د. ابراهيم مصطفى الحمد : أحزان أرضية لطفل سماوي

ebrahim mostafa alhamad 3وحينَ تُغرّدُ أحزانُهُ
وتنهض بالوجد ألحانُهُ

فلا شيءَ إلاّهُ كل الجهات
تجيءُ ويأنفُ بُركانُهُ

سوى أنَّ ورداً بشهوتِهِ
يُصرّحُ لو مالَ ميزانُهُ

يمرُّ الشتاءُ بأردانِهِ
فتزهرُ بالعشقِ أردانُهُ

تنامُ العصافيرُ في جفنهِ
فتستعمرُ الصبحَ ألوانُهُ

ومن قُزَحِ الأُمنيات ارتدى
غياباً وأغراهُ إدمانُهُ

وكانتْ تَجُرُّ الغيومَ خطا
هُ حباً تَوَشّحَهُ آنُهُ

لأنّ جميعَ العصور بهِ
توحّدنَ إذْ هُنَّ أزمانُهُ

وظلَّ على الأرضِ طفلَ السَّما
لأنَّ الكواكبَ إخوانُهُ

لذاكَ توشّحَ صمتَ النَّدى
وكانت مِنَ الماءِ قُمصانُهُ

وحين رأتْهُ النساءُ اغتدتْ
يداهُ غُصوناً ، وأشجانُهُ

وهبْنَ لَهُ مهرجانَ الظنونْ
وظلَّ يهسْهِسُ إمكانُهُ

على أنَّ مِنهُ الزهورَ ارْتوَتْ
بما كانَ يُشرقُ إيمانُهُ

لذلك ما نَسيَتْهُ النساءْ
وصارَ عليهِنَّ إدمانُهُ

وحاولَ أنْ يَدَّعي أنّهُ
نبيٌّ على الأرضِ إحسانُهُ

ولكنَّ ماءَ الغرامِ احتوا
هُ سِرّاً وللحُبِّ نيرانُهُ

تَشَظّى على الأرضِ في عشقِهِ
فَهُنَّ على الأرضِ أوطانُهُ

وسارَتْ بهِ همهماتُ الرياحْ
نداءً ، تَأبَّدَ تَحْنانُهُ

فصارَ أميراً بدُنيا الهوى
فكلُّ الحبيباتِ تيجانُهُ

تأنَّثَ كلُّ المَدى حَولَهُ
وفيهِ تَكامَلَ أقرانُهُ

فَكُلُّ اشتهاءٍ يَمُرُّ بِهِ
ليُغري البراعمَ إيذانُهُ

وحينَ تُغرّدُ أحزانُهُ
ويطفحُ بالوجدِ فُنجانُهُ

تَهيمُ السّواقي بهِ والندى
فكلُّ الينابيعِ ديوانُهُ

قوافيهِ حقلُ النجومِ وفي
عَذابِ الكَمَنجةِ أوزانُهُ

بعينَيهِ كانونُ يَشقى ظَماً
وفي القلبِ ينبضُ نَيسانُهُ

تنامُ الغيومُ بآثارهِ
فتهمس بالشوق غُدرانُهُ

فيَخضَرُّ وَجْهُ الحياةِ بهِ
هو ابن الترابِ وإنسانُهُ

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| د. قصي الشيخ عسكر : همسات من الشعر .

1 مثقلة بالحزن منفضة السجائر لا أعقابَ سجائر تلسعها لا بعض رمادْ تبقى ،عالمها المنفى: …

| عبدالقادر رالة : زّوجي .

    أبصرهُ مستلقياَ فوق الأريكة يُتابع أخبار المساء باهتمام…      إنه زّوجي، وحبيبي..     زّوجي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *