عصافيري التي أطلقها كلَّ صباحٍ لا تعرفُ طريقاً إلاّ طريقَ فردوسكِ تتكفلُ بـ تصحيحِ سيرةِ حزنِ اشجاركِ المنهمكةِ تمحو أعشاشَ دموعها بينَ يديكِ , يتوهّجُ ريشُ صمتها وأنتِ تغرّدينَ طيشَ قصائدي تغمرينها شاعريّة عذبةً رقراقةً كـ صوتكِ المبحوحَ بـ الكبرياءِ والعطش , تخصّبُ أنفاسكِ بيوض خيالها الخصب تصنعُ الجمالَ تغطي أجنحتها صورَ المجزرةِ المتقرفصةِ , على كتفِ مسرّاتكِ الغضة تتشمسُ تستنشقُ عبيرَ تلولكِ الزاهيّةِ ضامنة سلامةَ النجاةِ مِنَ الألمِ تشكوكِ لوعةً الفقدِ والأغتراب , تتزاحمُ مجبولة تحملُ الى مخدعكِ الباردَ دفءَ أحلامي تخترقُ هواجسَ الخسارات والحرائق وعواء الدموع , توّاقة لمزاراتكِ المبهرة تطلقينَ لها العنانَ تتعقّبُ أنفاسكِ العارية تعلّقينَ في رقابها تعاويذّ الأمنيات , أرجعيها إليَّ تلقي قميصكِ الورديَّ على عيونِ مدينتي الغارقةِ بـ أوزارِ الطغاةِ لعلَّ ( اتونا بشتم )* بعدَ طولِ هجوعٍ يتمغّطُ ناهضاً مِنْ بيوتِ ( شروباك )* يكسّرُ الأصنامَ فـ تعود عصافيري ..
………………..
أتونا بشتم : نوح البابلي صاحب الطوفان .
شروباك : المدينة التي يسكنها اتونا بشتم .