ثلاثُ جهاتٍ للجنوب
هل فيكم من يراني ؟
أنا التي لا أُشبهُ إلا جنيّاتِ قصائدي الستين
امرأةٌ
نسجت الأعوامَ جَعْبَةً
من خُرْدَةِ الأوطان
وحزمةِ قراراتٍ محسومة
حفرت في الجسد أخاديدَ القِراءات
وُلدتْ من فمِّ الحروبِ
مُفلسةً
لا أملكُ حقَّ العبور
أسعى بين حياتين
عناوينَ وأخبارَ وشوارعَ مكتظةً بحبر الصحفِ الورقية
ماتَ كلُّ كُتابِها
ودُونتْ كلُّ الأشياءِ
بين قوسينِ
لكلٍّ منا ( تاريخٌ وصلاحية )
أحرقتُ كلَّ أرصدتي
وذكرياتِ أثوابي الورديةِ
وبكيتُ على زمانٍ لم يقرأْ مسّلاتِ الرجال
نهج الحرية
تمهلْ يامجرى الماء
وأنتَ تُسرفُ في عطشكَ لِتُغرِقَ نسْلَ البسطاء
ثلاثُ جهاتٍ للجنوبِ
الشمسُ والمِلحُ ونهران
بأكفِّ الطينِ دعاء
عيدانُ القصبِ انحنتْ توسلاً لحوافرِ الخيلِ
تاهَ في الرحيلِ الأخيرِ
صوتُ ناياتِها الحزينة
نيسان سليم رأفت : ثلاثُ جهاتٍ للجنوب
تعليقات الفيسبوك