قبل ايام كنا قد استذكرنا فناناً تشكيلياً كبيراً راحلاً هو الفنان الراحل نجيب يونس .. واليوم نعيد الكرة , ونستذكر فناناً تشكيلياً اخر هو الفنان التشكيلي الموصلي العراقي الكبير راكان دبدوب من خلال ما كتبناه عنه في الصفحة الاخيرة من جريدة ( القادسية ) في العام 1986 وفي ما يأتي نص ما كتبناه :
الفنان راكان دبدوب أحد الفنانين التشكيليين العراقيين المجدّدين، فقد اعتاد هذا الفنان أن يقيم معرضا خاصا به، كل سنة تقريبا.
زرنا الفنان راكان دبدوب وشاهدنا لوحاته الجديدة التي يضمها معرضه الشخصي الحادي والعشرين في قاعة الرواق ببغداد.
وبعد مشاهدتنا للوحات التي قام برسمها ما بين 1985 – 1986 ارتأينا أن نبتعد عن طرح أسئلتنا التقليدية عليه، وتركناه يحدثنا بنفسه عن لوحاته ومعرضه، فقال:
– لوحات معرضي الجديد، ليست جديدة بالمعنى الحرفي، لأني اتخذت مسارا خاصا لأعمالي الفنية بصورة عامة، ولكن في كل معرض من معارضي الشخصية تجد شيئا جديدا يختلف تماما عن معارضي السابقة.
وفي هذا المعرض حاولت إدخال أجزاء من الواقعية الفوتوغرافية، التي لها مساس بعناوين لوحاتي إلى جانب مفرداتي وتقنياتي المعروفة، باستخدام العجينة الثخينة وملمس سطح اللوحة الخشن والتكوينات الحديثة في إظهار المواضيع.
وهذه العناصر التي هي قريبة من التغريب جعلتها تنسجم مع بقية مفردات اللوحة مما يضفي على اللوحة معاني أخرى وتؤجج ذهن المشاهد، فالمشاهد سيقرأ اللوحة ويتذوق موضوعاتها ويفتش في داخلها عن مفرداتها،
هذا ما دفعني إلى إدخال هذه التقنيات في أعمالي الأخيرة المستمدة من الواقع بشكل ما، والمطابقة للطبيعة. فالتوليف والجمع بين هذين العنصرين في اللوحة الواحدة، يضفي بعدا إنسانيا كبيرا على اللوحة، وبالتالي على أعمالي الفنية .
والفنان التشكيلي العراقي الكبير راكان دبدوب ولد في مدينة الموصل في التاسع والعشرين من شهر ايار لعام 1941.
تخرج من معهد الفنون الجميلة ببغداد في العام 1961.
بعد تخرجه من المعهد المذكور التحق مباشرةً بأكاديمية الفنون الجميلة في روما وكانت خطواته الاولى في ايطاليا مع الفنان التشكيلي العالمي ( سيروني ) وكان هذا الفنان بمثابة الاساس في تطوير اسلوب دبدوب الفني وانطلاقه نحو مدارس فنية حديثة التي تميز بها من خلال مشاركاته في العديد من المعارض الفنية الحديثة التي كانت تقام في روما ومنها ( معرض الجريدة الايطالية ) وهو معرض عالمي عرض لوحاته فيه لمدة سنتين متتاليتين وحصل من خلال مشاركاته في هذا المعرض على الميدالية الفضية ودبلوم شرف في العامين ( 1962-1963 ) الى جانب مشاركته في معرض الفنانين العرب الذي اقيم في العاصمة الايطالية روما وحصل في هذا المعرض على جائزة باسم الشاعر العالمي الشهير ( دانتي ).
بعد عودته من ايطاليا عمل مدرساً للفن في جامعة الموصل ( كلية الهندسة ) وتقاعد منها بتاريخ 1-8-1993.
اقام عدة معارض داخل العراق وخارجه بلغت اكثر من ثلاثين معرضاً شخصياً.
