عبد الله البردوني : بَـــــــيــــــتٌ مِــــــــــــن الــــــرِّيـــــح (من القصائد النادرة)

من القصائد النادرة ..
بَـــــــيــــــتٌ مِــــــــــــن الــــــرِّيـــــح
..
عبد الله البردوني

هذه قصيدةٌ أخرى من دواوين البردّوني المُغيّبة
أعتقد أنها مِن ديوان “رحلة ابن شابَ قرناها”
و كانت قد نُشِرَت قَبل سنوات
في ملحق صحيفة الثورة الثقافي
****************************
مـــــا الـــــذي رَنَّ كــمِـنـقـارٍ تَــمَــحَّـكْ
بـالـكُوَى؟ هــل تَـحـذَرُ الأبــوابَ؟ وَيْـحَكْ
.
مِــن هُـناكَ اصـعَدْ.. و قِـفْ, رَوِّضْ عَـلى
أَعــنَـتِ الأحــجـارِ و الأشــبـاحِ نَـطـحَـكْ
.
قُــــل لِـعـيـنَـيكَ عِـــدَا شَـــوقَ غَـــدِي
و احـتَـبِس فــي مَـنـبَتِ الـقَرنَينِ نَـوحَكْ

*****
هــــــذهِ غُــرفَــتُــهُ, هَــــــل أَطــلَــقَـت
أَنَّـــةً يــا ” مُـشـتَري” تَـحـتَثُّ صُـبـحَكْ؟
.
الــرُّبَـى تَـسـقِـي الـسَّـمـا مِــن بَـوحِـهِ
مِـثـلـمـا تَــسـقِـي دَوالِــيْـكَ و قَـمـحَـكْ
.
قَـــبــلَ أَنْ أَغـــشَــى عَــلَــيـهِ خِــلـتُـهُ
كـانَ خَـصمِي, قـالَ لِـي: قَـرَّرْتُ صُـلحَكْ
.
و نَـــــأَى يَــسـتَـقـرئُ الـــبَــرقَ هُـــنــا
و هُــنـا يَـسـتَضحِكُ الـصَّـمتَ و يَـضـحَكْ
.
مــــــا اجْــتَــنـى تَــرنِـيـمَـةً إِلاَّ شَـــــدَا
هـاكَ عِـيد “الـنَّحرِ” يـا قَـلبي و “فِصحَكْ”

*****
هَــــــدْأَةُ الــبَــهْــوِ صَـــحَــتْ ســائِــلَـةً
أنتَ _يا ابنَ اللَّيلِ_ مَن ذا اقتادَ كسْحَكْ؟
.
مَـــن أَغَــارَ الآنَ؟ قُــل يــا سَـقـفُ مَــن
عَـضَّ عُـرقُوبَيكَ, مَـن ذا شَـقَّ سَطحَكْ؟

*****
دَعْــــكَ و الــجُــدرانَ, مَــــن ذا تَــتَّـقـي
طـالَـمـا كَــسَّـرتَ مَــن يَـبـغُونَ فَـتـحَكْ!
.
فـــلِـــمــاذا جِــئــتَــنِـي مُــكــتَـسِـحًـا؟
مُـسـتَـبـيـنًا مــــا تُــلاقِـيـهِ.. فَـصَـفـحَـكْ
.
قِــيــلَ مُــــتَّ الــصُّـبـحَ قَــتـلًا؟! و لِـــذا
جِـئتُ سِـرًّا عَـنكَ, مـا شـاهَدتُ جُـرحَكْ

*****
بِـــتُّ أحـيـا مِــن ضُـحَـى الـصَّـيفِ كَـمـا
عَــمَّــرَت عــافِـيـةُ الــغــزلانِ سَــرحَــكْ
.
و لِــــــذا أَقــلَــقــتَ أشـــتـــى لَــيــلَـةٍ
حــامِــلًا صُــرَّتَــكَ الأخــــرى و مِـلـحَـكْ
.
لَــسـتُ ألْــحَـاكَ فَـمَـا اسـتَـحسَنتُ مــا
خِـلـتَهُ حُـسـنًا, و لا اسـتَـقبَحتُ قُـبـحَكْ
.
إنْ تَــكُــن لــصًّــا فَــخُــذ مــــا تَـنـتَـقي
أو أجِـــيــرًا قـــاتِــلًا فــاسـتَـلَّ رُمــحَــكْ
.
كُــــلُّ مــــا يُــــرْدي سِــــواكَ اجـتَـزتُـهُ
كُـــلُّ مـــا أضــنـاكَ أو يُـضـنـي أَصَــحَّـكْ
.
حَـكْـحَـكَـت فــيــكَ الـلـيـالـي رِيــشَـهـا
فَـتَـسَـاقَطنَ لــكـي يَــرقَـى الـمُـحَكحَك
.
أَقـــنَــصُ الـطَّـلْـقـاتِ عَــنــكَ احــتَـرَفَـت
الـمَـنـايـا كـالـمُـنـى يَـعـشَـقنَ مُــزحَـكْ
.
عَـــنَّ لـــي لـــو تَـحـمِـلُ الأجــيـالَ يـــا
أنــتَ أَضـحَـت أشـمَخُ الـقِمَّاتِ سَـفحَكْ

*****
يــــا مُــــرُورَ الـلـيـلِ كَــبـرِت صَـيـحَـتي
أَســـأَلُ الـتَّـقـتِيلَ مَـــن ذا مَـــدَّ نَـبـحَكْ
.
و لِــــمـــاذا ازدَدْتَ إشــــداقًـــا و مــــــا
زِدتَ أرضًــــا هَــشَّـةً تَـمـتَـصُّ طَـفْـحَـكْ
.
أيــنَــمـا أَطــلَــقـتَ أحـــرَقْــتَ, مـــتــى
طــالَ زَنــداكَ؟ مَـتـى عَـوْلَـمتَ لَـفْحَكْ؟
.
مــا الـذي أروِي و أطـوي فـي الـحَشى
حِـينَ أُفـشِي مَـتنَكَ الـلَّيلِيْ و شَـرحَكْ!
.
حِـكـمَـةُ الإنــصـاتِ لِــي, و انـضَـحْ بـمـا
فِــيـكَ, مـــا أنــقـى طـوايـاكَ و فَـضـحَكْ
.
و لـــــمــــاذا لا تَـــــرانــــي زائــــــــرًا؟
قــــالَ بَــيَّــاعُ الــهَـدايـا مــــا أشَــحَّــكْ
.
قِـيـلَ: أَخـفـى الـجِـنّ عـنكَ اسـتَكشَفوا
مــا سَـيَـجري بَـعـدُ, مُـسـتَفتِينَ لَـمحَكْ
.
مـا اسـمُ مَـن نـاداكَ؟ زَحـزِح عَـن يَـدِي
و فَــمِــي حَــمَّـالـةَ الــنَّــارِ و مـشـحَـكْ
.
أَهُــمَـا مِــن رَهْـطِـكَ الأَخـفَـى؟ و مَــن
غَـيـرُهُ, قــل لـي لـماذا شـئتَ فَـضحَكْ؟
.
قُـــل لِــمَـن أَرسَــلَـكَ الـلَّـيـلَ: اسـتَـرِح
فــالـذي تَـخـشـاهُ لَــن يَـحـتَلَّ صَـرحَـكْ
.
مَــن يُـسـاري الـنَّـجمَ نَـجـوى؟ مُـكرِدٌ؟!
مـا لَـدَيكَ الـيَومَ؟ هـل أنـضَجتَ طَـرحَكْ؟
.
قُــلـتَ لِـــي يَـومًـا أُصـافِـي الـكُـلَّ مِــن
كُــلِّ قَـلبي, هـل تُـزَكِّي الـيومَ نُـصحَكْ؟
.
لا تَــقِــف.. لَــبِّـي الــذيـنَ اسـتَـمـدَحوا
أنــتَ أرمــى الـكُـلّ إنْ أطـلَـقتَ مَـدحَكْ
.
فــالــذيــنَ اســتَـمـدَحُـوكَ اســتَــذأبُـوا
و يُــقـالُ الــيَـومَ عَـنـهُم صُـنـتَ قَـدحَـكْ
.
بَــيــتُــكَ الـــرِّيـــحُ, فَـــهَـــل تُـثـنِـيـهِـمُ
عَـــن هُــنـا أَخـيـلُـةٌ تَـقـتـادُ ســوحَـكْ؟
.
قـــــالَ أطــغـاهُـم: إلــيــهِ يــــا فَــتــى
شــارِطًـا قَـبـلَ طُـلـوعِ الـفَـجرِ مَـسـحَكْ
.
هـــــاكَ مِــلــيـارًا و مــلـيـونًـا, و خُـــــذْ
بَــعــدَ أنْ تُـطـفِـيـهِ مـلـيـونَـينِ رِبــحَــكْ

جِــئـتُ كـــي أُردِيـــكَ, أهـــلًا, هــا أنــا
و لِــمــاذا يـــا تُـــرى حَـيَّـيـتَ ذَبــحَـكْ؟
.
سَـــــوفَ أرتَـــــدُّ نَــظــيـفَ الـــكَــفِّ, لا
سَــوفَ تَـسـتَعدي الــذي يـملِكُ مَـنحَكْ

*****
لا أُريـــــــدُ الـــيَـــومَ مــــــالًا و دَمًــــــا
أبـتَـغـي عَـــن ثَـــروَةِ الـتَّـقـتيلِ نَــزحَـكْ
.
مـــــا الــــذي جَــــدَّ فَــتَـبـدو مُـصـبِـحًـا
غَـيرَ مَـن أمـسَيتَ؟ هـل غَيَّرتَ نُجحَكْ؟
.
كــيـفَ غـالَـبـتَ الـطَّـوامِـي؟ قــال لــي
أخــطَـرُ الإبــحـارِ: مـــا أعـظَـمَ سَـبـحَكْ
______________________________
عــــــبـــــدالله الــــبَــــرَدُّونـــي 1997م

*عن موقع “عادل مداحش” الثقافي

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| د. قصي الشيخ عسكر : همسات من الشعر .

1 مثقلة بالحزن منفضة السجائر لا أعقابَ سجائر تلسعها لا بعض رمادْ تبقى ،عالمها المنفى: …

| عبدالقادر رالة : زّوجي .

    أبصرهُ مستلقياَ فوق الأريكة يُتابع أخبار المساء باهتمام…      إنه زّوجي، وحبيبي..     زّوجي …

تعليق واحد

  1. عادل مداحش

    شكرا لكم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *