شاكر الغزّي: مسرح السيّدة

أسدلْ ستارة مسرحي .. يا مُوجِدَهْ
واختمْ .. بقُربانِ الشهادةِ مشهدَهْ

منّي تقبَّلـْـهُ .. وإنْ عزَّ الفدا
إنـَّا أُخيـَّا عِشْرةٍ .. تِرْبا لِدَهْ

قُربانَ أخطاءِ الزمانِ ..  وأُمّـةٍ 
أمويـَّةٍ .. لم ترعَ فيه مُحمّدَهْ

وضحيةَ الإصلاح ، في زمنٍ به
قد خرَّقت ثوبَ الصلاح المفسدَهْ

وانظرْ زوايا مسرحي .. زيّنتُها
بخدودِ طفلٍ .. لم تزلْ مُتورّدَهْ

وكفوفِ سقـَّاءٍ .. ضفافُ الماء قد
نامت بمـَقـرُبــةٍ إليــــهِ .. لتُسعدَهْ

 وقَذالِ عِـرِّيـسٍ .. تحنـَّى بالدمـا
غنّتْ لهُ حورُ المنايا مُنشدَهْ

*     *     *

أهلي وإخواني .. وكلُّ أحبّتي
قد غادروا .. كلٌّ تحيَّنَ موعدَهْ

وتساقطوا نحو السماء ، لهم هناك
مقاعدٌ ، واختارَ كلٌّ مقعدَهْ

الكلُّ غادرَ مسرحي .. إلا أنا
مازلتُ أرعى بابهُ .. كي أوصدَهْ

ما زلتُ .. والجمهورُ عادَ لمسرحي
سلبَ الوجوهَ قناعَها .. والأفئدهْ

أضرى لنار الجاهليّةِ ضلـَّـةً
من بعد نارٍ في الحشايا موقدَهْ

فرّت من الكفّ الدُّمى .. وورائها
ركضت عيوني في الوهادِ مُشرَّدَهْ
لم يبقَ لي إلا العليلُ .. بقيـّةً
من آلِ موسى .. واليدانِ مُقيَّدَهْ

يومَ ابتلانا اللهُ في نَهرٍ ، وقال :
أيا عُطاشى ، النهرُ ذا ، ما أبردَهْ

النهرُ ذا .. من لم يذقْهُ فإنـّهُ
منـّي .. ورامي غُرفةٍ أغرتْ يدَهْ

حتّى وفينا النذرَ .. واجتزنا اختبارَ الله
إذ وقعوا بفخِّ المصيدَهْ

كنّا اختصرنا نصَّ إسهابِ العدا
كم جُملةٍ .. تُغنيكَ عنها مُفردَهْ

*     *     *

أسدلْ .. فإنَّ غدي وراءَ الوقتِ منتظري
ويومي لو دَراهُ .. بكى غدَهْ

أسدلْ ستارة مسرحي .. لا مسرحٌ
للحزنِ .. إلا كنتُ فيه السيّدَهْ
2010 م

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| عدنان عبد النبي البلداوي : “ذكراك نور” مهداة الى روح الشريف الرضي في ذكراه الخالدة .

ذِكراكَ  نورٌ، تسامَتْ فيه دُنـيانا                             يا رائـداً  قــد مَلَكْـتَ القـلبَ أزمانا فكنتَ أصْدَقَ مَــن يَهوَى بناظِـره                           حتى …

حــصــــرياً بـمـوقـعــنــــا
| عبدالقادر رالة : الزعفرانة.

    لمحتها في المحطة تنتظر القطار …    الفتاة الوحيدة  التي تقرأ كاتباَ ؛ كتاب في  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *