إشارة:
يسر أسرة موقع الناقد العراقي أن تبدأ بنشر حلقات هذا الملف عن المبدعة الكبيرة القاصة والروائية العراقية “ميسلون هادي”. واحدة من أبرز سيّدات السرد العربي، ولا نبالغ لو قلنا السرد العالمي، بل النوبلية بامتياز لو توفرت الترجمة لنصوصها الفريدة. أكثر من 35 نتاجا في الرواية والقصة وأدب الأطفال. هذه الطافية بحذر بين الواقع والخيال، وبين الحلم واليقظة، الفيلسوفة الشعبية لمحنة الموت والحياة، الأمينة على خيبات محليتها التي ستوصلها حتما إلى العالمية المتزنة المحترمة. تدعو أسرة الموقع الأحبة الكتّاب والقراء إلى المساهمة في هذا الملف المفتوح بالمقالات والصور والوثائق. تحية للمبدعة الكبيرة ميسلون هادي.
المقالة :
(2/أ) الحضور لغةً واصطلاحاً
الحضور لغةً: الإقامة كما أورد ذلك الأزهري: ” ويقال للمقيم على الماء حاضر وجمعُهُ حُضُور وهو ضدّ المسافر، وكذلك يقال للمقيم شاهدٌ..”( 1)، ويأتي بمعنى الإيراد يقول، ابن فارس: ” الحاء والضاد والراء: إيراد الشيء ووروده ومشاهدته “(2 )، بمعنى اقتران المشاهدة بالصورة الحسّية للبصر وهنا حضور ماديّ، ويأتي على النقيض، يقول ابن سيدة: ” الحُضُورُ نَقيضُ المغيبِ. حضَرَ يَحضُرُ حُضوراً وحِضارَةً “( 3)، والنقيض هنا هو الغياب الحسي الجسماني، وأضاف الزمخشري للفظ الحضور معنى مجازياً، إذ يقول: حضرتِ الصلاة، أي حلَّ وقتُها(4 )، أما الرازي فيعرفُ الحضور بأنه ضدّ الغيبة(5 )، أي على نقيض الغيبة وهذا ما أكده ابن منظور، إذ قال: ” الحضور: نقيض المَغيبِ والغَيبَة، وحضَرَ يَحضُرُ حُضُوراً وحِضَارة … وفلان حسنُ المَحْضَرِ إذا كان ممن يذكر الغائب بخير”(6 ). ومن الواضح أن مجيء الحضور مرتبط بالغياب وهنا ثنائية ضدية تقوم على التناقض والتنافر لكن هذا التنافر يربطه سلك خفي يجعل وجود الأول مرتهناً بغياب الثاني، والعكس صحيح.
أما الحضور في الفلسفة فهو من: ” مصدر حضر، تقول: حضر الغائب، قدم، وحضر المجلس شهده، وحضور الأمر خطوره بالبال، وحضور البديهة سرعتها “(7 )، إذ جمع بين الحضور المادي والمجازي، بمعنى أن الغائب كان له وجود فعلي وواقعي، وغيابه لم يكن أبدياً؛ لأنه مقرون بالحضور، فالحضور المادي (حسي) مرتبط بالمشاهدة البصرية، والحضور المجازي عندما أنسن (الأمر، والبديهة) وهنا تكمن قيمة الحضور؛ لأنه حضور ذهني يتم عبر استحضار غياب بوساطة عناصر حاضرة تحيل إلى ذلك الغياب الذهني في ظل سياق معرفي يتحرك تحته النص أو الخطاب.
وهذا ما أكده الفلاسفة من قبل، إذ إن الحضور عندهم نوعان: مادي، ومعنوي، ويُمثل المادي وجود الشيء بالفعل في مكان معين، أما المعنوي فهو الحضور الذهني وهو أن تكون صورة الشيء موجودة في الذهن يدركها إدراكاً مباشراً أو إدراكاً نظرياً، أو أن يكون الذهن شاعراً بحضور الشيء(8 )، كون التصّور الذهني هو المحك الأساسي الذي عليه تبنى اللغة وبه تتفاعل(9 )، وكذلك نجد هناك اهتماماً بقضية الحضور والغياب عند الفلاسفة العرب منهم (أبو حيان التوحيدي) عند حديثه عن الصورة، إذ قسمها إلى أنماط ثنائية عدة، منها صورة غائبية وشاهدية إذ قال: ” والعبارة عن الشاهد مقصورة على وجدان المشاعر، والعبارة عن الغائب مقصورة على ما تغلَّق على المشاعر، وفي الغائب شاهد هو الملحوظ من الغائب، وفي الشاهد غائب هو المبحوث عنه في الشاهد، فالشاهد غائب بوجه، والغائب شاهد بوجه، حتى إذا استجمعا لك كنت بهما في شعارهما”(10 )، ويضيف التوحيدي – موضحاً- أن الفكرة ليست ذاتية يتفرد بها وحده، بل هي اتفاق الفلاسفة عليها بالإجماع كقوله: ” والإلهيون من الفلاسفة هم الذين جمعوا بين هذين النعتين، وعلوا هاتين الذروتين، فتوحدوا عند ذلك بخصائصهم، وانسلخوا عن نقائصهم، فلو قلت ما هؤلاء بشر كنت صادقاً “(11 ).
ولا شك في أن التنظير الفلسفي يخدم التطبيق الأدبي؛ لأنه قد جعل من الحضور نظاماً تواصلياً بين المادي (الواقعي) والمعنوي (الذهني) التخييلي، وبقدر ما يتحقق من نجاح على مستوى التواصل يتم القبض على المرجع الغائب ولا ننسى أن الحضور بوصفه مصطلحاً أدبياً يحيل على نظرية المعرفة( 12)، إذ يمكن اعتبار التواصل، من وجهة نظر ما، نقلاً لـ(المعرفة) من لحظة تعبير إلى أخرى، في موضوع نتحدث عن إنتاجه وتلقيه في حضوره وغيابه(13 )، إذ عن طريقه تنقل ” الأخبار بواسطة العلامات والإشارات من مرسل إلى متلقٍ، عبر قناة ما … وتُعد وظيفة التواصل وظيفة إنتاج الدال، وتتوجه إلى متلقي خبراً، في تعارض مع وظيفة التعبير “( 14)، بمعنى أنه يحيل إلى دال معين يتفق وسياق البنية الكبرى للخطاب على الرغم من حضور دوالٍ عدة تتفق مع التعبير المباشر، وهذا ما يجعل من هذه العلامات والإشارات حضورَ شكلٍ مكثف الدلالة، لذلك يمثل الحضور في النص أو الخطاب عموماً الكلمة، أو الصوت، أو الانفعال، أو العلامة، أو البنية السطحية، أو السلوك، أو الإشارات التاريخية والتراثية والاجتماعي والفكرية لتحيل على غياب خفيّ أو إيحائيّ(15 )؛ لأن النص ” يقدم نفسه بوصفه ظاهرة لغوية بالدرجة الأولى ولهذا يتعين معالجته وتحليله في إطار نظرية التواصل. وهنا يجب الأخذ بعين الاعتبار كل ظروف وعناصر الموقف التواصلي والملابسات التي تحيط بالفعل التواصلي “(16 )، إذ يلاحظ أن التحليل السيميائي للدلالة وللخطاب يكشف عن عدد كبير من العلامات عندما تلتقي عناصر الخطاب كلها في وحدة كبيرة تضم المرسل والمتلقي(17 ).
لذلك نجد أن هذا الطرح قد أكد ” ظواهرية النص (النص الظاهر) من جهة، ومن جهة ثانية تعطينا صورة عن كيفية تمظهره واحتوائه لكل عناصر المقام التواصلي من مرسل ومتلقٍ ورسالة وسياق سوسيو_تاريخي وشفرات ورموز ثقافية … وما يجمع هذه العناصر كلها هو هذا المظهر اللغوي المكون من مجموعة من العلامات اللغوية التي تتفاعل فيما بينها عن طريق علاقات معنوية أو عن طريق دلائل لغوية مثل الفصل والوصل والعطف والحذف وغيرها من الوسائل التقنية “(18 )، ويعد الرمز عنصراً من عناصر الحضور كونه ” علامة، تحيل على موضوع، وتسجله طبقاً لقانون ما “(19 )، وهو ” كل ما يحلّ محل شيء آخر في الدلالة عليه لا بطريقة المطابقة التامة وإنما بطريقة الإيحاء أو بوجود علاقة عرضية أو متعارف عليها “(20 ) ؛ لأنه يمثل ” الحضور المضغوط في دالّ محدد ينتقل في بنائه لدلالات تتوالى وتتتابع أفقياً وعمودياً نحو بناء تشكيل مفهومي دلالي للنص يمنحه قوة التأثير والجذب والإبهار، إذ يطول صدى الاستفهام دون الوصول إلى نقطة للتعبير أو حد للإيحاء تنتهي عنده الدلالة “(21 )، إذ يبقى التأويل متجدداً عبر ثقافة المتلقي والمنهج التحليلي للنص، فحضوره_أي الرمز_ بمثابة المفتاح للولوج إلى عالم الأشياء الغائب فهو الوسيط الذي يوصل إلى المعنى الغائب(22 ).
والحضور في النص الأدبي يختلف من جنس أدبي إلى آخر؛ لأن الأدب ” تعبير عن تجربة، وهي ما يعرض للإنسان من فكر أو حادث أو إحساس “( 23)، لذلك يقوم الحضور بالإحالة إلى تلك التجربة التي استقى منها الأديب عن طريق عناصر خاصة في كل جنس أدبي، ففي النص الشعري يمثل الحضور عناصر الشعر من وزن وقافية وصور مجازية مكثفة وموسيقى داخلية توازي الخارجية ( القافية)…الخ، أما في النص السردي _ الروائي تحديداً وهو موضوع الدراسة_ فيكمن الحضور في: الشخصيات/ الأحداث/ الفضاء الزمكاني، فالحضور إذن هو ” تصوير وتكوين، حيث تترى الأحداث وتشكل الشخصيات فيما بينها مجموعات متقابلة متدرجة، وتتآلف الكلمات داخل علاقة دلالية بقوة البنية… تتجاور معه وتتركب به “(24 ).
ثم إن الحضور في النص يرادف النص الظاهر وذلك عندما ميّز علماء النص ” بين مستويين من مستويات النص: المستوى الظاهري وهو ما يطابق في النحو التوليدي المستوى السطحي، ومستوى تولد المعنى وتناسله عبر طبقات المعنى وهو ما يطلق عليه في النحو التوليدي المستوى العميق للبنية، وهما في الحقيقة، متكاملان، وأن الفصل بينهما لا يتم إلا لأغراض منهجية، ويمكن تشبيهها بالدال والمدلول اللذين لا انفصام بينهما، إذ تستحيل دراسة عنصر دون آخر إلا إذا كان ذلك مجرد افتراض “(25 )، ولا سيما أن النص ” فضاء متعدد الدلالة، تتقاطع فيه عدة معان ممكنة “( 26).
والنص الظاهر تحديداً ” مساحة ظواهرية محسوسة ندركها بحاسة البصر، وكمعطى أولي، ويشبه في تشكيله بالنسيج المتشكل من رموز تشكيلية يهدف إلى تثبيت معنى معين والعمل على إقراره وإعلانه كمعنى وحيد “(27 )، ونحن في دراستنا هذه لا نقوم على الفصل بينهما إلا لسياقات البحث الإجرائي لمفهوم كل منهما على حدة، وحتى الدراسات التي أخذت النص الغائب _سواء كان تناصّاً أم غيره_ موضوعاً لها فإنها تعتمد على البنية الشكلية للنص اعتماداً كلياً؛ لأنه لا يتم الولوج إلى الغائب من النص إلا به، ويساعد هذان المفهومان على الصياغة الشكلية للنصوص والتعامل معها بوصفها أنظمة منطقية شكلية؛ لأن النص الظاهر هو المجال الذي تتم فيه العمليات اللسانية والتركيبية والمنطقية، أي تناول المظهر اللغوي ومختلف تجلياته، ثم إن الحديث عن أحدهما يعني بالضرورة الحديث عن الثاني ضمناً أو صراحة، وهذا ما يؤكد العلاقة المتينة بين المفهومين وتلازمهما؛ لأن النص بوصفه ظاهرة لغوية يشكل جزءاً من النظام اللغوي الذي ولده؛ كونه منتوجاً إبداعياً هدفه التعبير عن معنى(28 )، لذلك نجد أن الحضور وحده ليس كافياً للوصول إلى المعنى الدقيق؛ لأن ” قيمة الصوت أو الكلمة أو الوحدة ليست في ذات أي واحدة منها ولكن فيما تؤديه من وظيفة تُنشئها العلاقة فيما بينها وبين سواها من الأصوات والكلمات أو من علاقتها مع محيطها.والقارئ هو ركيزة هذا المحيط “( 29).
إذ أصبح الحضور يعتمد على آليات عدة منها بيان جنس العمل الأدبي، بمعنى حضور عناصر تحيل العمل الأدبي على جنس معين، فضلاً عن تقديم المادة التي يحملها العمل الأدبي التي بدورها تعتمد على آليات شكلية تساعد في إنتاج المعنى.
والرواية بوصفها نصاً لغوياً تخييلياً مركباً من مرجعيات وتيارات، لا يمكن لها أن تنمو وتتطور وتستمر ما لم تكوّن علاقات مفتوحة، مع كل شيء لغوي ورمزي، لذلك فالنص الروائي يرتبط بمجموعة عناصر، تعمل على تشكيل متخيله والتنويع عليه. فالآخر والذات والتاريخ والمجتمع واللغة عناصر يتحكم فيها بناء صورة المثاقفة ومساءلة الذات والأنساق التاريخية والمعطيات والتبدلات الحاصلة في القيم والسلوكيات والعلاقات والرؤى داخل المجتمع، وما رافق ذلك كله من تطويع للغة ودلالاتها(30 ).
ومن هذا المنطلق تم تناول رواية (نبوءة فرعون)(*) لميسلون هادي وهي تتحدث عن جيل من تاريخ العراق، وهو جيل العقد الأخير من القرن العشرين، إذ تبدأ الرواية بحرب (1990م) نتيجة غزو العراق للكويت الذي دفع العدوان الثلاثيني بقيادة أمريكا شنّ هجمته على العراق وما خلّفه العدوان من ضحايا تمثلت بآلاف العراقيين الأبرياء، وينتهي زمن الرواية بحرب (2003م) من العدوان نفسه بذريعة أسلحة الدمار الشامل.
إذ يعمل الزمن الخارجي على تأطير زمن الأحداث التي اتخذت الأرض العراقية ساحة لرسم المشكلات التي يعاني منها الشعب العراقي، وهي القتل والفقد والقلق والخوف، الحروب التي تركت البيوت تضجّ بالأرامل، ومن هنا جاء إسقاط (نبوءة فرعون) بكل ما تحمله دلالة القص القرآني من استحياء فرعون للنساء وقتل الأطفال الذكور خوفاً من النبوءة التي تقتضي بقدوم طفل سينتزع العرش منه.
وتقوم الرواية على شخصيات عدة، حتى تروي ما حلّ بأسرة منصور ماشي السالم الذي يُقتل في الحرب الأولى على العراق، وتتكون أسرة منصور من زوجاته الثلاث وهن: زوجته الأولى هنية، وأبناؤها الذكور: صلاح وفلاح ونجاح وتوفيق، وابنتاها: شاكرين وصابرين، وزوجته الثانية ختام، وأبناؤها: عدنان وقحطان ونعمان وغسان وعمران وعبد الرحمن، وزوجته الثالثة بلقيس: وابنها: يحيى، فضلاً عن أسرة الجار الفنان عبد الملك وبناته: ملائكة وناي وليلك، والفضولية: كحيلة، والأب والابن والمستشار، مشيرةً إلى التدخل الأمريكي في غضون الرواية وهو ما يرمز إلى الفرعون، إلا أن أهم هذه الشخصيات هي شخصية (يحيا) وهي شخصية بطل متحول، تُولد في عام الضربة الأولى بعد أن كان أبوه يخوض الحرب بين أرض الكويت وأرض العراق، غير أنه ذهب ولم يعد إلا وهو مقتول، فنشأ يحيا يتيم الأب بعد ولادته بيومين، وتركت الزوجات الثلاث في ساحة الحرب أرامل بعد أن فُقد النصر منهن، ومن هنا يصبح يحيا لافتاً لنظر الأسرة بذكائه وحدسه الذي يستبق الأحداث قبل وقوعها على الرغم من أنه بقي يصارع الكلام لخمسة أعوام مضت، غير أنه بذكائه هذا يشكل تهديداً لأمريكا التي كانت تتابعه عبر أقمارها الاصطناعية، ما دفعها إلى العمل الحثيث في البحث عن وسائل لقتله، غير أنها لم تفلح بذلك، إذ كان الأب/ بوش قبل أن يولد يحيا يسأل مرآته عن أقوى الرجال في هذه المعمورة فتجيبه بأنه الأقوى، ثم بعد ولادة يحيا تصمت وتشير إلى مواطن الخطر بقولها: (قِ نفسك من الجاهل يحيا) وهذا بحد ذاته يعد ذريعة في التخلص من يحيا لكونه مصدرَ تهديد لهذا العرش/ أمريكا، ليظهر في آخر الرواية في مرآة الجدار عندما كان الابن ينظر إليها، ثم تنهي الرواية بدلالة مفتوحة تتناص مع القرآن الكريم عبر قصة موسى _عليه السلام_ وبعض القصص الأخرى، التي هُجنت شخصية يحيا بها ومنها قصة زكريا ويحيى _عليهما السلام_ وعقيدة المهدي.
إن فاعلية النص المدروس(نبوءة فرعون) وتوصيفه بالخطاب الأنثوي؛ لأن أحداث الرواية تدور حول الشخصيات الأنثوية وتغييب الشخصيات الذكورية بأسباب مختلفة، إذ يموت منصور ماشي السالمدار/ الزوج بفعل الحرب، ويموت الجار الفنان عبد الملك بعد نهاية النصف الأول من الرواية، بعد أن حاول الفوز بقلب بلقيس بعد موت زوجها غير أنه ظل مراوغاً معها، وهو ما يمثل شريحة من الرجال اشتهرت في زمن الحرب بالتقاط الأرامل، فضلاً عن أولاد هنية صلاح وفلاح ونجاح الذين هاجروا إلى أوربا، وأولاد ختام عدنان وقحطان ونعمان وغسان وعمران وعبد الرحمن الذين تركوا بغداد ساحة أحداث الرواية وارتحلوا إلى البصرة ولم يشتركوا بأحداث الرواية، إذ اقتصرت الروائية على ذكر أسمائهم فحسب، وهذا ما نتج عنه اقتصار أحداث الرواية على الشخصيات الأنثوية وبيان مدى فاعلية الأنثى الأم عندما يُفقد ولدها بكيفية مجهولة(خرج ولم يعد)، والزوجة عندما يفقد زوجها، والبنت عندما تفقد أباها بفعل الحرب
(2/ب) الغياب لغةً واصطلاحاً
جاء لفظ الغياب في المعاجم العربية تحت مفردة (غيب)، وهو: ” كل مكانٍ لا يُدرَى ما فيه فهو غيبٌ، وكذلك الموضع الذي لا يُدرَى ما وراءه، وجمعُهُ غيوبٌ “( 1)، وأضاف ابن فارس “الغين والياء والباء أصل صحيح يدل على تستر الشيء عن العيون، ثم يقاس، من ذلك الغَيب: ما غاب مما لا يعلمه إلا الله، ويقال: غابت الشمس تغيب غيبةً وغيوباً … وأغابت المرأة فهي مغيبة إذا غاب بعلها “(2 )، فالغياب هنا يدل على الإبطان والتخفي والأفول، ومنه ما يتعلق بأمر الغيب الذي يعلمه الله وحده، وأجمل ابن فارس ذلك بقوله: ” الغيب كل ما غاب عنك”(3 )، وأورد الزمخشري اللفظ على الضدية إذ قال: ” أنا معكم لا أُغايبكم، وأراهم يتشاهدون مرةً ويتغايبون أخرى، وأوحشتني غيبة فلان … وفلان حسن المحضر والمغيب”(4 )، وجاء في لسان العرب ” الغيب الشكّ وجمعه غيابٌ وغيوبٌ … وهو كل ما غاب عن العيون، سواء كان محصّلاً في القلوب أو غيرَ محصّلٍ … وغاب عني الأمر غَيْباً، وغِياباً، وغَيْبَةً، وغَيْبُوبَةً، وغُيُوباً، ومَغَاباً، ومَغِيباً، وتَغَيَّبَ: بَطَنَ وغَيَّبَهُ هُوَ، وغَيَّبَهُ عَنْهُ … وقولُهم: غَيَّبَهُ غَيَابُهُ أي دُفِنَ في قَبْرِهِ “(5 )، وجاء بالتخفيف مناقضاً للظهور نحو:” بدا غَيْبانُ الشجرةِ، وهي عُرُوقُها، التي تَغَيَّبتْ في الأرضِ، فحفرتَ عنها حتى ظهَرتْ “( 6)، ومن الملاحظ أن اللفظ لم يخرج عن معاني الستر والتخفي والإبطان، والغيب المطلق الذي لا يعلمه إلا الله، ووجوده مرتهنٌ _كذلك_ بالحضور والظهور وهذا ما يجعل العلاقة مرتهنة هي الأخرى بين اللفظتين؛ لأن الغياب خلاف الشهود والحضور، بما فيه من التواري عن الأنظار وغياب الشيء في الشيء.
أما الغياب في الاصطلاح فيشترك في أكثر من مجال معرفي، ففي الفلسفة هو” ضدّ الحضور والشهود، وهو أن لا يوجد الشيء في المحل الذي يعدّ وجوده فيه طبيعياً أو سويّاً “(7 )، وهذا ما يجعل الغياب حسيَّا، في حين يعني في علم النفس ” غيبة القلب عن علم ما يجري من أحوال الخلق، بل من أحوال نفسه بما يرد عليه من الحق إذا عظم الوارد واستولى عليه سلطان الحقيقة فهو حاضر بالحق غائب عن نفسه وعن الخلق “( 8)، وهو حضور وجودي مع غياب عن المحيط؛ نتيجة التركيز.
ثم إن وجود الغياب بوصفه مفهوماً ليس حديثاً، بل له جذور قديمة ولا سيما عند عبد القاهر الجرجاني في حديثه عن نظرية النظم وقضية معنى المعنى، عندما قسّم الكلام على ضربين: الأول مباشر، إذ يقول فيه ” أنت تصل منه إلى الغرض بدلالة اللفظ وحده، وذلك إذا قصدت أن تُخبِر عن (زيد) مثلاً بالخروج على الحقيقة، فقلت (خرج زيد) “(9 ) ،أما الضرب الثاني وهو الذي يحمل ثيمته الأدبية؛ لأنه يحمل دلالة الغياب عبر الاستعارة والكناية والتعريض، كون المعنى الظاهر وسيلة للوصول إلى المعنى الثاني الخفي المقصود، إذ قال في هذا الضرب: ” أنت لاتصل منه إلى الغرض بدلالة اللفظ وحده، ولكن يدلّك اللفظ على معناه الذي يقتضيه موضوعه في اللغة، ثم تجد لذلك المعنى دِلالَةً ثانية تصل بها إلى الغرض”(10 )، ثم يورد أمثلة لهذا الضرب تعزز تنظيره وتجعلنا وكأننا أمام مفهوم الغياب في النقد الأدبي الحديث من ذلك قوله: ” أو لا ترى أنك إذا قلتَ: (هو كثير رماد القدر)، أو قلت: (طويل النجاد)، أو قلت في المرأة: ( نؤوم الضحى)، فإنك في جميع ذلك لا تُفيد غرضك الذي تعني من مجرد اللفظ، ولكن يدل اللفظ على معناه الذي يوجبه ظاهره، ثم يعقل السامع من ذلك المعنى، على سبيل الاستدلال، معنىً ثانياً هو غَرَضُك، كمعرفتك من (كثير رماد القدر) أنه مضياف، ومن (طويل النجاد) أنه طويل القامة، ومن (نؤوم الضحى) في المرأة أنها مُترفة مخدومة، لها من يكفيها أمرها “(11 )، إذ جعل من المعنى الأول وسيلة للوصول إلى المعنى الثاني، عبر شفرة خاصة يؤطرها السياق بين المرسل والمتلقي.
أما دلالته في الأدب فتأخذ حيزاً واسعاً؛ كونه المبحوث عنه والمسكوت عنه في النص، سواء أكان هذا المسكوت إرادياً أم غير إرادي، فبوصفه ” مصطلحاً يحيل على ثنائية مقولة: (الحضور/ الغياب)، ويقوم (الغياب) بمفصلة عالم الوجود السيميائي، ويطبق الغياب (المحور البراديغماتي)(*) للغة عبر ما يطلق عليه الوجود الحقيقي “( 12).
ويظهر الاهتمام بالغياب في النص الأدبي ولا سيما النص الروائي واضحاً؛ لأن غياب بعض الأشياء يُعدُّ من المفاتيح الأساسية لفهم الرواية أو لبنائها، بل ويمثل ما يراه (فرويد) من أنه حيلة الوعي في تحاشي ما لا يستطيع أن يواجهه، من هنا يبعث على الإحساس بأهمية شيء ما بسبب غيابه أو عدم وجوده(13 )، وعبر البحث والتحليل فإن العناصر الغائبة عن النص ستصبح على قدر كبير من الحضور إذا ما كشفت وربطت، وهذا ما يجعلها أكثر حضوراً من العلاقات الحضورية نفسها، وكأننا أمام نص جديد، تمنحنا قراءته لذة إعادة كتابته وإنتاجه على نحو مختلف( 14)؛ لأن العمل الأدبي ” تعبير عن شيء ما، وغاية الدراسة الوصول إلى هذا الشيء”( 15)، الذي يقف وراء اللغة ” مما تحدثه الإشارات من موحيات لا تظهر في الكلمات، ولكنها تختبئ في مساربها “(16 )، على اعتبار أن النص ” نظام إشاريٌّ والإحالة إلى الواقع ثانوية والفاعلية النصية لا علاقة لها بتطابق الأدلة والأشياء “(17 )، وهذا ما يجعل من النص ثريّ التأويل، يختلف من قارئ إلى آخر، غير مقيد بمعنى مفرد بل ” هو يفصل المتلاحم ويجمع المتباعد “(18 ).إذ لا تكتفي الدلالة ” عند حد ما هو حاضر وظاهر من هذا البناء في النص الأدبي، وإنما تتجاوزه إلى سبر ما هو خفي وضمني “( 19)، وهذا ما يجعل للغياب خصوصيةً فاعلةً في النص الأدبي، لما فيه من الابتعاد عن المباشر والتوضيح ليجعل من القارئ عنصراً فاعلاً فيه، يتولى عملية إتمام النص عبر البحث عن المفقود منه، فالغياب “في الأعمال أكبر من الحضور، والغموض أنفذ من الوضوح، والنقص ألذُّ من الكمال، والقارئ هو صفحة البياض الذي يكتب النص فيها جسده “(20 ).
من الواضح أن اللغة السردية تختلف عن اللغة العادية فهي لغة تتصف بالشعرية: بوصفها ” تعتمد على التصوير الاستعاري، وتوظيف الألفاظ والرموز الموحية المتعددة الدلالات، واللغة النابضة بالإيقاع والتلوين البياني والبديعي مع استثمار اللغة الإيحائية، بقصد خلق الوظيفة الشعرية والجمالية، فضلاً عن استغلال الزمن بين زمن الحدث وزمن السرد”(21 )، فهي لغة تقترب من عالم الشعر وتميل إلى الاكتناز، وكأن الغياب بؤرتها الفاعلة أو الخطاب المراد توصيله بوساطة حضور بعض العناصر التي تستخدم بوصفها وسائلَ بين النص والقارئ(22 ).
لذلك فإن الخطاب الأدبي يقوم على وظيفة التواصل، إذ تصبح المسافة بين النص والقارئ مسافة جمالية يتحول بموجبها الخطاب عن سياقه الإخباري المباشر إلى تقديمه وظيفة تأثيرية جمالية عبر اللغة(23 )؛ لأن الوظيفة الإخبارية ليست الغاية الوحيدة للنص بل تصل هذه الوظيفة إلى المتلقي في إطار جمالي، وهذا ما جعل من الدلالة مرتبطة بـ ” نظرية التوصيل التي تقتضي وجود جهاز ثلاثي هو المتكلم…، والمتلقي، قارئاً أو سامعاً، ثم الحدث اللغوي الذي يتعلق بالحقائق المطروحة في المجال الكلامي، ويضاف إلى ذلك الرمز اللغوي بأبعاده الدلالية، إذ يقوم بمهمة إحضار صورة المخزون اللغوي إلى مجال التخاطب، وكل هذه المظاهر توحي بأن الذات المتكلمة تخترع لغتها الخاصة بها، على الرغم من أن المخزون له ارتباطاته الوضعية، لكن طبيعة التركيب تعطي عطاءً دلالياً متجدداً عبر التكوينات المتنوعة للعلاقات القائمة بين المفردات “( 24)، أي أن الرمز اللغوي هو بمثابة الجسر الذي يوصل إلى الدلالة المحددة التي تكمن خلفه، والنص الغائب هو كل ” ما لم يقله النص مباشرة ولكنه يوحي به، هو ما لم يذكره النص، ولكنه يتضمنه وهو كذلك ما لم يصرح به ولكنه يثيره. والبحث في النص الغائب يرتكز على البحث فيما وراء النص الحاضر بشكل أساسي من خلال استحضار الرموز والدلالات والإشارات التي تستنبط من النص الحاضر لإعادة بنائه وترتيبه وتركيبه تمهيداً لفهمه على أفضل شكل ممكن “( 25).
إن تمثيل ظاهرة الحضور والغياب هي رصد لفعاليات عناصر الخطاب وآلياته التي تتضافر لرصد الدلالة وراء توظيف علاقة الحضور والغياب التي باتت ضروريةً لفهم معنى العمل الأدبي وإنتاج دلالته، وبقدر ما تكون جدلية الحضور والغياب قوية بقدر ما يكون النص الأدبي قوياً ومعبراً؛ لأن النص الغائب يشكل بُعداً هاماً في النص الحاضر الذي لا يمكن فهمه إلاّ بالرجوع إلى النص الغائب(26 ).
إن النص الأدبي له فضاء غير محدود تكون بدايته الحضور ونهايته الغياب الذي هو غير محدد بذاته، وبين هذين القطبين يتكون فضاء يتراوح بين الحسّي والمعنوي بين الجلي والخفي، وعبر هذه الثنائيات يكتسب النص شعريته فيصبح حضوره هو اللغة والآليات الشكلية التي تحدّد معالمه كالحوار والفضاء الزمني والمكاني والحدث _كما في النص السردي_ والتوزيع المعنوي والتركيب النحوي وتصبح العلاقات الأساسية على مستوى أعمق مشكلة الرّؤيا الكلية للوجود(27 )، فالحضورُ هو التشكيلُ أو بناء النص كما يصفه (تودوروف) أما الغياب فهو المعنى والترميز الذي يُحيل إليه النص، إذ إن هناك عناصر غائبة من النص، لكنها إلى حدٍّ كبير حاضرة في الذاكرة الجماعية لقرّاء مدة معينة، وهذه العلاقات تختلف في طبيعتها ووظيفتها معاً(28 )، وعبر هذه المفاهيم لعلاقات الحضور والغياب ” اللذين نزّلهما الفلاسفة مدار التأمل فإنهما يبطنان قضية شغلت النقاد العرب القدامى وعلماء البلاغة وهي قضية اللفظ والمعنى التي تشكل العمود الفقري لتاريخ النقد العربي والإنساني وهي الثنائية الأبدية للشكل والمضمون، فتارة يأخذ هذا العلوّ وتارة يأخذ الآخر الصدارة “(29 ) أما الوظيفة المشتركة في علاقات الحضور والغياب فهي اللغة التي تُعد ” الأداة التي يستعملها الأديب وهي هدف النص الأدبي في الوقت ذاته. ولهذا فإننا إذا أردنا أن ننزّل هذه القضية منزلة الخطاب الأدبي فإننا لا يجب أن نغفل الجانب اللغوي الذي هو أداته وغايته “(30 ).
ومن مميزات اللغة بوصفها وسيلة للتخاطب والتفاهم بين الناس أنها ” مؤسسة تتطلب ممارستها الوعي بحدودها إذ تقوم على تناقض أساسي: هي وسيلة الإنسان في التعبير أَوجدها لينزل المجهول مرتبة المعلوم وينتصر على السر في الكون وفي ذاته، ويصارع بها قوى النسيان والتكتم وجعل ما وراء الطبيعة معطى طبيعياً موضوعياً “(31 )، وبذلك تكون لغة الحضور المباشرة والسطحية (الأفقية)، بينما تكون لغة الغياب الترميز والإيحاء (العمودية)، وهذا ما يجعل ” قيمة الغياب مشروطة كلياً بقيمة الحضور “(32 ).
لذلك نحن نتفق مع الدكتور (صلاح فضل) عندما أدرك ثلاثاً من المشاكل التي تواجه التحليل الأدبي تحت هذا المضمار: ” أولها يتصل بالمظهر اللغوي للنص، والثاني بالجانب النحوي _بالمعنى الشامل لهذه الكلمة الذي يتضمن علاقات الحضور_ والثالث بالجانب الدلالي الذي يمس بطبيعة الحال علاقات الغياب “(33 )، إذ لا يمكن توجيه معنى الحضور المباشر إلا عند استحضار النص الغائب، فكل منهما يسد النقص في الثاني والتفاعل معاً لإنتاج المعنى الدقيق.
وتشترك علاقات الحضور والغياب مع علاقات التأليف والاختيار وتكون علاقات التأليف هي التي ” تتحرك (أفقياً) وتعتمد على التجاور بين الوحدات المؤلفة. وهذا بحكم الصلة بين هذه الوحدات حيث تكون صلة تآلف تبادلية أو صلة تنافر مما يجعل التأليف ممكناً أو غير ممكن”( 34) وهذا ما يمثل اشتراك الحضور، إذ نرى أن الكلمة تفرض سابقتها على حساب المعنى الذي انبجس منها كونها _أي الكلمة _ تؤسس وظيفتها بعلاقاتها بمجاوراتها مما سبق عليها ومما لحقها من الكلمات. وهذه العلاقة تتكون بشكل تدريجي مع كل كلمة تبرز في الجملة لتكون أخيراً مجموعة علاقات تجاورية وهي وظيفة الوحدة ثم إن الذي يجمع بين الكلمة والأخرى هو قابليتهما على التجاور على الرغم من أن العلاقة تقوم على المغايرة بين الكلمات في الوحدة، وأنها تختلف عن جارتها في خصائصها كلها(35 )؛ لأن النص المختلف هو ذلك النص ” الذي يؤسس لدلالات إشكالية، تتفتح على إمكانات مطلقة من التأويل والتفسير. فتحفز الذهن القرائي وتستثيره ليدخل النص ويتحاور معه في مصطرع تأملي يكتشف القارئ فيه أن النص شبكة دلالية متلاحمة من حيث البنية، ومتفتحة من حيث إمكانات الدلالة “(36 ) وهذا ما يجعل القراءة للنص متجددة، تواكب كل عصر.
أما الاختيار ” فهي علاقات (غياب) وهي ذات طبيعة إيحائية تقوم على إمكانية الاستبدال على محور (عمودي). فكل كلمة في أية جملة هي (اختيار) حدث من سلسلة عمودية من الكلمات التي يصح أن تحل محلها “( 37) ؛ لأن التحليل الأدبي ” يقوم دائماً على أننا حين نحلل النص يجب أن ننظر إلى الغائب عن النص بقدر ما ننظر إلى الحاضر فيه؛ لأن (غياب) شيء سيبين لنا أسباب (حضور) شيء معين “(39 )، وهذا ما يجعلنا ننظر إلى خصوصية الخطاب واختيار الألفاظ لمعرفة الغائب من النص. لأن النص الأدبي ولا سيما الروائي يبحث عن قول الشيء دون أن يقال، ومن ثم فإن الحضور والغياب هو ” أمر نسبي يتفاوت في قيمته من رواية لأخرى ومن جيل لآخر ومن علاقة لأخرى، والرواية هي ذلك الجنس الأدبي الذي يعتاش على كل ما يتوفر له من جوانب الحضور والغياب، ليصنع مأساويته المختلفة والمتفاوتة بين التأزم العالي للعلاقة الوطيدة مع الغياب، وبين تدهور تلك العلاقات تدريجياً في طيات الرواية المكتوبة “(40 )، وعبر البحث عن الغياب خلف الوجوه والعناصر الحاضرة يكتشف القارئ أن الغياب ” الذي يعقبه حضور الغائب قد عمق زمناً آخر خارج إطار التسلسل الزمني للرواية المنظورة … وهذا الزمن الآخر هو الذي يجسم الرواية فيصنع لها عالماً مستتراً وراء الأحداث الحاضرة “(41 )، ومن ثم تصبح العلاقة بين الحضور والغياب علاقة سببية تعالقية، تعمل كل منهما لإنتاج الأخرى.
هوامش فقرة الحضور لغة واصطلاحا:
1- تهذيب اللغة، أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (370هـ)، تح: عبد الكريم الغرباوي، راجعه: محمد علي النجار، الدار المصرية للتأليف والترجمة، القاهرة، ج4، مادة (حضر)/ 199_200.
2- معجم مقاييس اللغة، أبو الحسن أحمد بن فارس بن زكريا (395هـ)، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1، 2001 مادة (حضر)/ 251.
3- المحكم والمحيط الأعظم في اللغة، علي بن إسماعيل بن سيدة (458هـ)، تح: عائشة عبد الرحمن، ط1، 1958، ج3، مادة (حضر)/ 85.
4- ينظر: أساس البلاغة، جار الله أبو القاسم محمود بن محمد الزمخشري (538هـ)، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1، 2001، مادة (حضر)/ 148_149.
5- ينظر: مختار الصحاح، محمد بن أبي بكر الرازي(666هـ)، مكتبة لبنان، بيروت
1985 مادة (حضر)/ 60.
6- لسان العرب، ابن منظور محمد بن المكرم بن أبي الحسن بن احمد الأنصاري (711هـ) تح: عبد الله علي الكبير، محمد أحمد حسب الله، هاشم محمد الشاذلي، دار المعارف، القاهرة، مج2، ج10، مادة (حضر)/906.
7- المعجم الفلسفي، جميل صليبا، دار الكتاب اللبناني، بيروت، ج1/ 478.
8- ينظر: المعجم الفلسفي/ 478.
9- ينظر: الموقف من الحداثة ومسائل أخرى، عبد الله محمد الغذامي، ط2، 1991/ 70.
10- الإمتاع والمؤانسة، علي بن محمد بن العباس أبو حيان التوحيدي (414هـ)، تح: أحمد أمين، أحمد الزين، مصر، ج3، 1953/ 143.
11- م. ن/ 143.
12- ينظر: معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة (عرض وتقديم ومقارنة)، سعيد علوش، دار الكتاب اللبناني، بيروت، ط1، 1985/ 68.
13- ينظر: معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة / 148.
14- م. ن/ 229_230.
15- ينظر: النص الغائب دراسة في جدلية العلاقة بين النص الحاضر والنص الغائب، أحمد الزغبي، الأردن، مجلة أبحاث اليرموك (سلسلة الآداب واللغويات) مج12، ع1، 1994/ 225.
16- نظرية النص، من بنية المعنى إلى سيميائية الدال، حسين خمري، الدار العربية للعلوم ناشرون، منشورات الاختلاف، الجزائر، ط1، 2007/ 239.
17- ينظر: التركيب اللغوي للأدب، لطفي عبد البديع، نهضة مصر، القاهرة،1970/ 52.
18- نظرية النص، من بنية المعنى إلى سيميائية الدال/ 239_240.
19- معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة/ 101.
20- معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب، مجدي وهبة، كامل المهندس، مكتبة لبنان، بيروت، ط2، 1989/ 181.
21- الحضور والغياب في شعر محمود درويش (لماذا تركت الحصان وحيداً) نموذجاً، غزوان عطية وردي، إشراف: د. عبد الستار عبدالله صالح، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة الموصل، 2009/ 9.
22- ينظر: معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة/ 102.
23- قواعد النقد الأدبي، لآبر كرومبي، تر: محمد عوض محمد، القاهرة، 1926/ 25.
24- نظرية البنائية في النقد الأدبي، صلاح فضل، دار الآفاق الجديدة، بيروت، ط3، 1985/ 205.
25- نظرية النص، من بنية المعنى إلى سيميائية الدال/ 237.
26- النص الغائب، تجليات التناص في الشعر العربي، محمد عزام، اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 2001/22.
27- نظرية النص، من بنية المعنى إلى سيميائية الدال/ 242.
28- ينظر: نظرية النص، من بنية المعنى إلى سيميائية الدال/ 237 _239.
29- الخطيئة والتكفير من البنيوية إلى التشريحية، نظرية وتطبيق، عبدالله الغذامي، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، ط6، 2006/ 35.
30- ينظر: مرايا التأويل تفكير في كيفيات تجاور الضوء والعتمة، شعيب حليفي، دار الثقافة، الدار البيضاء، المغرب، ط1، 2009/ 8.
*- نبوءة فرعون، ميسلون هادي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط1، 2007.
هوامش فقرة الغياب لغة واصطلاحا :
1- تهذيب اللغة، ج8، مادة (غيب)/ 214.
2- معجم مقاييس اللغة، مادة (غيب)/ 779.
3- مجمل اللغة، أبو الحسن أحمد بن فارس بن زكريا (395هـ)، راجعه ودقق أصوله: محمد طعمه، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1، 2005 مادة (غيب)/ 495.
4- أساس البلاغة، مادة (غيب)/ 549.
5- لسان العرب، مج5، ج37، مادة (غيب)/ 3322.
6- م. ن، مج5، ج37، مادة (غيب)/ 3322.
7- المعجم الفلسفي، ج2/ 130.
8- التعريفات، أبو الحسن علي بن محمد بن علي الجرجاني(861هـ)، المعروف بالسيد الشريف، الدار التونسية للنشر، تونس، 1971/ 87.
9- دلائل الإعجاز، أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الجرجاني (471هـ)، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط2، 2004/ 262.
10- م. ن/ 262.
11- م. ن/ 262.
*- والبراديغماتية: هي وجهة نظر بشأن المعنى، إذ ليس هناك شيء مميز للمعنى بحيث يكون دقيقاً ويشتمل على كل شيء سوى الاختلاف في التطبيق ، بمعنى هي التمسك بمعنى الحقيقة، أي تلك الأفكار التي يمكننا أن نستوعبها ونثبت صحتها وندلل على صوابها ونتحقق منها. ينظر: نظرية المعرفة (الابستمولوجيا)، بول ك. موسير، تر: مصطفى ناصر، بغداد، مجلة الثقافة الأجنبية، ع1، 2011/ 142_143.
12- معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة/ 159.
13- ينظر: المصطلحات الأدبية الحديثة، محمد عناني، الشركة المصرية العالمية للنشر _ ولنجمان، مصر، ط3، 2003/ 1.
14- ينظر: علاقات الحضور والغياب في شعرية النص الأدبي، مقاربات نقدية، سمير الخليل، دار الفراهيدي، بغداد، ط1، 2010/ 8.
15- الشعرية، تزفيطان طودوروف، تر: شكري المبخوت، ورجاء بن سلامة، دار توبقال للنشر، المغرب، ط2، 1990/ 22.
16- الخطيئة والتكفير/ 23.
17- شعرية القصة القصيرة جداً، جاسم خلف إلياس، دار نينوى، دمشق، ط1، 2010/ 18.
18- الشعرية/ 22.
19- الخطيئة والتكفير/ 22.
20- لذة النص، رولان بارت، تر: منذر عيّاشي، دار ولسوي، باريس، ط1، 1992/ 13.
21- الرواية العراقية وسردية الاختلاف (قراءة لوعي الذات والعلاقة مع الآخر)، محمد قاسم لعيبي، دار الفراهيدي، بغداد، ط1، 2011/ 182.
22- ينظر: م. ن/ 182.
23- ينظر: شعرية السرد في شعر أحمد مطر (دراسة سيميائية جمالية في ديوان لافتات)، عبد الكريم السعيدي، دار السياب، لندن، دار اليقظة الفكرية، دمشق، ط1، 2008/ 23.
24- جدلية الإفراد والتركيب في النقد العربي القديم، محمد عبد المطلب، الشركة المصرية العالمية للنشر_لنجمان، مصر، ط1، 1995/ 204.
25- النص الغائب دراسة في جدلية العلاقة بين النص الحاضر والنص الغائب/ 225.
26- ينظر: الظاهرة الشعرية العربية _الحضور والغياب_، حسين خمري، اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 2001/12.
27- ينظر: الحضور والغياب، إعتدال عثمان، القاهرة، مجلة إبداع، ع1، 1988/ 84.
28- ينظر: الشعرية/ 31، وينظر: نظرية البنائية في النقد الأدبي/ 306.
29- الظاهرة الشعرية العربية _ الحضور والغياب/ 13.
30- ينظر: م. ن/ 14.
31- المناهج اللغوية في دراسة الظاهرة الأدبية، حمادي صَمُّود، بغداد، الأقلام،
ع7، 1979/ 6.
32- حضور الشخصية الروائية وغيابها، مهند يونس، بغداد، مجلة الأقلام، ع6، 2002/ 10.
33- نظرية البنائية في النقد الأدبي/ 205.
34- الخطيئة والتكفير/ 36.
35- ينظر: الخطيئة والتكفير/ 36.
36- المشاكلة والاختلاف (قراءة في النظرية النقدية العربية وبحث في الشبيه المختلف)، عبدالله الغذامي، المركز الثقافي العربي، بيروت، ط1، 1994/ 6.
37- الخطيئة والتكفير/ 36.
38- الموقف من الحداثة ومسائل أخرى/ 63.
نشكر القائمين على موقع الناقد العراقي…. ان مصطلحي الحضور والغياب ينتعش اشتغالهما في ظل الخطاب الانثوي.. لان الكاتب يبحث عن راوٍ يتبنى طروحاته لا سيما اذا ما كان الكاتب انثى في البحث عن الصدق الفني…