملايين السنوات الضوئية !!

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| د. قصي الشيخ عسكر : همسات من الشعر .

1 مثقلة بالحزن منفضة السجائر لا أعقابَ سجائر تلسعها لا بعض رمادْ تبقى ،عالمها المنفى: …

| عبدالقادر رالة : زّوجي .

    أبصرهُ مستلقياَ فوق الأريكة يُتابع أخبار المساء باهتمام…      إنه زّوجي، وحبيبي..     زّوجي …

تعليق واحد

  1. صالح الرزوق

    اللون الازرق رمز محير، فهو عند المحافظين رمز اممي لأن السماء زرقاء. و هو في الطب لون الدم قبل التنقية.
    و هو في الاسطورة لون لحية السفاح و لون عظام الشياطين و العفاريت.
    لذلك تبدو لي القصيدة رغم بسلطتها انها مركبة انما بشفافية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *