أنتَ..
يا المبتلى بما ليسَ يُدرَكْ
يا الذي المستحيلُ أنقضَ ظهرَكْ
أنتَ..
يا الطفلُ في غَيَابةِ جُبٍّ
والعزيزُ الأخيرُ غادرَ مِصرَكْ
يا سجينًا في نفسِهِ..
وَخَيالُ امرأةٍ في المساءِ
يَذبَحُ نَحرَكْ
لا تثِقْ بالنِّساءِ..
قطَّعنَ تُفَّاحَ التشهِّي..
وَهُنَّ يُضمِرْنَ غدْرَكْ
لا تفسِّرْ أحلامَ سجنِكَ بالشعرِ
لعلَّ السجَّانَ يُطلقُ أسرَكْ
ليستِ الطيرُ وَهْي تأكلُ من رأسِكَ موتاً
وليستِ الخمرُ عُمْرَكْ
لا تَقِفْ في مَهَبِّ عاصفَةِ الغُربة جِذعًا
والأرضُ تَغتالُ جذرَكْ
لا تُسَمِّ المنفى الذي لم تُرِدْهُ:
وَطنًا دافئًا يُرمِّمُ قبرَكْ
لا تُسَمِّ الصحراءَ: بَيتاً
وَتنسى أنَّ رملَ الصحراءِ قَد يَتَحرَّكْ
لا تُسَمِّ الدخانَ: غيمًا
لكي تغفِرَ للحربِ..
إذ تُسمِّمُ بَذْرَكْ
…
…
لا تُسَمِّ الأشياءَ..
لستَ نبيًّا..
لِتُسمِّي هذا الوُجُودَ المفبرَكْ..!!
…
…
إن توحَّدتَ بالقصيدةِ أدركتَ
ومَن أدركَ القَصيدةَ أشرَكْ..!!
***
دمشق 9 كانون الأول 2009م