ميس داغر : الصُوَر

الصُوَر

قبل العاصفة الشمسية التي أعادت البشر ألف عامٍ إلى الوراء، كان بوب وفيفي (اسماهما على الشبكات الإلكترونية) يعشقان صور بعضهما على الفيسبوك والإنستغرام. الصور المُعدة جيداً في إضاءتها وزوايا التقاطها، التي تُظهر النضارة، والأناقة، والاتزان وتشابه الذوق المفتعل بين العاشقين. الصور المُسقَط منها، بعناية ونية مسبقة، كل الاختلافات التي قد يكرهانها في بعضهما، مثل مزاج فيفي المتخبط، الكفيل بتشتيت أي حالة حب، وأنانية بوب التي يزاحم بها الوحوش الكاسرة.
بعد العاصفة الشمسية التي أعادت البشر ألف عامٍ إلى الوراء، أصبح باجس وتفيدة (اسماهما الحقيقيان) يُطالعان بعضهما وجهاً لوجه، من فوق بلاطتين جرداوين، عاريين إلا من وريقات شجرٍ يستران بها عورتيهما، دون أن يجدا من الورق ما يكفي لستر ما اعتادت ستره كاميرات الزمن الغابر. يجلس كلٌ منهما قبالة صاحبه، يحدجه بنظرةٍ ملؤها خيبة الأمل، ثم يشيح بوجهه عنه متنهداً بملل، ليس لديه ما يقوله.

من المجموعة القصصية “معطفُ السيّدة”

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| محمد الدرقاوي : كنت أفر من أبي .

 هي  لا تعرف لها  أبا ولا أما ،فمذ رأت النور وهي  لا تجد أمامها  غيرهذا …

حــصــــرياً بـمـوقـعــنــــا
| كريم عبدالله : وحقّك ما مسَّ قلبي عشقٌ كعشقك .

كلَّ أبواب الحبِّ مغلّقة تتزينُ بظلامها تُفضي إلى السراب إلّا باب عشقك مفتوحٌ يقودني إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *