• ربما لم تدر أنها لن تنعش مهنتها، لكن مساومتها في الظلام ومن الباب المفتوح جعلها تدرك أن الليالي لن تنقضي.
• كلما هربت من أسرة تعوي توقظها أسرة أخرى تسعل، لهذا تفتح دائما في أحشائها هوة تستقبل موجة جديدة .
• في انكساراتها تدل على الطريق ومن وقت لآخر تصرخ في داخلها رعشة تتناغم مع تسلل جديد يجعلها تستلقي في لهيبها بجنون.
• على حدود مدينتها، وبعد أن تقطع الطرقات تشعر بأنها لم تعد تحتاج بعد الآن إلى استسلام فكل حياتها باتت واضحة تدهمها بانتظام.
• تجلس طوال النهار تحادث كل شيء ولحظة فلحظة تسارع بالإقلاع والسقوط في بداية الليل بهمة أكبر حيث زمنها الذي يزورها كل مساء بلا هذيان.
• هذا العالم في عزلته الساخرة جعلها تشير إليه بتمارين واحتمالات ذات أجساد تجثم فوق أيامها ما يجعلها تعرف مجددا مفاتيح نزعاتها الليلية التي تناديها بهدوء.
• فورانها يحمل شحنة إضافية لمواعيد قريبة تناديها إلى أي مكان. لذا تظهر قبل الفجر بلحظة متخمة تذاكر أسماء المارة والرغبات التي لا تعرف الاكتفاء في كل مساء.
• وهي تمشي لم تدر أنها تعيش في غابة تحوم حولها ذئاب لا تعرف كيف تنقضي الليالي بسرعة مشؤومة، إذ ذاك يدفعها دخانها إلى حريق يحدق في جمراتها مرة أخرى كي تعاود الاستلقاء في ظلال وليمة جديدة تعرف كيف تمسح عرقها.
• تستسلم للرغبة ولا تأبه لأحد. وحيث تكون بلا هدف في الليل الطويل تستيقظ أكثر من مرة على سرير تلو سرير لا ينثر أسراره ولا يكتشف كيف كانت تدخن بشراهة وتجهد نفسها في نيران فورانها العاصف.
• تصر على مصاحبة كل واحد من هذا الطابور الساخن، فهي تريد أن تسهر وحيدة مع رغبات زائرة أمام الليل وبأوتار صاخبة، بيد أن أكثرية الأصوات جعلتها تطلق زفرات تحت أسرة تصارع أسلاكها في ليال منفردة يعلو دخانها عاليا.
هشام القيسي : في عرف الجميع .. أسرة لا تنام
تعليقات الفيسبوك