مقارنة مؤلمة بين الفنانتين مريم الصالح وأمل طه (ملف/7)

amal taha 11أعرب فنانون وإعلاميون عراقيون عن أسفهم للوضع الذي يعيشه المرضى من الفنانين العراقيين، من خلال مقارنة بين وضع الفنانتين العراقية “أمل طه” والكويتية “مريم الصالح”.

بغداد: أعرب فنانون وإعلاميون عراقيون عن أسفهم للوضع الذي يعيشه المرضى من الفنانين العراقيين، وذلك من خلال مقارنة بين وضع الفنانتين العراقية “أمل طه” والكويتية “مريم الصالح”. ويشعر العديد من الفنانين العراقيين بالأسف للأحوال المعيشية التي يعانون منها لاسيما المرضى الذين لا يجدون أي اهتمام أو رعاية ويرحلون بألمٍ كبير بعد مسيرة عطاء. وعليه، فقد قارن البعض بين ما آلت إليه حالة الفنانة أمل طه العراقية ونظيرتها الفنانة الكويتية مريم الصالح. حيث أننا نجد “طه” مهملة ومنسية فيما تحيط بـ”الصالح” رعايةً خاصة من حكومة بلدها وأهلها.

مقارنة مؤلمة:
وفي حين نُقِلَت “الصالح” إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث أجريت لها عملية في القلب وعادت الى بلدها بعد رحلة علاج ناجحة، وقالت أثناء أستقبالها المهيب في مطار الكويت الدولي: الحمد لله أنه جعلني كويتية، والحمد لله أن سمو أمير البلاد كان يتابعني كل ساعة ويراقب مراحل سير الفحوصات الطبية عن كثب، تعاني “طه” من أوجاعها من الأمراض المزمنة وتقبع بعزلة في أحد دور العجزة والمسنين في بغداد حيث تستمر بالبكاء بعد أن أدخلت الضحكة على البيوت والفرحة على قلوب العراقيين لفترة طويلة بأعمالها.

ويقول المتابعون لهذه المقارنة الموجعة بين “طه” و”الصالح” ليس هنالك سوى صحراء قاحلة لا تبعد أكثر من 150 كلم بين الفنانتين، لكن “الصالح” كُرِّمَت من قِبَل شعبها وحكومتها بينما تركن”طه” على قارعة العجزة حيث يتصدق عليها بعض الصالحين وأهل الغيرة العراقية.
من الطبيعي أن هذا الكلام سيُشعر البعض بالحزن، لكنه يؤكد الحقيقة المؤلمة أن الفنان العراقي مُهمَل ويعيش بلا رعاية صحية ولا إهتمام. فكأنه يواجه قدره وحيداً وعليلاً ويموت بهدوء منسياً بعد مسيرة عطاء.

بلد بدون مؤسسات:
وفي هذا السياق، يقول الفنان راسم منصور أن السبب في تباين الحال بين الفنانتين، يعود لكون الفنان الكويتية تعيش في مجتمع يُقاد من قبل مؤسسات رسمية تؤمن بدور الفن والفنان، أما نحن فمازلنا نعتقد أن الفن هو شيء غير ضروري وأن التمثيل هو شيء معيب، والأهم هو الفرق في فهم المؤسسات الرسمية لدور الفن والفنان.

الفنانتان العراقية أمل طه والكويتية مريم الصالح
الفنانتان العراقية أمل طه والكويتية مريم الصالح

مقبرة للمبدعين:
أما الكاتب والفنان محمود موسى، فقال: رغم أن العراق يُعتبر مَنجماً للإبداع، إلا أنه في نفس الوقت مقبرةً للمبدعين، وأسوأ ما في هذه المقبرة أنها بلا شواهد. فالمبدع يعيش حين يضعف على هامش عطاء المؤسسات كـ”اليتيم على مائدة اللئيم”. وبعد أن نراه متوهجاً بالعطاء حين يكون في كامل قدراته العقلية والجسدية، يواجه قدره بمهانة إن وهن جسده، وذلك بسبب غياب القوانين التي تضمن كرامة الفنان والأديب وغيرهم من المبدعين إسوةً ببقية دول العالم. وأضاف: لا أدري لماذا يتحول العراق إلى قوة طاردة لأبنائه المخلصين وفي ذات الوقت يتحول إلى ملاذٍ آمن للصوص والفاسدين والقتلة من حملة المظلات الحزبية التي تسبح بحمد الله ليلاً نهاراً.
وختم “موسى” بألم: اللغة كسيحة وعاجزة عن المقارنة بين حال الفنانة الكويتية مريم الصالح والفنانة العراقية أمل طه! فكلما أشاهد “طه” وما آلت اليه حالها أتذكر قول سيدتنا مريم عليها السلام: يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً.

لا إحترام للفنان:
من جانبه قال الفنان خلف ضيدان: والله في قلبي الكثير من الألم والحسرة على عمرنا الذي أفنيناه من أجل الفن والدراما العراقية في جميع الحقب والأنظمة السياسية سواء كانت دكتاتورية أو ديمقراطية. لكن، للأسف، نهايات الفنانين غالباً ما تكون تراجيدية ومؤلمة. وأضاف: جميع أهل السياسة في الدول المتقدمة وحتى بعض الدول المتخلفة تقف باحترامٍ للفنان، إلا في العراق الذي يسحق الفنان العراقي، فيوصله إلى حال “طه” والفنان مهدي جبّار رحمه الله، وهو الذي عَمِلَ لفترةٍ طويلة ببيع أسماك الزينة في سوق الغزل ليكسب لقمة عيشه بكرامة.

*عن المستقبل نيوز

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

د. قصي الشيخ عسكر: نصوص (ملف/20)

بهارات (مهداة إلى صديقي الفنان ز.ش.) اغتنمناها فرصة ثمينة لا تعوّض حين غادر زميلنا الهندي …

لا كنز لهذا الولد سوى ضرورة الهوية
(سيدي قنصل بابل) رواية نبيل نوري
مقداد مسعود (ملف/6 الحلقة الأخيرة)

يتنوع عنف الدولة وأشده شراسة ً هو الدستور في بعض فقراته ِ،وحين تواصل الدولة تحصنها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *