ملف شامل عن مسرحية أطفال الحرب للمبدع العراقي علي ريسان

إشارة :
يسر موقع الناقد العراقي أن ينشر هذا الملف الشامل عن مسرحية ( أطفال الحرب ) ، وهو آخر عمل مسرحي للفنان العراقي المبدع ( علي ريسان ) .. وهو عمل يعكس ، بالإضافة إلى توفره عى الشروط الفنية العالية ، الروح المقاومة والغيور للفنان العراقي المجاهد .

نص العرض

فرقة القلعة للتمثيل

أطفال الحرب

الاهداء { الى الذين رحلوا  قبل تفتح البيلسان } .

مادة العرض

نياشين التنك – لطيفة الدليمي

– موت اليعاسيب . قاسم حميد فنجان

اطفال الحرب – سلام عبود

اشتعال الحكايا – علي ريسان

توليف سنكراف وعرض – علي ريسان

كاست العرض 3 اشخاص

كانت الصور تتناسل فى رأسي كأنها مخاض كوني .

الحافلة ديدني والطريق عويل .ها أنذا أعد شظايا المنتفضين

على أثواب العمر ، مانحاً ظل الشواخص جسداً مثقوباً للتمرين .

يحملني صمت المرتحلين بلا أوجاع .

يمسرحني المغتربون للفرجة والتاشيرة ..

مندهشاً للتكسر في الزحام .  قدم وكف وهم .

لوحة يم في قلب اللوحة قطرة دم …

وأنا والجمهور قصيدة .

هاأنذا أطل عليكم بقامة باسقة بالشوق .

جربوا اعتناقها ولن تندموا . انها بضاعة غالية لمن يشتري .

ألايريد احدكم أن يشتري أحدكم آخر اليعاسيب ويقتل وحشة .

أيها البعيدون ، لقد نام الجميع ومازلت أتقلب في هذا السكون المروع .

أقلب مال مصيري الوحيد . أفتش فيه عن ذكريات مسخوها

مثلما مسخوا الطريق والخطى .

أنا أول القصائد وأخر الحكايا . جئتكم من أرض تأكل أبنائها ،

وتذرهم في أتون البيانات توجعني البيانات المنطوقة بلكنة داكنة ،

مثل علق ينهش بلاغة الملاحم ويزدري نصوص الحكمة ،

فأقوم بليلة اللغات وأنصت الى مقاماته حيث هناك يرنم

قراء المقام مراثينا في مقام الحجاز . يسألونني اما سمعته يتعالى في مقام الصبا ، فاقتفي ايقاع روحي ولا أراه .

أسأل الزئبق والغرانيق  . أسال طائر الطيطوى ،

والاقحوان أن يأخذوني اليه ، بحثت عنه في رعشة الموت والمواقيت

، في سحنات الجنود الهاربين من المحارق ،

في حشرجة العصور فتعثرت بالأشلاء والتوابيت والرايات المدماة ،

وطواطم القبائل . رأيتهم وقد سمروه على راية اور .

شاهدتهم وهم يعلقون أشلائه على المحاريب والمنابر .

يتقاسمون أفلاكه الدامية . عدوت كالهاث .

وقفت على جسر الشهداء  ,

فما وجدتك بينهم . انحنيت على دجلة .

تسللت الى بهاء الغرقى وهم يحتفلون بولادات الموج

ناشدتهم أن يتبعوه الى موجة عذراء . سخروا مني .

حينها أطبقت عيني على وجعي  وصرخت . نحن اطفال الحرب

نحن أطفال الحرب

يتامى رغم أنوف آبائنا الأحياء

ولدنا على دمدمات المدافع

ورضعنا زئير الراجمات.

كان أبي نجاراً يصنع توابيت الذين يساقون الى

انتصارات مؤجلة .

وأمي تخيط رايات سود ، وأعلاماً وطنية يرتجف

في قلبها الله محاصراً .

حينما أنهارت سقوف الحرب

هربنا نحو عراء أسود الضمير

كان الضباط يرسمون لنا خارطة الوطن ببساطيلهم

والشعراء المعصومون يمدون ألسنتهم المدببة

ويلحسون حليب القنابل .

هربنا كقطيع من دبابات معطوبة

واختبأنا خلف التوابيت

تحيط بنا تلال الحقد والوشاية .

لبثنا عاماً بعد عام

نقتات ديدان الأرض كلما حرثتها المجنزرات

وحينما يشتد بنا العطش

نستنشق أثر الماء في مجرى نهر المشّرح ، حيث ولدنا

أو نلم العليّق المنضّب من قاع الكحلاء

الذي غدا ساقية سوداء , تبول فيها الدبابات وهي

واقفة فوق الجسور .

كان الفرات مشطوراً بالقنابل

ودجلة مأسوراً مثل سمكة في شباك جنود الإعاشة .

كنا خلف التوابيت

حاتم  . حينما جف العصف سالت روحه والقصائد

مرتدياً ثوب التكرار أشيد طين الخوف

يقول الغائب في حضرته . الآن يمر الافرنج

تدق الأثواب طبول العري ويولد نحو الطعنة حرف

منتعلاً . حلم التحليق الى شفة .. تكسر لون التصفيق

أعالج عمري

كان الليل يؤكد صوتي في العتمة

***

استاذ  حميد معلم الفنيه

أراك تتحسس راسك؟

إنّي أبحث عن قصاصاتي ، قصاصاتي التي بطنت

بها خوذة رأسي ، كنت قد رسمت فيها أحلام وردية

ورسوم نساء جميلات القوام ، وفراشات تتراقص  فوق أزاهير الغابات الثلجية

أحلم كل ليلة بشيء

تارة بالنخيل والفرات ، وتارة بالنساء والفراشات

كانوا أهلي . يسقطون من راسي في خندق الموت

وأبي بصوته الحنون يعضني .

_ وللك انته ماتبطل هاي الشخابيط . دعنييييييييييييييييييي

حتى أطفال الحي كانوا معي أنحت لهم من حجر الجبل

العاباً ماأجملها

يضحكون ملء أفواههم ويمسحون عن وجهي التراب

بأناملهم التي رطبها عرق الجوع والانتظار .

ترهقني السعادة فاغفوا وتوقظني أصوات الديكة البعيدة من وطني .

لقد كان عندي قمراً لا يعرف الافول

دعني ياولدي ، أهدهد الموت وأستكين

***

كنا خلف التوايبت . نقيم العزاء على  روح الارض

نقيم العزاء على روح الأرض

حتى وضعت الحرب رأسها على كتف سيدها

وأخذت بالتثاؤب .

ركضنا مثل جراء عمياء

تتبعنا الراجمات .

عبرنا حقول خس مسمدة بالخراء

وحقول ألغام مسمدة بالجثث

تسللنا بين غابات البنادق والمشانق

معتمرين خوذ الإخفاء التي نسيها الموتى في الخنادق

قبل فرارهم  الى الأرض  الحلال .

_  لكم هم ماكرون أولئك الموتى !

قلت ذلك  لسكينة ابنة عمي ، وهي تركض الى جواري

مثل قطة لها ألف عين .

_ لكم هم ماكرون . تصور، إنهم يهربون من خدمة العلم .

يقطعون أنفاسهم . يوقفون دقات قلوبهم

ثم ينسلون خلسة تحت الأرض

لابدين في حفر مظلمة ، ملطخين أنفسهم بالكافور

كي يخدعوا الديدان ومفارز الحرس الفاشي .

لكم هم ماكرون !

خزرتني سكينة بعيونها الألف المشتعلة ،

فقلت لها ساخراً من نفسي :

_  لا تلتفتي الى الوراء يا سكينة ، فلن نعود

الى هذه البلاد

قبل أن تنزع بسطالها الأبدي !

خرجنا معاً من ثقب في جدار الحرب

تركنا وراءنا سماء معصوبة العينين

وأرضاً مدججة بالمآذن والصواريخ

أغمضنا عيوننا

قفزنا فوق خط الحدود المنقط المرسوم على

الخارطة المدرسية

فاحتضنتنا مخالب المارينز .

***

نحن أطفال الحرب

نصطاد الموت بشواهد القبور .

ونرسم الشهادة على أضرحة مستباحة على مر العصور .

——————————-

مستلزمات سنكراف العرض

مسرح  يحتوي على تقنيات اضاءة وصوت

50 كليلو من مادة الرمل الجاف

جهاز اضاءة – مؤثرات ضؤية-   موجات نهر جاري ازرق

——————————-

رؤية المخرج في المسرحية

رؤيتي للعرض المسرحي

الذي اسميته اطفال الحرب تتركز على فكرة ان ابناء اوروك الحقيقيين مسبيون , وان الانسان العراقي يبحث عن انسانيته وسط الخراب الذي يحدث بشكل فوضى منظمة , وهو يدرك حجم خسائره الباهضة ويعي ابعاد اللعبة السياسية التي تهدد الحياة والابداع الامل, وقد جسدت ذلك بشخص ينبثق من بين جدران احد متاحف العراق ليسرد تاريخ الالم العراقي على مر العصور ، وينتهي بقيامة مروعة للعبث والخراب وخيانة الانسانية

طفل الحرب يتحدث بكل لغات ابناء اورك العربية والكردية والتركمانية والاشورية في العمل.

——————————————————-

الصحافة وتناولها للعرض

مسرحية اطفال الحرب للفنان علي ريسان

قراءة نعمة السوداني / هولندا

في مدينة انتويربن البلجيكيه وضمن اطار دورة مهرجان الموسم السابعة قدمت يوم السبت 24/3/2007 مسرحية (أطفال الحرب ) للفنان علي ريسان في  أحدى قاعات متحف الفن الحديث…

أنطلقت المسرحية من نصوص وقصائد اعدها الفنان للعمل والعرض والاخراج على خشبة المسرح ومنذ الوهلة الاولى كان هناك تأثيرا واضحا على الجمهور الذي رأى كيف أن الانسان يخرج من عمق التاريخ القديم الذي يمتد لالاف السنين ليبحث في جدلية العلاقة بين الانسان والمجتمع من خلال رسائل وجمل بثها للعالم طالبا فيها توضيح ما يحدث من دمار في العراق, يبحث في جدلية تلك العلاقة التي رسمها الفنان

علي ريسان ضمن علامات ودلالات متكاملة ومن خلال سينوغرافيا وموسيقى وأضاءة معتمدا على تطوير النصوص التي تعامل معها وذلك على اساس ان يعيد بنائها  بشكل جديد وباتجاه الصورة ( اللغة البصرية )

وحسب رؤيته مستخدما سينوغرافيا مؤثرة على المتفرج من الناحية النفسية بالجو العام مؤكدا وبشكل خاص على المكان الذي تجري فيه الاحداث والوقائع معلنا أن حجم المأساة كبير جدا وأن الخسارات كثيرة ايضا

منطلقا من اعماق التاريخ, هناك خسارات للانسان ولازالت مستمرة كتدفق النهرين بين السهول والوديان

تلك الاحداث التي تروي ما عاناه الانسان وقد ألف الاحوال وتعود على حجم الخسارات.

حوالي 45 دقيقه كان فيها الخطاب المسرحي يعلن الرفض لما يحدث وبعبارة اخرى (صرخات متتالية ضد الدمار والخراب الذي حل في العراق ) هذا الرفض يأتي بواسطة العلامات والدلالات التي تدرك بالحواس وتنتهي الى انواع مختلفة يتناسب فيها الديكور الذي أمتد الى القاعة برمزية وحرفية عالية وكأننا أمام طريق ترابية تؤدي لمقبرة جماعية…حّول المكان (الفضاء) لمؤثر يفرض فيه النص سطوته على المتفرج بطريقة الفاعل المتحرك الوحيد على الخشبة.

الانسان يقول : ( أنا أول القصائد واخر الحكايا ) بنبرات صوتية كلامية وبطريقة الالقاء المليئة باحساس المأساة يتنقل من شخصية الى اخرى يتمتع بأيقاع متناسق ومتماسك لم يخذله مع التناغم الداخلي في عمق ذلك الاداء والحركة والكلمة المنطوقة مكونا صورا بصرية خلابة معتمدا على قدرته وطاقته التي تحركه باتجاه الحدث وينطلق منها بعد كل لحظة تستوجب ما يمكن عمله فنراه ينطلق بقفزة رائعة من الخشبة الى صوب الجمهور ليتكور على مكعب خشبي أمام ووسط الجمهور راميا نفسه  بصحراء رملية مليئة بالشموع

وهي دلالة اخرى على فضاءات الموت ليشكل صور مأساوية ولان النص ملئ بمفردات تأكد على الموت

كالمقابر/ التوابيت/ دمدمات المدافع/ المجنزرات/ القنابل/والعقب العسكرية/,وما لها من تأثير كبير على الجمهور لكونها تشكل مجموعة من العلامات تنطلق من الخشبة ومن مخطط الاحداث المكتوب…

وعند قراءة بعض المشاهد المثيرة التي ابدع فيها الفنان علي ريسان نتوقف عند المشاهد التالية:

*حينما يأخذنا الى مشهد جسر الشهداء (وقفت على جسر الشهداء,فما وجدتك بينهم, أنحنيت على دجلة تسللت الى بهاء الغرقى وهم يحتفلون بولادات الموج , ناشدتهم ان يتبعوه الى موجة عذراء, سخروا مني

حينها أطبقت على عيني على وجعي ,,,وصرخت ,, نحن أطفال الحرب )

في هذا المشهد أثار المتفرجين حينما تحول النص الى صورة  الى نص بصري فانسياب مياه دجلة غمر القاعة وغرق الجمهور ثم جاءت النوارس لتعانق وجه  دجلة وهي تغني باعلى اصواتها مما اربك الجمهور

كان مشهدا مكثفا وغزير الدلالة ..

**وفي مشهد اخر يتعلق بمعلم الفنيه الاستاذ حميد واحلامه التي دفنت معه , فرسوم الفاتنات والفراشات التي تتراقص واحلام النخيل والفرات ,كلها ضاعت…يبحث ويقلب التراب ,لم يجد هناك الا وصية وتاريخ يقول (نقيم العزاء على روح الارض حتى وضعت الحرب رأسها على كتف سيدها وأخذت بالتثاؤب )..كان النبش في التراب يشبه نبش القبور باحثا عن جثته,, مشهد مرعب ايضا  الفت عليه عيون العراقيين.

***واخر المشاهد الاكثر اثارة ( مشهد الاحتلال) دخول  قوات  الاحتلال المارينيز وهي تعلن احتلالها,

تتقدم بالعقب العسكرية (البساطيل ) تطلق صوتا مدويا باقدامها بايقاعات تشبه الفصائل النازية عندما تدخل مدينة تحرقها وتدوس على بشرها بالعقب او بالنار ,كان صوت الاحتلال حاضرا  من دون اي حوار او كلام … وبالمقابل هناك صوتا ذبيحا معارضا يرفض تلك الهمجية القادمة ,يقاوم بالآمه وأنينه ثم ينتهي كل شئ…..

رقصات الموت تتوالى في لحظات معبرة يصل العرض فيها الى اعلى مستوياته تقدما وتمايزاً يجسد فيه الموت وقوفا ,  الاجساد سابحة بنوافير من الدم   والارواح تسبح وتنطلق للفضاء   …

ثم صوت يردد ( نحن اطفال الحرب ,نصطاد الموت بشواهد القبور. ونرسم الشهادة على أضرحة مستباحة على مر العصور…).

عبر هذه المأساة كان هناك حضورا لجلجامش وهو في عودته من بطون التاريخ يصرخ ويصرخ ضد الدمار الذي حل في بلاده , رايات سوداء خضراء حمراء حرب مشتعلة حجم المأساة كبير وعمره الاف من السنين ولا زالت الحرب قائمة….

هكذا قدم الفنان علي ريسان الاحداث وربما حاول ان ينفذ من عتمة الليل لفقدانه الاحبة, لقدراته العالية من حاله الى اخرى من التاريخ القديم الى الدبابة استطاع ان يحمل العالم بكفيه ليقدمه للجمهور كان جديرا

بذلك…..

الجسد لديه مطاوعا لكل الحركات المرسومة ضمن التشكيل الحركي في النص وفي التوزيع الجغرافي

وكذلك على الكتل التي تحيط به كان خفيف الحركة لانه مثل هذه الاعمال تتطلب جهدا كبيرللحركة  والسرعة و كان موفقا فيها …

في السينوغرافيا التي صنعها على ضؤ معطيات النص كانت بسيطة  لكنها معبرة في نفس الوقت فالجدران التي اخترقها الانسان  القادم من العصور السومرية  كانت من قماش اسود ومكتوب عليها كتابة سومرية .وبعض الايقونات التي تحمل بعدا تاريخيا وضعت  يمين  المكان ويساره.. كان لدور السينوغرافيا دورا جيدا حينما صاغت المكان  وملأته..واصبحت جزءاً من اللوحات البصرية التي قدمت بالمكان

وقد وفرت له ايضا تعبيرا يليق بحجم الماساة وهذا ما اراده هو كمخرج وممثل فقد صّور المكان الفضاء المسرحي ماديا وجعل الحواس تدركه بشكل واضح  وعمل على تنسيق الفضاء المسرحي والتحكم فيه,لقد استنطق عناصر العرض المسرحي بعلاماتها ودلالاتها بالوصول الى المعنى الذي اراده ان يصل للجمهور  من تجليات اظهرفيها الزمان والمكان  من خلال النص الذي اشتغل عليه.. ترجم الكثيرمن الحوارات ترجمة بصرية بالحركة  وفعل الجسد….

أستخدم حيز الفرجة  عندما ترك حيز اللعب ليزج الجمهور باللعبة ويحرك ما يستطيع  تحريكه عبر وسائله التعبيريه..

في التوليف والاخراج والتمثيل هناك استقلالية  للعرض منحها الفنان علي ريسان لنفسه كمخرج وممثل ومعد  لم تخلق له اشكالية الصراع التقليدي فالقضية معروفه سلفا لان العمل مونودراما و دائما تميل الغلبة للممثل لا للمخرج وهو يرى نفسه بذلك مما يضيف اليه هذا الاستقلال مساحات من الحرية في الاختيار والتنفيذ مع وجود الرغبة التي يقدم نفسه فيها مخرجا او ممثلا…

الفنان ابدع في صنعته ( كأسطة ) بالتعامل مع وظيفته الفنية بقدرة عالية ,كان فاعلا ومؤثرا

حقيقيا صادقا في التعبير عن حجم الخسائر والمأسي وكان مركز جاذبية,عمل كسلسلة من اللحظات, لحظة تولد في رحم لحظة دونما أن يترك للجمهور فسحة يسترخي فيها, فقد كانت سطوته على الجمهور بصناعة

هكذا جو  واضحة بعدما ادخله في مديات اللعبة لحمل تلك الماساة معه من خلال النص الذي يحتوي المتعة الشعرية والماساة  وهما يسيران بشكل متوازي ,كان بارع في اقامة علاقة بينه وبين الجمهور من خلال تطويعه لعناصر العمل الى الممثل .

كما للعمل صفات ومحاسن تحسب اليه هناك ايضا بعض الملاحظات المهمه والتي على الفنان علي ريسان ان يقف عندها ويعيد النظر فيها (بغض النظر عن ان المونودراما تصاحبها ملاحظات لانهاعمل فردي ومكلف لصاحبه وربما لا يستطيع ان يوفر كل ما يريد منه العمل) ولكن ملا حظاتي تتعلق في مجال الاضاءة اولا وفي الموسيقى التي صاحبتا العرض , لم تكن الاضاءة في المستوى المطلوب ولم تحقق تقدم في القيم  التعبيرية للمشاهد ولم تستطيع ان تؤثر في العين في تلك المساحة التي  اشتغل فيها لكي تضيف قوه للعمل من حالات خوف ورعب  او قلق لم  يكن هناك تحكم جيد بالاضاءة او لم يكن  متخصص بتوزيع الاضاءة باللحظة المناسبة في بعض الاحيان عندما كان يتحرك الممثل , وانما كانت هناك اضاءة ليس لها علاقة بما يدور على خشبة المسرح  لذلك هي لم تكن في مستوى ما قدمه ,اي لم توظف لخدمة العمل بالشكل المطلوب, ثانيا : الموسيقى كانت ثابته على طول الخط للمسرحيه  اي بوتيرة واحدة متوازية مع سير الاحداث من دون تغيير سوى لحظات وهذا ما ادركه الجميع  الا بعض الاستثناءات كانت الموسيقى فيها تمكنت  من اللحاق بروحها ببعض المشاهد التي اغنت فيها  الحوار والكلمات. وايضا اقول ربما عدم وجوداالتحضير الكافي لضبط هذه الامور جعل من الضعف في تقديم هذه الموسيقى التي ابتعدت كثيرا عن العرض …..

أخيرا يشكر الفنان المبدع علي ريسان الصادق في عمله المخلص لفنه على الجهد الكبير الذي بذله من اجل انجاز هذه المهمه الشاقة لكي يوصل تلك الصرخة للعالم ضد مشعلي الحروب متمنيا له المزيد من التقدم والانجاز مع تلافي بعض الملاحظات التي وردت .

المسرحية اعدت من قصائد ونصوص لطيفة الدليمي ..سلام عبود ..قاسم فنجان ..علي ريسان

توليف موسيقي سعد حبيب (عن موسيقى خط الشروع الاحمر )

سينوغرافيا / تمثيل  / اخراج    علي ريسان

نعمة السوداني  26/3/2007  هولندا

————————————

ثقب في جدار الحرب

رشيد كرمه
rashid_karma@hotmail.com

كان علي ان اكتب هذه المادة قبل شهر تقريباً ‘ ولكن لإنشغالي بأمور عديدة تعذر علي ذلك ‘ وبناء عليه ولكي تكتمل الفائدة أعيد نشر الجزء الأول من تغطية العرض المسرحي للشاعر والفنان المسرحي الصديق ( علي ريسان ) الذي قدمه على مسرح البيت الثقافي العراقي في مدينة يوتبوري_ السويد مساء 27 آذار …
ولقد كانت كلمة المخرج العراقي ( لطيف صالح ) بمناسبة يوم المسرح العالمي الذي يوافق يوم 27 نيسان من كل عام كلمة وفاء واستذكار وصرخة في ظل فوضى لامثيل لها في بلد أمتاز بمسرح جاد وملتزم قل نظيره في دول المنطقة العربية حيث ذكر مقتطفات من كلمة المسرحي العراقي الكبير ( سامي عبد الحميد ) التي أشارت الى مغزى الإ حتفال بيوم المسرح العالمي حيث قررت منظمة اليونسكو الى اعتماده يوما مخصصا بالمسرح وفناني المسرح وعلى أن تفتح المسارح أبوابها لدخول الجمهور مجانا ً ‘
والأحتفال بيوم المسرح يعني في كل الأحوال الإحتفال بالإنسان اينما كـان ‘ إذ ماأنفك يناضل من أجل الحرية ومن أجل سعادة البشر ‘ حيث يعكس المسرح حرية الإنسان في تعدد الثقافات وتعدد الأفكار ,,,كما ان المسرح يدعو الى التواصل بين الشعوب والأمم وهذا ما يساهم في نبذ الفرقة والتناحر فالمسرح بهذا المعنى أممي النزعة وينتمي للإنسان وحلمه في التوحد ومن خلال المسرح تعرف اليابانيون وتذوقوا الأدب العالمي وتحديدا أدب شكسبير الأنجليزي ومسرحياته ‘ وفي المقابل يقتبس الأوربيون من مسرح الكابوكي الياباني الكثير من تقنياته ..وليس غريبا ان يكتب ( سترندبرغ ) السويدي مسرحية ( ابو القاسم الطنبوري ) وهي إحدى حكايات ألف ليلة وليلة ‘ كما ان البولونيين أنتجوا بالية معتمدة ومستمدة من ملحمة عراقية قديمة وخالدة ( كلكامش ) في حين يلجأ العراقييون الى الروسي جيفكوف ومسرحياته ودلالات شخوصها على الواقع العراقي ..
ويرى لطيف صالح أن الأحتفال بيوم المسرح العالمي ماهي الا دعوة للسلام والمحبة والألفة والطمأنينة إذ لايمكن للمسرح أن يؤدي وظيفته وسط قعقة السلاح وفي أجواء العنف والدمار الذي يعصف بالوطن,,,, والمسرح كان ولازال يرفض الإرهاب بكل أنواعه ‘ فلقد وقف الأغريقي ( ارستوفانيس ) من خلال المسرح ضد الحروب والإقتتال في إحدى أهم وأشهر مسرحيتين ( الفرس و السلام يهاجمنا )
كما ان الألماني برخت في مسرحيته ( الأستثناء والقاعدة ) يدين الأقتتال من أجل النفط وكذلك الألماني جورج كايزر في مسرحية ( رجال من كاليه ) يقف بوضوح ضد الحرب والأحتلال ..
ولقد جاء إحتفال العراقيين بيوم المسرح العالمي ليؤكد عمق إنتماءه للوطن ورافضاً لكل محاولات التشويه والتخريب الذي لحق ويلحق بإرثنا الثقافي وآن للجميع وللعالم ان يرفع صوته ان لا للقتل ولا للتخلف ولا للأمية هذا الثالوث الرجعي الرهيب ….
ولم تخلو الأمسية من العهد على مواصلة الطريق وهي مناسبة لتقديم التهنئة للمسرحيين وأصدقائهم داخل وخارج الوطن ,,
ولاشك اننا إستذكرنا جميع من غادرونا من المسرحيات والمسرحيين ,,,
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد تمكن الفنان ( علي ريسان ) من توليف النص التالي لمجموعة نصوص إتسمت جمعيها بالألم العراقي

كانت الصور تتناسل فى راسى كانها مخاض كونى .الحافلة ديدنى والطريق عويل.ها أنذا اعد شظايا المنتفضين على اثواب العمر مانحا ظل الشواخص جسدا مثقوبا للتمرين .
يحملني صمت المرتحلين بلا اوجاع . يمسرحني المغتربون للفرجة والتاشيرة ..مندهشا للتكسر في الزحام. قدم وكف وهم ,,, لوحة يم في قلب اللوحة قطرة دم … وانا والجمهور قصيدة ,,,,
هاانذا اطل عليكم بقامة باسقة بالشوق … جربوا اعتناقها ولن تندموا ,, انها بضاعة غالية لمن يشتري … الا يشتري احدكم اخر اليعاسيب ويقتل وحشة,؟؟؟؟؟,,
ايها البعيدون لقد نام الجميع ومازلت اتقلب في هذا السكون المروع ,,,اقلب مآ ل مصيري الوحيد ,,, افتش فيه عن ذكريات مسخوها مثلما مسخوا الطريق والخطى ,
انا اول القصائد وآخر الحكايا جئتكم من ارض تاكل ابنائها, وتذرهم في اتون البيانات ,, توجعني البيانات المنطوقة بلكنة داكنة , مثل علق ينهش بلاغة الملاحم ويزدري نصوص الحكمة ,فاقوم بليلة اللغات وانصت الى مقاماته حيث هناك يرنم قراء المقام مراثينا في مقام الحجاز ,,يسالونني اما سمعته يتعالى في مقام الصبا ,, فاقتفي ايقاع روحي ولا اره ,,,
اسال الزئبق والغرانيق … اسال الطائر الطيطوى ,,, والاقحوان ان ياخذوني اليه ,,, بحثت عنه في رعشة الموت والمواقيت ,, في سحنات الجنود الهاربين من المحارق ,,في حشرجة العصور فتعثرت بالاشلاء والتوايب والرايات المدماة ,,,
وطواطم القبائل ,,رأيتهم وقد سمروه على راية اور ,,,شاهدتهم وهم يعلقون اشلاه على المحاريب والمنابر ,,,يتقاسمون افلاكه الدامية ,,,عدوت كالهاث ,,,, وقفت على جسر الشهداء , فما وجدتك بينهم ,, انحنيت على دجلة تسللت الى بهاء الغرقى وهم يحتفلون بولادات الموج ,,ناشدتهم ان يتبعوه الى موجة عذراء ,,,سخروا مني ,, حينها اطبقت عيني على وجعي ,,, وصرخت ,,,,, نحن اطفال الحرب…………
لاشك ان حركة وحرية الممثل والمخرج تأتي من خلال مساحة النص الذي وفره ( علي ريسان ) من توليف نصوص رصينة تلامس الواقع العراقي بشدة ودونما دهادنة ومن هنا اتت جدية النص ,…

,

نحن أطفال الحرب
يتامى رغم أنوف آبائنا الأحياء,
ولدنا على دمدمات المدافع,
ورضعنا زئير الراجمات.
كان أبي نجارا, يصنع توابيت الذين يساقون الى انتصارات مؤجلة,
وأمي تخيط رايات سودا, وأعلاما وطنية يرتجف في قلبها الله محاصرا,
حينما انهارت سقوف الحرب
هربنا نحو عراء أسود الضمير,
كان الضباط يرسمون لنا خارطة الوطن ببساطيلهم,
والشعراء المعصومون يمدون ألسنتهم المدببة,
ويلحسون حليب القنابل.
هربنا كقطيع من دبابات معطوبة
واختبأنا خلف التوابيت,
تحيط بنا تلال الحقد والوشاية.
لبثنا عاما بعد عام,
نقتات ديدان الأرض كلما حرثتها المجنزرات,
وحينما يشتد بنا العطش,
نستنشق أثر الماء في مجرى نهر المشّرح, حيث ولدنا,
أو نلم العليّق المنضّب من قاع الكحلاء,
الذي غدا ساقية سوداء, تبول فيها الدبابات وهي واقفة فوق الجسور.
كان الفرات مشطورا بالقنابل,
ودجلة مأسورا, مثل سمكة, في شباك جنود الإعاشة.
كنا خلف التوابيت
كان لجدية النصوص التي انتقاها ( علي ريسان ) ان جعلت منه دائب الحركة وعلى مدى 45 دقيقة و كان عليه ان يلاحق مقاطع شعرية حادة
حاتم ,,, حينما جف العصف,, مرتديا ثوب التكرار اشيد طين الخوف ,
يقول الغائب في حضرته , الان يمر الافرنج
تدق الاثواب طبول العري ويولد نحو الطعنة حرف
منتعلا ,,, سالت روحه والقصائد ,,
حلم التحليق الى شفة .. تكسر لون التصفيق
اعبالج عمري
كان الليل يؤكد صوتي في العتمة
,,,,,,,,,,,,,,,
استاذ حميد ,,, معلم الفنيه
اراك تتحسس راسك ؟
اني ايحث عن قصاصاتي ,, قصاصاتي التي بطنت بها خوذة راسي ,,كنت قد رسمت بها احلام ورديه
ورسوم نساء جميلات القوام ,, وفراشات تتراقص فوق ازاهير الغابات الثلجية ,, احلم كل ليلة بشيء
فتارة بالنخيل والفرات ,, وتارة بالنساء والفراشات

كانوا اهلي ,,, يصقطزن من راسي في خندق الموت ,,,
وابي بصوه الحنون يعضني ,,,
__ وللك انته ماتبطل هاي الشخابيط ,,

حتى اطفال الحي كانوا معي انحت لهم من حجر الجبل العابا مااجملها ,, يضحكون ملئ افواههم ويمسحون عن وجهي التراب,
باناملهم التي رطبها عرق الجوع والانتظار ,,
ترهقني السعادة فاغفوا وتوقظني اصوات الدكية البعيدة من وطني ,

لقد كان عندي قمرا لايعرف الافول
دعني باولدي ,, اهدهد موت واستكين
كنا خلف التوابيت… نقيم العزاء على روح الوطــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن
لقد شكل النص الشعري في هذا العرض المسرحي أطفال الحرب للفنان ( علي ريسان ) بيان المثقف العراقي إزاء عبث العسكرتاريا ومحاولة الخلاص ….
نقيم العزاء على روح الأرض ,
حتى وضعت الحرب رأسها على كتف سيدها,
وأخذت بالتثاؤب.
ركضنا مثل جراء عمي,
تتبعنا الراجمات.
عبرنا حقول خس مسمدة بالخراء,
وحقول ألغام مسمدة بالجثث,
تسللنا بين غابات البنادق والمشانق,
معتمرين خوذ الإخفاء, التي نسيها الموتى في الخنادق,
قبل فرارهم الى الأرض الحلال.
_ لكم هم ماكرون أولئك الموتى!
قلت ذلك لسكينة , ابنة عمي, وهي تركض الى جواري, مثل قطة لها ألف عين.
_ لكم هم ماكرون! تصوري, إنهم يهربون من خدمة العلم, يقطعون أنفاسهم, يوقفون دقات قلوبهم, ثم ينسلون خلسة تحت الأرض, لابدين في حفر مظلمة, ملطخين أنفسهم بالكافور, كي يخدعوا الديدان ومفارز الحرس الفاشي.
لكم هم ماكرون!
خزرتني سكينة بعيونها الألف المشتعلة, فقلت لها ساخرا من نفسي:
_ لا تلتفتي الى الوراء يا سكينة, فلن نعود الى هذه البلاد قبل أن تنزع بسطالها الأبدي!
خرجنا معا من ثقب في جدار الحرب,
تركنا وراءنا سماء معصوبة العينين,
وأرضا مدججة بالمآذن والصواريخ,
أغمضنا عيوننا,
قفزنا فوق خط الحدود المنقط, المرسوم على الخارطة المدرسية,
فاحتضنتنا مخالب المارينز!
# # #
نحن أطفال الحرب,
نصطاد الموت بشواهد القبور.
ونرسم الشهادة على أضرحة مستباحة على مر العصور.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أسجل هنا تقديري للمبدعات العراقيات والمبدعين العراقيين وأثمن جهد (علي ريسان )في قدرته على توليف نصوص ناضجة عالجت هما مشتركاً

مادة العرض
– موت اليعاسيب . قاسم حميد فنجان
نياشين التنك- لطيفة الدليمي
اطفال الحرب- سلام عبود
اشتعال الحكايا- علي ريسان
توليف وعرض- علي ريسان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الله يرتجف …..
رشيد كَرمة
البيت الثقافي العراقي وجمعية المرأة العراقية في مدينة يوتبوري/ السويد وبالتعاون مع نظمواإحتفالاً رائعا ً بمناسبة يوم المسرح العراقي الذي يصادف 27 من آذار ABF
الخير , من كل عام ولقد كان ضيف هذا الحفل الفنان المخرج المسرحي ( علي ريسان ) الذي قدم عرضا ً منودراميا ً تحت عنوان – أطفال الحرب _ والنص المسرحي عبارة عن قصائد ونصوص نثرية لعدد من مبدعي الثقافة العراقية كـ ( لطيفة الدليمي , سلام عبود , قاسم فنجان , علي ريسان ) قام بتوليفها وإعدادها وتمثيلها علي ريسان , بمساعدة موفقة من الفنان رائد الذي أشرف على المؤثرات الصوتية , كما اشرف على الإنارة هادي الواسطي وهي مناسبة نتذكر فناننا عبد الرزاق الواسطي الذي رحل عنا وهو فنان متمكن من فن الإنارة كعنصر ضروري للمسرح .
لقد أعد المسرح مؤطرا ً بسياج من قماش أسود يمتد الى مالانهاية للدلالة على ان خارطة الوطن العراقي كلها موشحة بالسواد نتيجة حروب داخلية وخارجية دُفع لها الشعب مُكرها تحت حراب السلطة ونفاق الكلمات ( الشعراء ووعاظ السلاطين ) هكذا كانت ألسنتهم تتدلى و _ تلطع بساطيل الضباط – والتي عبثت بالإنسان العراقي ورسمت له خارطة الطريق معلنة ان الموت نصيب من يخالف تفاصيل الخارطة التي أعدتها عسكرتاريا موغلة بالإجرام والقسوة مضيقة الخناق على العراقي الذي لم يجد بدأ من ان يحاكي القبور التي غطت أرض السواد ولقد أشير لها عبر شموع على تراب تمثل االوطن ورافداه بل تكاد تغطي كل الطرقات ( ولقد إستغل المخرج ) المسافة المحصورة مابين المسرح وجمهور المتفرجين .
كان علي ريسان يجسد من خلال هذا العرض جزءً من معاناة الأنسان العراقي العربي والتركماني والكردي الذي وحدتهم همجية السلطة في جانب مصادرة حياتهم وصار عليه ان يعثر على أصدقائه وزملاءه في المقابر الجماعية المنتشرة هنا وهناك , وهو في حالة رحيل دائم وبحث مضني عن خلاص حاملا وطنه في حقيبة هي بيته ومأواه وملاذه يتنكر بما يلائم ومستجدات الحرب الدائرة دون توقف ضده وضد ذاكرته أمام عجز واضح لمن يفترض ( إنه إذا اراد ان يقول للشئ كن فيكون ) لقد وقف الله عاجزا بل فزعا لما أرتكبه ويرتكبه بني البشر في العراق حتى هذه اللحظة , بل صار من اليسر ان يمد الإنسان يده كيفما إتفق ليجد أثرا ً لرفيقا له او أستاذ في مقابر لاعد لها ولا حصر ‘ لقد سيق الجميع الى المحرقة ( الحرب ) التي عبثت آلياتها ومجنزراتها بالهور والنهر والجبل وبالتالي الإنسان وهشمت ذاكرة كل من يحاول البحث عن ( كسرة مستقبل ) الحدود كلها ملغمة إذا لم تلغم بفضلات الإنسان والحيوان فهي ملغمة بالمارنيز او بالموتى وليس من غرابة ان يناجي أستاذه حميد وبعض أصدقائه وهو في طريقه الى الرحيل الذي أصبح سمة مميزة للإنسان العراقي المتمرد , الراحل دوما نتيجة الفطرة اللقاحية التي يتمتع بها ( اللقاحية ) بمعنى رفضه للسلطة ايا كانت لذا يعيش العراقي إغترابا دائما .
مابين صوت المدافع وطبول الحرب وأغان تمجد( العسكر ) يختفي صوت الشاعر ولكنه لايعجز فالعراق ( ولاد ُ ٌ ) ولابد من إبداع ولابد من مطر يغسل الأشياء بالرغم من أن الخراب والدمار والقتل وطمس ذاكرة العراقيين أمرُ ٌ مدروس بعناية الشيطان …
قدم ٌُ وكف ٌُ وهَم, تنتج موقفا ً ملتزما بقضايا الإنسان اينما كان ويستحيل ان تمر إنتفاضة آذار وشهدائها مرور الكرام على المثقف العراقي , لقد إصطدم الجندي والأنسان العراقي اثناء هروبهم الى الأرض الحلال بالدكتاتورية البعثية التي شكلت التحدي الأكبر والطلقة الأولى ضد دولة المقبور صدام الذي دعمته الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك والتي عادت من جديد بأجندة جديدة منقحة لإزالته . لا شك ان الله إرتجف جزعا ً يوم قتل أطفال العراق , منذ اوروك القديمة الىاطفال حلبجة التي رمز لها عبر حذاء طفل صغير كان يلهو ويبحث عن لعبة مسلية حتى جاءه غاز الخردل !!!!
ورغم المارشات العسكرية التي تطغي على صوت الشاعر والمثقف ورغم الهجمة الظلامية التي يقودها التكفيريون والرجعيون والطائفيون بالضد من الحداثة والتحضر ‘ ألا ان المعرفة تظل سبيلا ً واعدا ً لأنارة الطريق وهذا ما أراده وجسده الفنان علي ريسان من خلال الإشارة الى الكتاب الذي رفع عاليا ً في نهاية العرض ,,
والى ان أستعرض مع القارئ العزيز القصائد والنصوص التي كونت موضوعة العرض المسرحي الأنف الذكر والتي اوعدني بها الرائع علي ريسان , اود ان اسجل إعجابي وشكري لهذا الكم من الجمهور الذي حضر هذه الأمسية .
ولابد من ذكر بعض ماجاء في كلمة العزيزة ام خالد أثناء تقديمها لهذا الحفل حيث قالت نحن في هذا اليوم المجيد تراودنا الكثير من الأسئلة ومن الصعوبة بمكان ان نعطي إجابات ولكن نتسائل :
ماهو المسرح ؟
متى ينتعش ؟ ومتى ينتكس ؟
ماهي تأثيراته على الحياة العامة ….سلبياته وإيجابياته ؟
ماهو واقع المسرح العراقي ؟
مالذي فعلته كوادرنا المسرحية في الخارج والداخل ؟
ولماذا تلكأت جهودهم في إنتاج مسرحيات تحاكي الحياة العراقية ؟
ولقد تمنت ام خالد ان تحصل على جواب اقل من الشافي …في حين أجابت العزيزة ام خالد بصورة واضحة عن جميع الأسئلة التي وجهتها , إذ ذكرت
ان الإحتفال بيوم المسرح العالمي , يعني الإحتفال بالإنسان في كل مكان , فالمسرح يعالج قضاياه في هذه البقعة من العالم او تلك , ولعل أهم تلك القضايا ( الحرية ).
ولقد كان مسرحنا أسيرا ً لسنين طوال للدكتاتورية والإستبداد واليوم هو أسير القوى الظلامية .
لذا لابد من طلب ٍلحماية مسرحنا ومبدعينا……
على ريسان المخرج والممثل ولد في كركوك 1964 وهو شاعر له مجموعة شعرية مخطوطةوشارك في اعمال مسرحية عديدة في العراق منها : ( حب ابيكاك وموته) في منتدى المسرح 1981ومسرحية ( افتراضات واهية) في مهرجان المسرح العراقي الثالث- بغداد – وحصل على جائزة احسن ممثل دور ثان 1996 ومثل مسرحية(خيول ) 1997 في كركوك وقدم سنة2005 مسرحية( المهرج ) لللاطفال في السويد كما انتج ومثل فيلما قصيرا عن الحرب – عن قصيدة  للشاعر الراحل – عقيل علي-  طائر اخر يتوارى  .
( * ) اهدي هذه المادة الى المبدع العراقي الصديق والمخرج المسرحي الدكتور
عقيل مهدي , وعلى أمل التواصل أمنيتي لك ,,,,

بينما يتهجى المسافات ( علي ريسان ) ولدتْ مسرحية أطفال الحرب

حسن رحيم الخرساني

27/11/2007

من بياض الموت يفرشُ أطفال ُ الحرب مستقبلهم أمام َ العالم …

وعلى نخيل الحب تـُذبح ُ النوارس

وبين دجلة َ والفرات قبر ٌ يئن ُ

وعاصفة ٌ حبلى بالمزيد …!!

من هنا نهض َ المبدع ُ علي ريسان ليعد مسرحية ً قطف َ أنوارَها من :ـ

1 ـ نياشين التنك ـ لطفية الدليمي .

2 ـ موت اليعاسيب ـ قاسم حميد فنجان.

3 ـ اشتعال الحكايا ـ علي ريسان .

4 ـ أطفال الحرب ـ سلام عبود .

فكان هو ـ علي ـ المخرج والممثل ومعلن الكارثة التي حلتْ ببابل الحضارة ومازالتْ تنهش ُ بأبناء جلجامش وتنفث ُ بسمومها على مسلة ِ حمورابي التي أسستْ للعالم ِ أنامل َ الطريق بأتجاه الشمس .. بلْ أسستْ لهذه ِ الكرة الأرضية ِ نجوما ً تتوهج ُ بالمعرفة ِ والتوازن ِ الثابت والمتحرك معا ً .

وكذلك وضعتْ للرؤيا قوانينا ً تتهجى المسافات ِ وبواطن الزمن ..

(أنا أول القصائد وأخر الحكايا )

( لقد كان عندي قمراً لا يعرف الأفول )

لقد نهضتْ المسرحية ُ من رحم التأريخ حاملة ً معها صوت أوروك ومرايا الدمار القادم من ـ كولومبس ـ فكانتْ الدلالاتُ اللغوية والدلالات المجسمة خير َ دليل ٍ على ما حلَ بالعراق نتيجة الأيدي التي عملتْ ومازالتْ تعمل ُ للأطاحة ِ بهذا الوطن الذي لا يختلف ُ عليه أثنان من حيث

الحضارة وحب السلام .

وكذلك بذل الفنان ـ علي ريسان ـ جهدا ً كبيرا ً من أجل توصيل كل الحقائق أمام الإنسانية وفتح كافة الملابسات ومايدور في العراق من خلال الصرخات والصور المجسمة والموسيقى التي أستمرتْ على أنين منكسر يرسم ُ للمتلقي حجم َ الكارثة.

بالأضافة ِ ماحققته ُ لغة ُ الجسد ِ من دور ٍ هام في تجسيد ِ المعانات البشرية في ذلك العرض الرائع الذي قام َ به ِالفنان علي ريسان.

وبطريقة ٍ وأخرى كـُشف َ لنا وللعالم ِ براثن َ اللعبة ِ التي أُسستْ لتدمير العراق وشعبـَه ُ الناهض بالتجدد ..

حسن رحيم الخرساني

صحيفة العرب القطرية — العدد – 7188 – السبت 16 فبراير 2008 م ـ الموافق 09 صفر 1429 هـ.mht

علي ريسان يواصل صراخه ضد الحرب من السويد

2008-02-16
الدوحة – العرب
يواصل المسرحي العراقي علي ريسان سلسلة عروض مسرحيته «أطفال الحرب» بالعاصمة السويدية ستوكهولم، حيث يعرض السيرة الدامية لبلد كُتب عليه أن يكون واجهة الثورات والأحزان في العالم.
في عمله «أطفال الحرب» يقدم علي ريسان نصا مركبا من مقاطع للروائية العراقية لطفية الدليمي وقصيدة للشاعر سلام عبود وقصة للقاص الكركوكي قاسم حميد فنجان ونص شعري لمخرج العرض وممثله الذي هو في الحين ذاته علي ريسان.
هذا النص الذي يحاكي ما يشبه محاكمة للتاريخ نصبها عراقي عمره من عمر بلده، يستذكر عبر تطواف زمني كل ما مر بالمدينة، بغداد، من مآسٍ وحروب، وما أنعمت به الطبيعة عليها من صدمات ولطمات، تعيدها في كل مرة إلى نقطة الابتداء، يحاكم ريسان كل لحظات العمل الصاعد نحو الهاوية، ويناضل ليثبت أن الدموع التي التصقت بالبلد رغما عنه لم تكن في يوم من الأيام جزاءً مناسباً لبلد أهدى الحضارة للعالم، فأهدى له العالم موتا زؤاما.
يتحدث الكاتب بلسان المواطن المأزوم حينا: «وقفت على جسر الشهداء، فما وجدتك بينهم، انحنيت على دجلة تسللت إلى بهاء الغرقى وهم يحتفلون بولادات الموج، ناشدتهم أن يتبعوه إلى موجة عذراء، سخروا مني.. حينها أطبقت عيني على وجعي، وصرخت، نحن أطفال الحرب»! وحينا آخر بلسان المؤرخ الذي يحرقه تاريخ بلده: «أيها البعيدون لقد نام الجميع ومازلت أتقلب في هذا السكون المروع، أقلب مآل مصيري الوحيد، أفتش فيه عن ذكريات مسخوها مثلما مسخوا الطريق والخطى، أنا أول القصائد وآخر الحكايا جئتكم من أرض تأكل أبناءها، وتذرهم في أتون البيانات، توجعني البيانات المنطوقة بلكنة داكنة، مثل علق ينهش بلاغة الملاحم ويزدري نصوص الحكمة، فأقوم بليلة اللغات وأنصت إلى مقاماته حيث هناك يرنم قراء المقام مراثينا في مقام الحجاز، يسألونني أما سمعته يتعالى في مقام الصبا، فأقتفي إيقاع روحي ولا أراه»، وفي حين ثالث بلهجة انتحارية شبه مؤكدة: «نحن أطفال الحرب، يتامى رغم أنوف آبائنا الأحياء، ولدنا على دمدمات المدافع، ورضعنا زئير الراجمات، كان أبي نجارا، يصنع توابيت الذين يساقون إلى انتصارات مؤجلة، وأمي تخيط رايات سودا،..، حينما انهارت سقوف الحرب، هربنا نحو عراء أسود الضمير، كان الضباط يرسمون لنا خارطة الوطن ببساطيلهم، والشعراء المعصومون يمدون ألسنتهم المدببة، ويلحسون حليب القنابل، هربنا كقطيع من دبابات معطوبة، واختبأنا خلف التوابيت!».
يُذكر أن علي ريسان من مواليد 1964 بكركوك (العراق)، تحصل على دبلوم تقنيات المسرح بالسويد (2002) وكان عضوا بفرقة المسرح التجريبي بكركوك منذ 1979، وعضو نقابة الفنانين العراقيين (1986)، وعضو اتحاد الكتاب العراقيين في المهجر (2004)، وقد مثل العديد من الأعمال المسرحية منها على سبيل المثال: مسرحية (حب إبيكاك وموته) -مهرجان منتدى المسرح بغداد- 1981، و(افتراضات واهية) -مهرجان المسرح العراقي الثالث- بغداد، كما يكتب الشعر وله الكثير من النصوص والقصائد المنشورة في عدد كبير من الصحف والمواقع الأدبية.

كتابة –ابو طالب شبوب،

صور العرض

الاهداء …. الى الذين رحلوا قبل تفتح البيلسان.

الى الانسان الانسان.

كي نتعض من خراب الحروب ونعرف  من يصنعها بأسماء مستعارة . ويدعي انه سيبني يوتوبيا ! ؟ .

وكي نعري الاساليب  التي  تغيب  وتسحق انسانية الانسان.

يقص  عليكم  طفل الحرب,, حكايته  التي  تشبه  الكابوس ,,, لكنها حقيقية كالموت .

يسرد لكم  حكايته  التي اصبحت مادة للالم والحزن.

انه طفل من ابناء اوروك ,,

يعلم  من منع  عنه الحياة وغيب انسانيته. لكنه  يكابر بالحب والحياة.

تعال معي لنشاهد  حزن ابناء اوروك , كي نؤسس غدٍ  .يسوده الحب والسلام والطمأنينة.

طفل من اطفال الحرب

علي ريسان

Conferment ..

Those who left before the flower.
Rights to the rights.
So Nted from the devastation of war and we know the names of manufactures pseudonyms. He claims that he will build Utopia!?.
To unmask the methods were the crushed human rights.
Tell you child war, which resembles the nightmare story, but real death.
Told you that story became material for the pain and grief.

It sons of Uruk,
Aware of his life and prevent Unseen humanity. But sorts of love and life.
Come with me to watch the grief people of Uruk, to establish tomorrow. Atmosphere of love, peace and tranquility.

Child of war

Ali Reysan

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| د. ميسون حنا : الرغيف المر.

شخصيات المسرحية نعيم رشدي أبو عمر         اللوحة الأولى ( ساحة أمام …

حــصـــرياً بـمـوقـعـنــــا
| رياض ممدوح جمال : “سيد المنزل” للمؤلف ستانلي هيوغتون .

                   (ستانلي هيوغتون حصل على شهرة كبيرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *