عن دار الينابيع صدرت مؤخرا المجموعة القصصية الجديدة “شرق بعيد” للقاص “محمد علوان جبر” . وقد قدم لها المبدع “محمد خضير” بقوله :
(قرأت قصص مجموعة “شرق بعيد” بتأثر وإعجاب، إعجاب ممزوج بالخوف والوحشة اللذين يلفان كل سطر وكل كلمة فيها. هذه قراءتي وأنا قارىء عراقي قريب من الأحداث، فكيف إذا كانت القراءة لقارىء بعيد عنها ، يسمعها ولا ينفعل بها، كقارئنا العربي أو العالمي المجهول؛ حتما ستكون قراءته كشفا من الكشوف المهمة.
تعكس لنا القصص رعب الحاضر الذي يفوق رعب (كورتيز) في رواية (قلب الظلام) لكونراد. هذه القصص لا تعكس الرعب الجاري على سطح الواقع المزري لعاصمتنا بغداد الحبيبة، بل إنها تعكس النذير اللامرئي الذي يحاول شق السطح مثل بركان صامت يدب اهتزازه في عروقنا دبيب الكائنات الخرافية المحبوسة تحت الأرض منذ بداية التاريخ الدامي للإنسان . تترقب القصص هذا الدبيب، وتنصت لقدوم حممه من الأعماق ، وتواجه بشجاعة ولا تهرب من كوابيسه الليلية وتهويلاته النهارية ) .
وقد ختم خضير مقدمته بالقول:
(أهنيء القاص بحرارة – حرارة القراءة- على هذا الجهد الصادق، على خلفية النار والحديد والدم والمشاعر السائرة على قدمين ثابتتين ، الحياة للقلم الحر المكافح ، وبراعة الإنجاز ) .
وقد ضمت المجموعة أيضا دراسة للناقد حسين سرمك حسن عن قصة (نزهة) قال فيها :
(إن (نزهة) محمد علوان جبر التي جاءت كتسوية لمحنة، وحل إبداعي التفافي يخفف من قلق الموت المشتعل في نفوسنا عبر حلم يقظة طويل؛ هي ، أي النزهة، ناقوس خطر يدقه القاص واقعيا . إن مصدر وأصل الدوافع الخلاقة في عملية الموت هي الدهشة المرتبطة بتوقيته وشكله وأسبابه ، والشعوب التي تتعامل مع الموت كـ “لغز” وجودي يثير دهشتها ويدفعها إلى الفعل لفك أسراره ، أي الشعوب التي يشكل الموت في وعيها معضلة مريرة ، هي التي يشكل الموت مهمازا لانضاج شخصيتها وتحفيزها على الخلق والإبداع . ولكن هذا الأمر يصبح كارثة عندما يتحول الأمر ، في الواقع ، إلى (نزهة) مصنّعة بأيدي الإنسان، وشتان بين نزهة الواقع ونزهة الخيال ) .
ضمت المحموعة (145 صفحة) خمس عشرة قصة منها : نجمة ، شرق بعيد ، نزهة ، مدينة الماء الأزرق ، وقائع موت معلن ، الموت الجميل ، سيدة الماء .. وغيرها .
“محمد علوان جبر” في “شرق بعيد”
تعليقات الفيسبوك