قراءة: حسين سرمك حسن
عن دار الينابيع في دمشق، صدرت المجموعة القصصية الثالثة للقاص العراقي (تحسين كرمياني) (بينما نحن.. بينما هم..)، ضمت ثماني وعشرين قصة قصيرة منها: الكرسي، المهرج الإمبراطور، معاقل الذباب، الشرفة الواشية، لسان التاريخ، كلب الإمبراطور، الكرة النووية.. وغيرها.
وأعتقد أن محاولة تحسين هذه هي من المحاولات الممتازة لإعادة الإعتبار إلى فن القصة القصيرة جدا من خلال النصوص التي ضمها القسم الأول. لقد أسىء فهم فن القصة القصيرة جدا، وخصوصا من قبل القصاصين الشباب الذين حولوها إلى ومضات تشبه ضربات قصيدة النثر مثل (نزلت الزوجة لترى زوجها فوجدت كلبا على السرير). سوء الفهم هذا يُنشر، للأسف في المجلات الثقافية وانحدر إليه كتاب معروفون أصابتهم نوبة الإستسهال، لكن، للحق، بقيت مجموعة مبدعة راكزة في تثبيت اسس هذا الفن منهم: فرج ياسين، حنون مجيد، أحمد خلف، حميد المختار، علي حداد، وعذرا عن نسيان آخرين والتساؤل الملح عن وجود قاصات عراقيات يكتبن هذا الفن ببراعة وإدراك لشروطه. يفتتح تحسين مجموعته بـ (موجز خاص) قال فيه:
(القصة القصيرة جدا
تعني:
أن تسافر إلى العالم.. إلى التاريخ.. لتكتبك الحكايات
لا..
أن تقبع في غرفتك.. مثل شحاذ كسيح ينتظر الهبات ذليلا
خائفا
تنتظر العالم المتشابك أن يأتيك
لتكتبه
خجول حكايات ..)
وهذه المجموعة هي المجموعة القصصية الثالثة لكرمياني فقد أصدر قبلها مجموعتين هما:
– هواجس بلا مرافىء – 2001
-ثغرها على منديل – 2008
وتحسين أيضا حاصد جوائز بامتياز وباقتدار، فقد حاز:
– المرتبة الثالثة عام 1991 عن قصة (كرنفال الشهيد)
– المرتبة الأولى عام 2003 عن قصة (يوم اغتالوا الجسر)
– جائزة الإبداع عن المجموعة القصصية (ثغرها على منديل) ضمن مسابقة ناجي نعمان للدورة الخامسة 2007 لبنان.
– المرتبة الأولى عام 2008 عن قصة (مزرعة الرؤوس) في مسابقة مركزالنور.
تحسين كرمياني: بينما نحن.. بينما هم..
تعليقات الفيسبوك