أحدث الاحتلال الأميركي ، من بين ما أحدث ، شروخا ً نفسية وأخلاقية واجتماعية في بنية المجتمع العراقي وقد اختلف الموقف منه بين موالاته وتخوين هذه المولاة : اختلف إلى حد التقاطع ضمن الأسرة الواحدة، لتأتي إنعام كجه جي فتجسد هذا التقاطع في روايتها ” الحفيدة الأميركية “، من خلال شخصيتين من جيلين مختلفين، توحد بينهما رابطة الدم وتفرقهما النظرة إلى الاحتلال ، ولكل منهما أسبابها التي تملي ذ لك :الجدة ( رحمة شماس الساعور ) وحفيدتها ( زينة صباح بهنام ) اللتين تفصل بين عمريهما مسافة زمنية طويلة يما فيها من تناقض في الرؤى والاجتهادات والمواقف.
صدرت هذه الرواية عن ” دارالجديد ” في بيروت في العام 2010 ،وجاءت في ستة وثلاثين فصلا ً قصيرا ً تغطي 195 صفحة ،ويحمل غلافها الأول تفصيلاً من لوحة ” شاي العصر ” لفيصل لعيبي. ، وجاء في التعريف بالروائية على الغلاف الأخير إن ” إنعام كجه جي صحافية وكاتبة ، مصرّة ، رغم إقامتها الفرنسية المديدة ،على عراقيتها “، ولمثل هذا القول ما يبرره في ضوء احتمالات سوء التأويل الذي قد يشطح به خيال قارىء ما وهو يقرأ تفاصيل في روايتها هذه قد توحي بتعاطفها مع الاحتلال وهو ما لم يحدث .
تنفرد شخصية زينة بهنام في كونها تشكل المحور الرئيس الذي تتمحور حوله أحداث الرواية ، وفضلا ً على ذلك فهي تضطلع بمهمة الروي بلسانها وتستعير أيضا ً لسان الروائية وتتحدث به ، بمعنى أنها تنشطر إلى شخصيتين في آن واحد .
ليست زينة أميركية في الأصل ، فهي عراقية اكتسبت الجنسية ا لأميركية حين هرب أبوها المذيع السابق صباح بهنام بأسرته الصغيرة في ليلة سوداء بجواز سفر مزور إلى الأردن أولا ً وانتظروا إلى أن جاءهم الدور للتسفير إلى الولايات المتحدة ، بعد مروره بتجربة قاسية بسبب زلة لسان اعترض فيها ، ربما بمهنية وسلامة نية ، على طول نشرة الأخبار فتعرض للاعتقال والتعذيب بوشاية من أقرب أصدقائه إليه. وكانت زينة ،تجمع في شخصيتها بين القلق والنزق فينعكس ذلك على سلوكها الشخصي باعترافها في مفتتح الرواية : ” كيف تمكن هذا الإحساس المخاتل أن يصقلني ويشذب نزقي الذي كان طبعا ً فيّ ؟ ” ( ص 9 ) .
تلقي الرواية الضوء على متاعب الهجرة ومساوئها : لقد تفككت الأسرة الصغيرة وانفصل الأب عن الأم وعاش كل منهما في مدينة ، وأدمن الابن ” يزن ” الذي أصبح اسمه ” جايزن ” على المخدرات ، وامتلكت الابنة زمام إرادتها واستقلالها في التصرف واتخاذ الموقف بمعزل عن سلطة الأب التي كانت غائية ’فانخرطت في العمل في الترجمة للقوات الأمريكية التي غزت العراق ، دون الاستئناس حتى برأي أبيها كما يفترض، فعاشت تجربة أصبحت تشكل المادة الرئيسة لهذه الرواية .
ينطلق صوت زينة بالسرد من خاتمة الأحداث بعد انتهاء تجربتها في العمل مع الجيش الأميركي المحتل وعودنها من بغداد ، ويفصح صوتها عن الشعور بالمرارة والندم والخذلان مما آلت إليه تلك التجربة :” حتى ضحكتي تغيرت ، لم أعد أقهقه من قلبي كالسابق ” ( ص 9 ) ” منذ أن عدت من بغداد خرقة معصورة من خرق مسح اللبلاط” ( ص 10 ) ، وتفصح أيضا ً عن خيبة أمل أمها بتول الساعور مما آل إليه وضع الأسرة إثر الهجرة هي الأخرى . تقول عنها زينة : ” أقر بأنني عدت مقهورة ، محملة بحصى الشجن وبحبتين من النومي الحلو ، اشتهيتهما لأمي التي يبدو أنها اكتشفت نعمة الخذلان قبلي ، وبالتحديد منذ ذلك اليوم الذي سيقت فيه إلى الاحتفال الكبير في ديترويت ـ لكي تؤدي قسم الولاء لأميركا وتنال بركة جنسيتها . دمعت عيناها وأنا أمد يدي لها بالثمرتين الصفراوين اللتين قطفتهما من حديقة البيت الكبير الذي أمضت شبابها فيه .أخذت النوميتين بكلتا يديها وتنشقتهما بعمق وكأنها تشم مسبحة أبيها وحليب أمها وعمرها الماضي” ( ص 10 ) ، لتكشف بذلك عن إحساس أمها بالحنين إلى الماضي والشعور بالندم هي الأخرى. ويبلغ إحساس زينة بالندم ذروته في المقطع الذي جاء خاتمة للرواية حين قالت عند عودتها من بغداد بعد رفضها تجديد عقد العمل في الجيش الأميركي : ” لم أجلب معي هدايا ولا تذكارات . لا أحتاج لما يذكرني بها .أقول مثل أبي: شلّـّت يميني إذا نسيتك يا بغداد ” ( ص 195 ) ، وكأنها تريد التكفير عن ذنب اقترفته أو كأنها تشعر بأنها أسهمت في عملية احتلال العراق ، لاسيما أنها كانت تقول في بدء التحاقها بالجيش الأميركي : ” كنت أقول إنني ذاهبة في مهمة وطنية . جندية أقدم خدمة لمساعدة حكومتي وجيشي وشعبي ” ( ص 18 ) ، وهي تعني الجيش والشعب الأميركي تحديدا ً، وكانت قد تذكرت تفجيرات مركز التجارة في نيويورك وبدا كأن التحاقها بالجيش الأميركي في العراق تعبير عن رغبة داخلية في الانتقام . . قد يذهب الظن بمن يقرأ ما قالته أنها صادقة فيما قالت في حين أن الحقيقة خلاف ذلك فلم يكن ولاؤها لأميركا وراء اندفاعها للخدمة في الجيش . فثمة ما يؤكد بأنها فعلت ذلك بفعل الإغراء المادي : ” سبعة وتسعون ألف دولار في السنة. ماكل شارب نايم “. تلك كانت هي العبا رة التي تخلب العقول وتبلبل الأفكار ، وتنتشر بين عراقيي ديترويت وباقي عربها ” ( ص 17 ) . ليس غريبا ً إذن أن يقع كثيرون تخت سطوة الإغراء المادي : ” أراقب ما حولي فأرى خليطا ً عجيبا ً من المتدينين المتأمركين ، ومن اليساريين الذين ضيعتهم بوصلة موسكو. ممثلون نزقون مغرورون وآخرون منطوون على أنفسهم …..نساء بالحجاب وفتيات بالسراويل الضيقة . رجال بشوارب ستالينية ، وشباب برؤوس حليقة على طريقة مغني الراب ” ( ص 26 ) ، وكان هذا الخليط غير المتجانس يلهث للإمساك بالفرصة النادرة قبل أن تضيع منه . السبب مادي في الدرجة الأولى إذن ودافع الرغبة في تحسين الظروف المعيشية مما يشي بأن الهجرة لم تحقق الأحلام الوردية التي كانت تراود المخيلة ، و ” بعصا ساحر امتدت بسطات سوق لا أول لها ولا آخر من المزايدات والنصائح والدسائس ولعب الورقات السبع , أناس يشجعون ويصفقون ويزينون التجربة ، وأناس يديرون الوجوه ويبصقون ويحذرون من خيانة الأرض التي شربنا من دجلتها وفراتها ” ( ص 26 ) . وفي لحظات الإحساس بالندم كان وعي زينة نفسها يستيقظ من سبات الحلم الكاذب الذي كان يراودها : ” ورغم حماستي للحرب اكتشفت أنني أتألم ألما ً من نوع غريب يصعب تعريفه . هل أنا منافقة ، أمريكية بوجهين ؟ أم عراقية في سبات مؤجل مثل الجواسيس النائمين المزروعين في أرض العدو منذ سنوات …… كنت أنكمش وأنا أشاهد بغداد تقصف وترتفع فيها أعمدة الدخان بعد الغارات الأميركية ” ( ص 23 ) . وفي مثل هذا الموقف المتذبذب بين إدانة الحرب والمشاركة فيها في وقت واحد ، ما يشي باهتزاز شخصية زينة ليس في هذا الجانب فقط وإنما حتى في علاقاتها الشخصية ( علاقات الحب تحديدا ً ) فحيث كانت ترتبط بعلاقة من هذا النوع مع الأميركي كايفن في ديترويت ، تستجيب له وهو يغازلها ، فإن حماسها للغزل فتر بعد عودتها من بغداد : ” الغزل ما عاد اليوم يناسبني , من يغازل امرأة تحمل مقبرة بين الضلوع ؟ ” ( ص 9 ) ، وكانت قد كادت تنسى علاقتها بكايفن أبضا ، ربما بدافع الإحساس بالندم ورغبتها في تصحيح الخطأ الذي وقعت فيه أسرتها حين قررت الهجرة من العراق .
وضمن سياق الحنين ألى الماضي ، تسترجع زينة جوانب من أيام طفولتها فنتعرف من خلال ذلك على شخصية جدتها رحمة التي ستكون معادلا ً لها في الحضور مع الاختلاف الحاد في المواقف .نرى هذه الجدة مسكونة بالتعلق بالماضي فتفصح عن كونها امتدادا ً لزوجها الضابط العراقي العقيد يوسف الساعور الذي كان مأسورا ً بماضيه العسكري إلى الحد الذي جعله يحتفظ ببزته العسكرية حتى بعد إحالته إلى التقاعد ويقوم بارتدائها في ذكرى عيد الجيش ، وها هي حفيدته زينة ترتدي بزة عسكرية هي الأخرى ولكن بزة الجيش الأميركي . ، ويا لها من مفارقة هاجت مشاعر الغضب لدى جدتها . كانت زينة مدللة جدها وجدتها في طفولتها وكانت تعيش في ظل رعايتهما إلى الحد الذي جعلهما يشعران بالأسى والفراغ حين انتزعها أبوها وأمها منهما في مرحلة مراهقتها عند رحيل الأسرة إلى الولايات المتحدة .
فاجأ صوت زينة سمع جدتها وهو يأتيها عبر الهاتف ولم تصدق أن الهاتف ينقل لها صوت حفيدتها من العراق . ولم تصدق أكثر حين ادعت الحفيدة أنها تعمل في شركة مقاولات في تكريت ، المكان الذي حلت فيه وحدتها العسكرية وكأن هاجسا ً أوحى لها أن حفيدتها تكذب ، وقد كانت تكذب فعلا ً، واكتشفت كذبها حين قالت أنها تعمل في شركة مقاولات تمنع الزيارات . فقاطعتها : ” لا تكملي .أنت تشتغلين مع الأميركان ” ، قاطعتني بفزع أم شرقية تشك في أن ابنتها الباكر حامل وستلوث شرف العائلة . وكان في نبرة صوتها خسفة جعلتني أتخيل أن قلبها سيتوقف لو أخبرتها بالحقيقة ” ( ص 76 ) . وتمادت الحفيدة في كذبها وادعت بأنها تعمل لصالح الأمم المتحدة لمراقبة سلوك الجنود الأميركان مع المدنيين العراقيين ، لكنها فوجئت بجدتها تزورها في قاعدتها في تكريت ، وحاولت أن تتمادى في كذبها لتخبىء الحقيقة وراء سيل المشاعر العائلية لكن الجدة لم تطمئن إلى ما كانت تسمعه من حفيدتها : ” رفضت جدتي أن تأكل أو تشرب أي شيء في المعسكر ، ورغم حرارة الجو دفعت يدي الممدودة لها بقدح الماء ، كأن ماءنا زرنيخ. ثم قامت وعادت من حيث أتت . وقبل أن تتحرك السيارة سمعتها تعاتبني : ــ يعني كانت ضرورية شغلتك الماسخة في هذا المكان ؟ ” ( ص75 ) . ولم يكن موقف الجدة غريبا ًفهي على وعي بما يحدث فقد كانت متعلمة تقرأ الصحف وتتابع التلفزيون إلى جانب شعورها الوطني الذي استمدته من شعور زوجها الراحل .
زيارة الجدة إلى المعسكر أتاحت لزينة فرصة للتعرف على الشاب حيدر الذي أوصلها بسيارته ، وأن تكتشف أن حيدر هذا وأحد من ستة أخوة لها بالرضاعة أبناء طاووس ( المرأة التي عملت في خدمة جدتها ) ، وكانت قد أرضعتها حين أصيبت أمها بحمى في الأيام الا ولى لولادتها . كان الناس يقولون عن زينة وأمثالها : ” جاءوا على دبابات الأميركان . عبارة مختصرة ألطف وقعا ً من الخيانة . لكن زينة لم تكن خائنة في نظر حيدر . بنت تشتغل في الترجمة ولا تفهم في السياسة ” ( ص 77 ) ، لتكتشف نفاقه باستعداده للزواج منها على الرغم من اختلافهما دينيا ً ، لكي توفر له فرصة الذهاب إلى الولايات المتحدة هربا ً مما يحيط به من ظروف غير اعتيادية بفعل إدمانه على الخمر وهو من سكنة مدينة لا يسمح وضعها الديني والاجتماعي بممارسة ذلك ، ليتركها حين يصل إلى هناك . إنه يرى في زينة ” الوحيدة التي في إمكانها أن تنتشله من مستنقع الرمال المتحركة الذي يغوص فيه، سترتب له أوراق الهجرة وتسحبه معها إلى أميركا . وهناك سيعيش شبابه الذي ضاع منه ، ويشرب على هواه ، ويطيل شعره ويرقص ويغني ” ( ص 79 ) ولهذا السبب تستر على طبيعة عملها أمام أخيه مهيمن فهو يعرف جيدا ً مدى كره أخيه للأميركان ومهيمن هذا هو الذي أوصل جدتها إلى عمان لتلتقي بها فتعلقت به ،” أحببت اسمه قبل أن أحبه, كان هو الشخص الذي سحبني إلى توتر شخصيته وأسلوبه الخاص في الكلام. ” ( ص 127 ) ، تقع في حبه ولكنه حب من النوع المستحيل بسبب الاختلاف دينيا ولاعتبارات شخصية أخرىً . فمهيمن الذي كان شيوعيا في السابق تحول إلى متدين إلى حد التطرف عند وقوعه في الأسر في الحرب العراقية ــ الايرانية . كان عصيّا ً عليها ولم يستجب لمحاولات إغرائها له وإغوائه على الرغم من سكنهما المؤقت . في شقة واحدة في عمان ، أحبته إلى حد العشق وكانت تتمنى الزواج منه ربما لتكرر، كشكل من أشكال التحدي حين تتزوج رجلا ً تختلف عنه دينيا ً ، تجربة أمها حين تزوجت رجلا ً من خارج طائفتها الدينية .كان مهيمن عنيدا ً ، صلبا ً معها ، ولو كان قد علم بعملها في الجيش الأميركي ، فربما كان يرميها بالخيانة بخلاف أخيه ، ولهذا كانت حذرة معه وتتخوف منه مع أنها كانت قد وقعت في حبه .
ومن بين ما تكشفه الرواية إن التعصب للطائفة لا يقتصر على المسلمين وإنما يتعداه إلى المكونات الدينية الأخرى حتى داخل الديانة الواحدة . فحين وقعت الكلدانية بتول الساعور في الحب مع الاشوري صباح بهنام وأعلنت بإصرار عن رغبتها في الزواج منه ، وجدت أباها يحاول الاعتراض : ” هذا آشوري أش جابوا على العرب ” ( ص 133 ) ، فترد ابنته : ” آشوري بلوشي برتكيشي .. أريده ولن أتزوج غيره ” ( ص 133 ) في إصرار غريب يشي بجرأتها . تقول عنها زينة : ” أمي الجريئة بين بنات العائلة، اختارت ودفعت الثمن ” . لكن الأمر مختلف في حبها لمهيمن وهو حب من طرف واحد في الواقع وثمة مسافة طويلة من المبادىء والمعتقدات والرؤى تفصل بينهما .
كانت زينة قد زارت بيت العائلة مرتين ، ذهبت في المرة الأولى متخفية ، متنكرة بالعباءة والزي الشعبي للنساء العراقيات ، لكي لا يتعرف عليها أحد ، أما في المرة الثانية فقد دبرت مداهمة مفتعلة للبيت بالاتفاق مع زملائها في وحدتها العسكرية ، وفي المرتين كان تقريع جدتها يلاحقها ويثير فيها المواجع . ترى أن جدتها تمثل امتدادا ً لجدها في تشبثه بالوطن المتمثل بشكل خاص في عشقه للجيش واعتداده بماضيه العسكري . أخرجت بزته العسكرية لتريها لزينة تأكيدا للنهج الذي اعتمدته في الانحياز لخيارات زوجها الراحل وكأنها تريد في ذلك أن تؤنب حفيدتها لارتدائها زي الجيش الأميركي : ” استعدت الجدة للمداهمة الكاذبة بعد أن أخبرتها حفيدتها الأميركية هاتفيا ً بالخطة ….. ومع كل الاستعداد والقلق المسبق ، شهفت العجوز ولطمت خديها وهي ترى حفيدتها بالبزة العسكرية المموهة … … لا وفقك الله يا زينة يا بنت بتول .. ليتني مت قبل دخولك عليّ هذه الدخلة السودة ” ( ص 113 ) ، وحين تسأل حدتها أين مات جدها ، يأتيها رد جدتها الموجع : ” هنا فوق هذا السرير .. كانت نعمة ربانية أن يموت قبل أن يرى الاحتلال ويراك ” ( ص 115 ) .
تمر زينة على تفاصيل حياتها في المعسكر وتفاصيل عملها مترجمة فتكشف عن جوانب من الانتهاكاك التي تقع أثناء المداهمات الليلية ، مثلما تتحدث عن طبيعة الحياة في المعسكر ، وفي لقائها بمهيمن تكشف عن اهتمامها بالشعر وهو اهتمام ورثته عن أبيها المفتون بالشعر العربي مثلما تكشف عن اهتمامها بشعر مظفر النواب ، وكأنها وهي تبدي ذلك تريد التأكيد بأنها لم تتخل عن عراقيتها رغم كل شيء ، ربما في محاولة للاعتذار من نفسها ومن الآخرين عن الخطأ الكبير الذي وقعت فيه .
كنبت إنعام كجه جي نصها بلغة تكاد تقترب من الشعر في مقاطع منها ، لغة السرد الواقعي الحديث ، جاءت مطعمة بمفردات مستعارة من اللغة الانكليزية وأخرى من اللهجة الشعبية الموصلية ( لهجة الجدة بشكل خاص ) . ويمكن القول أن هذه الرواية القصيرة نسبيا ً تحتمل قول الكثير وهي واحدة من الفنارات المضيئة في مسيرة السرد العراقي الحديث !