خلود المطلبي : عيسى (الى الصديق الشاعر عيسى حسن الياسري) (ملف/83)

aisa alyasiri 8إشارة :
يسرّ أسرة موقع الناقد العراقي أن تحتفي بالشاعر الكبير “عيسى حسن الياسري” بهذا الملف الذي – على عادة الموقع – سوف يستمر لحلقات كثيرة لأن الإبداع الفذّ لا يحدّه زمن . لقد وضع عيسى الياسري بصمته الشعرية الفريدة على خارطة الشعر العربي والعالمي . نتمنى على الأحبة الكتّاب والقرّاء إثراء هذا الملف بما يتوفّر لديهم من دراسات ومقالات وصور ووثائق تحتفي بمنجز هذا المبدع الفذّ وتوثّق حياته الشخصية والشعرية الحافلة بالمنجزات والتحوّلات الإبداعية الثرة.

القصيدة :
الى الصديق الشاعر عيسى حسن الياسري
الشاعرة : خلود المطلبي
………….

ثمة اصابعكَ المطلة على مظلات الوقت
على اكاليل الأغتراب الكسولة
و المغامرات القصية نحو الشعر والتأويل
عيسى… ايها الاب والصديق الميساني النبيل
كم تأملتك في بياض الصمت ..
في ذكرياتي حينما كنت صغيرة ً
وكنت تزورنا في بيتنا في راغبة خاتون*
لحظة اندلاق البهجة ..
على شرفات الظهيرة
وها انذا أتأملكَ في رقيم الاماسي
في الأغنيات
وفي ضحكاتك التي تتناثر حولي وانا ارد ُ
على الهاتف
اتنصتُ لصوتكَ في فضة النسيج
لحكاياتكَ الظليلة
عن القرى وطيبة الحقول
عن فلاحتكَ الجميلة
وتجولها في الشتاء المونتريالي الأخضر
عن ترَّجلها امام بيتك
عنكما حينما تتراشقان كرات الثلج
ثم بعدها تتناولان الشاي وقليلاً, قليلاً من الذكريات
عن الصداقة والشعر والانتماء
عن الحلقاتِ الصوفية ِ..
والجبرانية المفرطة بالبكاء وطقوس الشعرْ
عنكَ ..
حينما استوقفكَ الجلاد ْ
وعطلت الالهةُ اناشيدها
حينما استوقفتكَ البلاد ْ
ثم ادعتْ براءتها في ترتيب المشهدْ
كم كنتَ قريبا
وكم كان قلبكَ في اقاصي الحبرْ
يزيح جمر الضجرعن الواح الهجرة
والشيخوخة من براءتها الحكيمة ِ
وجنوبكَ الشرود من اسئلته الهشة ِ
كم كنتَ محقا حينما تركت روحك في خاصرة النشيد ْ
تلملمُ تاريخكَ المشرع للنساء والقصائد ِ
بين بغداد و(ابو بشوت)* ومونتريال
لكي يستريح الشعر في جحيم اللذة ِ
والمصادفات على اطياف المعنى
والشاعر في تقاويم اللحظة ْ .
………………………..
*راغبة خاتون :حي من احياء منطقة الأعظمية في بغداد
*ابو بشوت :النهرالمتفرع من دجلة الذي تقع على ضفافه القرية التي ولد فيها الشاعر وهي من قرى محافظة ميسان .

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

د. قصي الشيخ عسكر: نصوص (ملف/20)

بهارات (مهداة إلى صديقي الفنان ز.ش.) اغتنمناها فرصة ثمينة لا تعوّض حين غادر زميلنا الهندي …

لا كنز لهذا الولد سوى ضرورة الهوية
(سيدي قنصل بابل) رواية نبيل نوري
مقداد مسعود (ملف/6 الحلقة الأخيرة)

يتنوع عنف الدولة وأشده شراسة ً هو الدستور في بعض فقراته ِ،وحين تواصل الدولة تحصنها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *