الى روح الشهيدتين ( نوال بولص ، وأشواق النعيمي )
نوال :
يا حبيبي فيما أنت قلقاً تنظر ،
ساعة عودتي ، وعيناك ترقبان الباب
مد بصرك بعيداً هناك ، حيث سترى
جسدي ملقى على التراب ،
مصلوباً عند مفترق الطرق ،
سترى نافورة عطر ، أحببته ،
تفوح تحت رأسي المقطوع ،
والملائكة تسجد بخشوع ،
بين شرايين الثديين النازفة ،
وثمة تحت شمس الظهيرة اللاهبة ،
سحابة حمائم بيضاء تظلني،
وتبسط أجنحتها فوقي ،
وسترى أيضاً ،
ثمة آلاف السومريين قدموا ،
من بين قامات القصب الطويلة
بأبلام ممشوقة وسريعة ،
ينحنون عند قدمي العاريتين ،
يغسلونهما برحيق القداح وبمياه الفرات ،
ويترنمون بمراثي عشتار ،
حزنوا عليّ ، وذرفوا الدموع ،
كما حزن جلجاميش على أنكيدو،
فإرتفعت جثتي فوق المياه
***
أشواق :
هؤلاء يا أختاه ، الذين قتلوك،
هم قذى قبيح في الأعين ،
وما صرخاتهم ” الله أكبر ”
إلا عواء ذئاب جائعة ،
يوماً ما ، ربما إلتقينا صدفة ،
عند منعطف شارع في أم الربيعين ،
وكنا نحث الخطى لمكان العمل ،
أنتِ للمشفى ، وأنا لمدرستي ،
وربما تبادلنا تحية الصباح ،
ولكن أكنتِ تعلمين ،
أننا سنلتقي مرة أخرى ،
على موعد هذه المرة ،
في طريق الشهادة !
صالح البياتي