ما لي كلَّما
تطلعتُ في المائدة
أصابني دوار
العائلة
مالي كلّما نظرتُ
الى البحر
أدركتُ ســــرَّ
الرحيل
أنا .. والعائلة
نُصممَ تمثالاً
للفجيعة
أبي .. ما زال يعد أصابعه
ويدس أحلامنا
في الأسرة
ليجلدها بدعائه
أمي تروض الجوع
في المطبخ ..
وتقلمه بالسكين
اخوتي يجلسون
في صالة الرغيف
بانتظار ساعة التموين …
( يسألونك عن الساعة أيان مرسها )*
أرجو ألا تنسف
ما تبقى
من بلادة
الانتظار
لتقولها بلغةٍ
مستهجنة
( إنما علمها عند . .. ) *
لنعود إلى الأسرة
ورقابنا
مثقلةٌ بالانحناء
لان المدن ..
أهملت سُكّاَنها
لان الحروب
لوحت للمفارز
بالهدنة..
لان الغابة
هددت السناجبَ
بالانقراض
لاجل ذلك
ما عادت المقاهي
تعقم هزائمَ
الشعراء
وما عادت الفنادقُ
تستوعبُ سريراً
لبقايا
العائلة …
_________________________________
*الساعة البايلوجية (سورة النازعات )
*الساعة الميتافيزيقية (سورة الأعراف )
1993
قرئت في مهرجان تموزالشعري
نشرت في صحيفة المنارة