في الباصات
والمحاصرة .. بالخوف والمجهول
المحشورة في الثكنات
ومقابر الأسلاف
التي طحنتها
السنوات
وأربكتها المنافي
والكهوف
أجسادنا المستسلمة
.. والمهانة
العارية على السطوح
والمهملة في زوايا
المدن
الوحيدة في المرافىء
والمتآ لفة مع
الجوقة
أجسادنا المدعوكة
بالزيت البدوي
والممرغة بصابون
الحضارة
التي تنتمي
ولا تنتمي لأحد
التي تتسكع في
الأسواق
والرابضة .. في المنازل
التي تقرأ .. وتجادل
والتي لاتفهم شيئا
مما يدور
التي نعرفها
والتي نجهل..
موطنها الأصلي
هي دائما من يشير
إلينا
الأجساد
الخارجة توا..
من دسائس الوطن
وأسرّته الغامضة
الداخلة في التاريخ
والخارجة منه
المصابة بالذهول
والتي لا تندهش أبدا
العاشقة للسلم
والمتصالحة مع الحروب
الملوثة بالدّساتير
والمكبّلة باللافتات
هذه الأجساد
وغيرها
هي أجسادنا
التي ما زالت تثرثر
على حافات
الجنون