قال في سِرّهِ
ليسَ لي أن أقلقَ وحدي
ينبغي أن تشاركوني لبس قبعة القلق
ألمنسوجة من الدبابيس وأذناب العقارب
والنوم في منخره المليء بالتماسيح
فالقلقُ ليس أبي كي أرثهُ دونكم
سأغطّسُكُم معي َفي القِدر المغلي
لتتذوقوا ملوحة السهر
وحموضة النعاس
أنا ضعيفٌ
ولا أطيقُ حَمْلَ سقفَ الغرفة وحدي
سأسَرّبُ الدخانَ عبرَ القُبَل من رئتي إلى رئاتِكم
وأستمتعُ بسُعالِكم
وأنتم تتنفسون من ثقوب أذانكم
سأدعوكم إلى مطبخي
فأتبّلُكُم
وأمَلحُكم
وأقليكُم على نيران مخاوفي
ما دُمتُ قد ابتلعتُ الثعبان
فسأقلِقُ نومَكم بالفحيح
* *
عندما همّوا بالنوم
وَسوَسَ لهم أنّ القنابلَ ستنفجرُ تحتَ وسائِدِهم
لم تكنْ تحتَ الوسائدِ ثمّة ُقنابلَ
لم يسمع أحدٌ دويّ انفجار
لكن الأشلاء
تناثرتْ في كل اتجاه
قصيدة جميلة و بصيغ محزنة و مبتكرة. الواقع الفادح الذي نعيشه يلون كلمات القصيدة بلون الرماد و الدم.