هشام القيسي: مرويات تبرق صوب الإنتظار

الهجرة الأولى
على جانب النهر مع التحية
1 0 على كتف الأرض
تحدق كل صباح
ومنذ عقود تنتظر أكثر في سلة الذكريات
علها تكون ملاكاً في ليلة تلمس شهيقها ،
وغير هذه التعاويذ المجنونة
وعبر أيام تتكدس
تتمختر البراكين
بعد أن تتقيا
وتفتح وليمة جائعة للغد 0
صدى فاصل من زمن محروق / صراخ ُيَتذَوّق في موكب أصم /
صباح فاجع لا ينحرف الرماد فيه عن مسرته ، إذاً أنها إمرأة
تهمس في رطوبة تمتد على جسد يعرف كيف يسكر
ويعرف قراءة عريها دون أن ينبهر 0
كل شيء يحمل نهاية العالم
خارج نافذة السر
وكل الأمنيات تغير أوراقها
بأجنحة صغيرة 0

2
بكاء

قلب خامد أمام ينبوع الحب
مثل ضياع هرم هتف دون صدى
وقلب تساءل عن عبث راكد
من صدأ الوجود 0
لن تشاركيني إنعطافات الأقدار
ولن ترددي عند مشارف القلق بقية الكلام
فالحياة تذهب الى أقرب هاتف
يألف عري عتمة خارج الأسرار 0

3
اعتراف
يؤرقني قدح
يقتادني الى سحابة ثملة بصبحها
ولا تشفع لي
ولا تشعلني في علة الاشارة
كي لا يلين الطريق
أو ينتحل أغنية جديدة 0
في
جدران
منسكبة
دونما
وقت
أحببتك بهمس
وأحببتك بصمت
كجوع منزو في أقاصي الشقاء ،
فانا حدود من أكون
في تجديد السؤال بأعلى الكلام 0
4
فيما يحدث الآن
عليّ الآن أن اذهب الى سعادة غير رسمية
وأتوقف فوق الذكريات
وأمام حانات الأيام المبهمة
مثل نسر غريب
يقلب أوراق الأنتظارات الساقطة ،
وعليّ الآن أن أذهب الى ممرات لا تسلكها لوعة مهجورة
أو
عطب يردد أغانيه عند ناصية الحلم
فانا الآن مطمئن
وبهدوء عند تخوم الأبدية 0

5
الجراحات التي انهمرت
تستوي اليوم
وتبزغ على الوجود صوتاً
ينسل من أحلام مهجوره ،
وعبر هجعة ليلية غير صامتة
يصرخ ليوقظ النبض السديمي ،
وتتساءل :
من صب فيك روحاً
تلقي على أيامك طقوسا للاشاره؟
ومن صب فيك جروحاً
تمرغ أسفارك في المسارات
دونما بشاره ؟
هل المعاني العارية
في محارق العطش المارد تتمهل
أم تجلس على الشرفات لتقطر القصص الأولى ؟
النوافذ طوال الليل توميء
وتهدر
ثم تقول
الكلام يفيض من صرخة مكتومة
والغناء الذي تترنح تحته الأيام
يزاحم عشاق الحانات
والشعراء
ومجون الساعات ،
هي رحلة اخرى
وحدها تستقبل من حولي
ومن تحتي
كي تحاصر الصهيل
وتهطل على أشجار التاويل
قبل اشتعال القيامة 0
وأنت أيها المخاض / يا اشتهاء وميض الماء / غداً تغادر غربتي /
عبر تهليلة بحار يعود الى الشاطىء دون ان ينتحب
أو
يبكي على قصائد تطوف كل متاعب العالم
ولا ترتعش مواويلها 0
وهذه الأحداق أيضاً
ترتوي من أطراف مخلخلة ،
وفي أوراق تحتضن مواقيتها تفيض
لتبرق من وجع يصيح
ومن وجع يابى أن ينام 0
هذا عشقي
لم يبعثره سر لغة لا يشب فيها حريق
ولا يسمع في حبيبات الندى
غير صوت الشجر العميق
انه يتقطر في لهفتي
ويميل بي نحو أغنية
تغفو على كتاب طليق 0
الهجرة الثانية
عند إيقاع مقدار المسرة
تأمل

لم تعد هناك ومضة
تفتح العالم على آخره ،
أو لحظة
تحشوها وجوه الجالسين
بلا قصائد 0

كوكب
عند الصباح
يخرج الوجد من ذاكرة
تجلس قبالتي
وفي المساء
يترنح كثيراً 0

ألق
سأمر هذه الليلة
لأستفيق في كل الممرات
وأروض الصمت
بلا طعام
أو مسرات 0
جمال
كبكاء كوني
راهنت البحر
كي أحدق
في أشيائي
وأغدو شمعة 0
زهد
سأرتشف الشواهد
إلا حفنة أوهام
أو فصولاً
تشاطر انفعالاتها
بلا أنغام 0
احتمال
الضياع لامسند له
ولاكلمات تمسد شقاءه 0

غناء
دس الحب كفيه
في أوراقي
وحول قدح جديد
عاد يصب ذكرياته 0
رؤيا
في ساحة الزمن
ومن نافذة مفتوحة
تجلس سحابة
تحت شدوٍ
لا يغرد كثيراً 0
حدود
أسفل السؤال
والفلسفة الذاهلة
يهذي الأمس
ولا يخلع دموعه القصية 0
يقين
بصوت يقدح
بصوت يعصف
تخرج رؤياي
بلا غربة 0
لماذا ؟
في ليالي النهارات
تجلس الكلمات الشقية
عند أبواب الأروقة
مسيجة قلبها
بأحلام مدببة
وأمام طعنات مترفة
تركل كل شيء
لتترك لي
وقتاً خارج التأمل 0
تشكيل
البحر
وحدود
المساءات
المنحنية
أسئلة
لا تغادر
خلسة 0

رحلة
ربما نسي شجونه
ربما تقاسم قبلة
السعادة العاقرة
ربما تجمع في بعضه
أو تحت محنة
ومضة القلب الأولى
لكنه بين الغربة والصرخة
يناغم وردة
كطفل يكركر
يخرق الشرفات الجديدة 0

الهجرة الثالثة
تخطيطات تحت الأشجار
1 0
ماذا نقتسم الآن ؟
وقد التجأت الأيام
إلى سفر
يشرب شيئاً
من اشتعال الكلام 0
2 0
هل رأيت
في هذه الليلة
كيف الأفق
لا يتركني وحدي
وكيف إن شئت
أو أبيت
يرسم اللهب على الصمت
بعدي 0
3 0
هبطت عصافير الروح
على قصائدي
وعلى غيم الجروح
تقف لاهبة
خمرة
وهيبه 0
4 0
تطوي الأيام خيمتها
وتمضي وحدها في خضم الزمان
فزاد الرحلة المعمدة بالسهر
تقف الآن
وتشهد
إن الحزن طوفان 0
5 0
ما أطول المسافة
بين النظرات
وما قد فات
تطفو العبرات 0

6 0
لم يبق شيء غير التذكار
ولم تبق غير حروف
رهن القلب
والأسفار 0

7 0
إني الآن
أدون بعضي
وليوم آخر
امضي 0

الهجرة الرابعة
حالات
1 0
لم يبق لدي
سوى حب يتناهى
الى مسمعي
وشيء يتشظى
تحت أضلعي 0

2 0
هي في كل الكلام
تتقن الكلام
بل تراقص نحيب الورق
إذ تحتمل نزف الأحلام 0

3 0
من خلف الصوت
وبين إنكسار الأغاني
تتدانى النجوم
وينشطر الوقت 0
4 0
لكنها تصل
وتذوب إحتراقاً في عشقي
هل أبعث الليلة رسالة
تلهب مكابدات المواعيد
وسر عشقي 0

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| عدنان عبد النبي البلداوي : “ذكراك نور” مهداة الى روح الشريف الرضي في ذكراه الخالدة .

ذِكراكَ  نورٌ، تسامَتْ فيه دُنـيانا                             يا رائـداً  قــد مَلَكْـتَ القـلبَ أزمانا فكنتَ أصْدَقَ مَــن يَهوَى بناظِـره                           حتى …

حــصــــرياً بـمـوقـعــنــــا
| عبدالقادر رالة : الزعفرانة.

    لمحتها في المحطة تنتظر القطار …    الفتاة الوحيدة  التي تقرأ كاتباَ ؛ كتاب في  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *