
إشارة :
يهم أسرة موقع الناقد العراقي أن تقدّم هذا الملف عن الشاعر المبدع والإعلامي الكبير الدكتور زكي الجابر. وتهيب أسرة الموقع بجميع الأحبة الكتّاب والقرّاء المساهمة في هذا الملف بما يملكونه من مقالات أو دراسات ووثائق وصور ومعلومات وذكريات عن الراحل . وسيكون الملف – على عادة الموقع – مفتوحاً من الناحية الزمنيّة .
القصيدة :
وتبقَى الكلمه (23)
هل أقرأُ القصيده؟
’’إلى زكي‘‘
د.حياة جاسم محمّد
أعشابٌ شائِكَةٌ
(في دَغْلٍ بَريٍّ؟)
تُطَوِّقُ ساقَيْها
تَسْتَعذِبُ وَخْزَ الأشواكْ
من خَلَلِ السِروالِ الداكِنْ
عَويلَ الريحِ المُنْذِرَ بالآتي
ولَسْعَ بَعُوضِ الليلِ
هِيَ رُقْيَتُها السِحْرِيَّه
هِيَ كَفّارَتُها
هِيَ تَأْشيرَتُها
لِعَوالِمَ لا مَرْئِيّهْ
عَتَباتُ النَصِّ هِيَ
ومُستَهَلُّ القَصيده
والقَصِيدةُ تَصخَبُ في داخِلِها
…
أُخَفِّفُ الوَطْءَ، قَبْلَ أن يَهمِسَ في أُذُني
’’حَكيمُ المَعَرَّه‘‘
بَعضي هُناكَ، بَعضُهُ هُنا
أللونُ الأبيضُ يَدعوني
زَهْرَتُنا البَيْضاءْ
شَفْرَتُنا السِرِّيه
أسيرُ والنهرَ الذي يَجري إلى الوَراءْ
أنظُرُ للأحْرُفِ، تَبتَسِمُ
أتوقَّفْ
وتَصْخَبُ في داخِلِي القَصِيده
…
ألماءُ أقرَبُ ما يَكونُ إليْكَ
-عاشِقَ الماءِ-
بَعضُ خَليجِ ’’المَكسِيكِ‘‘ يَنبَسِطُ
مُضَمَّخاً بِعُطورِ شَطِّ العَرَبْ
مُرَجِّعاً خَفْقَ أجْنِحَةِ النَوارِسْ
عِنْدَ مَقْهَى ’’بَدْرٍ‘‘ في ’’العَشّارْ‘‘
هُناكَ حَيثُ تَخْتَلي
بِصَفَحاتِها الزرقاءْ
تأتِيكَ مِن مَنْفاها
تَقْرأُ ما بينَ السُطورْ
تُؤَوِّلُ ما يُفلِتُهُ القَلبُ
من سَطْوَةِ العَقلِ فيها
مَجْهولَةً لَمّا تَزَلْ
والكونُ رُؤىً وتَوَقُّعاتْ
والنَصُّ، شِعراً، يَتَشَكَّلْ!
والقَصيدةُ تَصْخَبُ في داخِلي
…
أَستَطْلِعُ المَشْهدَ مِن حَوْلي
لا يَلتَقي الصَليبُ والهِلالُ حتّى هُنا
أعْمِدَةٌ مِن صَدَأٍ تَفْصِلُ بينهما
’’والشَواهِدُ‘‘ صامِتَةٌ
متى تثورْ؟
والقَصِيدةُ تَصْخَبُ في داخِلِي
تُريدُ أن تَتَحرَّرَ صَوْتاً مَسْموعاً
في صَمْتِ المَشْهَدْ
هلْ أقرَؤُها؟
هُنا لا يُقرَأُ الشِعرُ/الذِكْرُ
’’والشعراءُ/إلّا الذينَ‘‘
أَنظُرُ للأحْرُفِ
تَبتَسِمُ، تَستَعجِلُني
أَسْتَشْرِفُ الأعالي
تُومِضُ نَجْمَةٌ وَحِيده
في سَماءٍ تَكْفَهِرُّ بِظُلْمَةِ الليلِ الوَشيكْ
أَنظُرُ للأحْرفِ، أَبتَسِمُ
وأَقرأُ القَصِيدَه!
كورپس كريستي
11-12-2017