ليتقدّم الذي يشاء من قصيدتي
سائلاً عني
وقد أجبتهُ مازحاً:
“إنني غيرُ موجود”
تبّا لهذه الدنيا
تقف كشحّاذٍ
وتجلس كقيصر
**
وقف الزمان حائراً
وقال:
“أنا المقيم والمكان العابر”
**
النهارُ في الليل زينةٌ
والليلُ في النهار احتفاءْ
**
قال: “وماذا بعد؟”
قلتُ: “وهل بيننا قبل؟”
**
سأضع كلّ شئ في مكانه – مثلما كان –
وأقول لنفسي: “كم تغيرتِ!”
**
سأوثر النهاية
على أية بداية تأتي
**
برهةٌ
أغرقتني
في بحر الأبديّة
**
لا أريد الغنى إذا كان فقراً
**
ذلك الطفل
الذي صافح الكهل
– بعد رحلته المضنية –
هو أنا
**
” دائماً يحدث العكس ”
قال المهرّج
وقد رأى ظلّلهُ على السقف
**
حين رأى الملكُ شعبَهُ عارياً
قال: “ما أجملَ الشعبَ في أثوابه الزاهيهْ!”
**
بخّ .. بخّ
ناس يحتطبون الليل
ليشعلوهُ في النهار
**
هل تقف الأشجار
حداداً على الطريق؟
**
قالت الأشجار
وقد سالت ظلالُها كالحبر:
“منْ يكتبنا على الطريق؟”
**
يا للطبيعة
وهي ترقب في عيون الأزهار
جسد الميت!
**
على النبع
انحنى فمُ الطريق
ليشرب
**
قال الحكيم:
“السعادةُ أن تدخلَ بحرَ الناس
وتصيرَ سمكةً”
قال الآخر:
“صغيرةً أم كبيرةً؟”
قال الحكيم:
“تلك هي المسألهْ”
**
قال العابر:
“في الغابة المسكونةِ بالوحوش
نمنا بسلام ”
قال المقيم:
“في مدننا الآهلةِ بالبشر
لم نأمن الوحوش”