*الموصل / العراق
أيامي احجارمصبوغة بدمع الغيوم
مركونة اسفل جدار طيني
ولا احد …لاأحد
كنت أقف على ضلعكَ السليم
ارقب ضحك النوارس المحظوظة
حين صرختَ بصوت أخضر
يشبه خريف المدينة
وتوقفت عن استقبال النوارس
اسأل …
احقا أن الجسور تفهم لغة النوارس
وتضحك مثلها
هل تذكر
كنت ارفع ذراعي اعلى
كي امرر كفي على (محجلك الخشبي)
لقد استطال جسمي
ألأن اشتم المحجل الخشبي
ربما ستصلني رائحة ذاك الصبي
الذي تخلف عني وتحول الى سلالة
من نوارس خضراء
آتية من عصر أصياف المدينة
حين كان الجميع يعجنون الضحك بالغناء
مقاهي ام كلثوم
صيادوا ألأسماك الحالمون بالنوم
على شفتي دجلة
وغسالات الصوف
واولئك الرجال الطيبون
ربما هي ذكريات لا ترتوي بألأكاذيب البريئة
ربما انا مجنون
كي ادون سيرة جسر عتيق
يصبغ نفسه كل عام باللون ألأخضر
ولايعنيه
ربما التاريخ يكذب علي
بأثر رجعي
اليوم رأيته محمولا
على اربع معابر صغيرة
في مارش جنائزي
أحقا تنتحر الجسور ؟؟؟
انا لاأفهم ألأمور بهذه الطريقة
لكن النوارس الضاحكة
هي من ستوضح ذلك حين تأتي نهاية كل عام
في مثل هذا اليوم ……
وفؤادي ينتظر
بشوق عش وحيد على قمة جبل
لنورس أخضر مازال يعشق التحليق ويبتسم
يأتيني
ينقر الباب ثلاث نقرات ويدخل
فيفسد قلبي
ثم يمضي
لكنه حين احزن يعود …
يجلس جنبي
ويحدثني
عن خرافات صديقنا ألأخضر الوسيم
ثم يغطي رأسي بجنحه
ويبكي معي ويمضي
على ان يأتي في عامي القادم
ليرسم لضلعك خارطة حب جديدة
لزمن من نوع آخر
في منطقة أخرى
من فؤاد موصلياموصل
كنت تسكنين
وكنت حاضرا معك …
في حضنك دائما
حضنك الموبوء
بالشعر والتاريخ
وعلوم الدنيا ألأخرى
لأكثر من ثلاثين
وانا ادور بينك وبينك
اتعبق بضوعهم
ورائحة الغبار حين
يسبت على صدر الحقائق
المسكوت عنها
حتى سكنوك
آآآآآآآآآه سيدتي
الغيمة بكاء ينتظر حزن مدينة
والريح عواء ذئب مستوحد
وألأرض أم مطعونة بسكاكين أبنائها
وانا الشاعرالذي…
أقف متأملا
نصف عمري
يخرج لهبا من احتراقك الجميل
سيدتي
سواد الغضب الجهول
غلف جسدك ألأبيض
بسخام حبر الظلام
كل عصر الكتابة انطفأ في لحظة
كل هذا الهجير المضيء
تحول
الى نفايات حكايا
سيدتي
ثقوب التاريخ لاترقع بقطع البكاء
ولا برايات ألأحتجاج
ليمسك كل منا بدواة وقلم
ويعيد كتابة ما احترق منك
هكذا تفعل طيور الماء
حين تصبح
طيور ارضية
تستعين بذاكرة ألأنهار
لتعيد ما فاتها من تحليق
******************
حسين رحيم : أيام الهول
تعليقات الفيسبوك