*شاعرة وناقدة فلسطينية
إشارة :
يوما بعد آخر، تتراكم المقالات والدراسات والكتب والأطاريح الجامعية عن المنجز الشعري الفذّ للشاعر العراقي الكبير “يحيى السماوي”. وقد ارتأت أسرة موقع الناقد العراقي أن تعمل على تقديم ملف ضخم عن منجز هذا المبدع الذي حمل قضيته؛ وطنه؛ العراق الجريح، في قلبه وعلى أجنحة شعره الملتهبة لأكثر من خمسين عاماً كانت محمّلة بالمرارات والخسارات الجسيمة التي اختار علاجا لها الكيّ الشعري الفريد والمُحبّب عبر أكثر من 20 مجموعة شعرية. تدعو أسرة الموقع الأحبة النقّاد والقراء إلى المساهمة في هذا الملف وإثرائه بما لديهم من مقالات ودراسات وكتب وصور ووثائق. تحية للمبدع الكبير يحيى السماوي.
المقالة :
تشكل الإبعاد الثيمية في الكتابة الشعرية عند يحيى السماوي رؤية متميزة تجاه الحياة التي يستمدها من تجاربه الخاصة ومن علاقاته وخبراته المعيشة في أغلب مجاميعه الشعرية. ولا أزعم أنني قرأت السماوي كله أو أنني اخترت ديوانه هذا عمداً ولكنني أقول : قرأت بعض مجاميع الشاعر بقدر ما أتيحت لي الفرصة واخترت مجموعته هذه لأكتب رؤيتي الخاصة ومن منظور انطباعي.
لقد أوقعتني مجموعة (قليلك…..لا كثيرهن) في شباكها من الإهداء (إلى الطفل / المستقبل، مقدما على الأب والأم / الماضي) حتى أخر قصيدة، وكلما أعدت قراءته توقفت عند ذات الجمل التي تمثل بؤرة الإبعاد التي ذكرناها في استهلال هذه القراءة. أكاد أنسى ما قبلها وما بعدها برهة، وأحاول جاهدة أن أتخلص من سحرها، لأكمل قراءتي وفي ذهني بعض لا يغادر من غوايتها، وهو بالتحديد ما سأتناوله هنا.
السماوي بوصفه معلما، وشاعرا، وسياسيا، وإعلاميا، يزخر شعره بالأحداث والنضالات والمواقف الاجتماعية والتعليمية والتربوية والسياسية، مستندا في ثقافتة الواسعة إلى إطلاعه الموسوعي من جهة، وخبرته الحياتية المرهفة من جهة أخرى. أي أن الحياة الواقعية بطفولتها ومراهقتها وشبابها وكهولتها وتقلباتها ومسئولياتها هي الإطار العام الذي استمد منه السماوي مادة بنائه الشعري.
يخوض السماوي مغامرة الشعر منفتحا على مسالكها ومتاهاتها اللغوية والبنيوية وعلى مادتها الخصبة وروافدها المتنوعة، حريصا على أن يرسم لنا خلف كتاباته ملامح هاجسه الأكبر: الوطن، يخفيه ويظهره يقدمه ويؤخره لكنه حاضر في كل قصيدة. ولا يهدف الشاعر الى إعادة تكوين التاريخ او السياسة او تصفية الحسابات الحزبية والطائفية، وإنما يهدف الى امتلاك صوته الضائع الذي أوشك أن يفقده وسط التحرك اليومي المتسارع.
الشعر عند السماوي ليس وسيلة لتشييد مجد أدبي ـ هو جدير به بالتأكيد ـ ولكن لممارسة منتظمة مدركة لأعباء الكلمة ومسئولية الموهبة ومن ثم فإن الشاعر لم يسقط في هاوية (الثائر المحبط) وإنما تابع طريقه منصتا الى التغيير واعيا بما تختزنه ذاكرته معلنا خياراته التي لا يحيد عنها :
دروبٌ معبّدَةٌ بالأمانِ …
رغيفٌ على سعةِ الصحنِ …
صحنٌ على سعةِ المائدة ْ
ونخلٌ تفيءُ الطيورُ إليه …
يكفُّ الرصاصُ المُخاتِلُ عند المساءِ …
وحبٌّ يُطّهرُ أفئدةً حاقدة ْ …
وأنْ لا يؤول العراقُ
الى زمرةٍ فاسدةْ (…)
نصغي في القصائد الى وحدة المحب :
وها أنا بينكما
صبحٌ بلا شمسٍ
وليلٌ ميّتُ النجوم ِ والقنديلْ
والى ألم الحب :
كِلاكُما يسكنُ قلبي نَسَغَ احتراقْ
كلاكما أعلنَ عصياناً
على نوافذِ الأحداقْ
وها أنا بينكما
قصيدةٌ شهيدةٌ
وجثَّةٌ ألقى بها العشقُ
إلى مقبرةِ الأوراقْ
والى أخاديد الغياب والفقد العميقة (…..)
والى صرخات ضائعة وسط الصمت:
إذن ما نفعُ حنجرتي؟
سأدخلُ كهفَ صمتي
ريثما تخضرُّ صحرائي
بوقع ِ خُطى إيابِكْ
لأعودَ ثانيةً سؤالاً حائراً:
كيفَ الوصولُ الى سحابِكْ
إنْ قد عجزتُ
عن الوصولِ الى ترابكْ؟
سأُنيمُ حنجرتي
فما معنى الغناءِ
بلا رَبابِكْ ؟ (…)
وإلى حلم مشتعل لا يغادره الشاعر:
لا بدَّ من حلمٍ
لأعرفَ أنني قد نمتُ ليلي
في غيابكْ…
الآن يكتملُ انتصاري
إن وفاء الشاعر لذاكرته هو مركز ثقل الديوان، إذ تتركز في هذه الذاكرة أحداث وشخوص وفضاءات وأمنيات وأحلام، وهو القادر ببراعته على تلوينها وضبط إيقاعاتها إلآ أن دفق الذاكرة كثيرا ما ينزاح لينقل لنا رؤية داخلية صريحة ومكشوفة بلا مواربة :
في آخر العمرِ
اكتشفتُ أنني غَريرُ…
وأنني
يمكنني المسيرَ وسطَ النار
دون أن يطالَ بُردَتي السعيرُ…
في آخر العمر اكتشفتُ
أنني الزاهدُ.. (…)
في هذه المجموعة الشعرية هنالك امرأة (قليلكِ / وطن) أو نساء (كثيرهن /أوطان) يستقبلنك عند عتبتها. يرافقنك فرادى وجماعات في كل قصيدة. الحب هو ثيمة الديوان الأساسية ـ حب المرأة والوطن سيان من منظور التحليل النفسي ـ فالحب في نظر النفسيين يشار إليه من خلال مفهوم او مَشْكَلة التحويل، لا سيما عند التعبير عنه، بحيث يصبح التعبير عن الحب او الحب نفسه مجرد إزاحة: حالة من الخطأ في الهوية. فعندما نحب شخصا او شيئا فذلك لأننا في حالة حب أخرى. ولذلك فإن التحليل النفسي ينظر الى تعبيرات الحب بشيء من اللا موثوقية. ويعتبر الحب متاهة. أنت تفقد نفسك، تفقد دربك وتعيش متاهة الحب1: حب الطفولة والطبيعة والوطن والمرأة والأهل والجيران والأصدقاء:
لي أن أحبَ الناسَ …
والشَجَر…
الينابيعَ …
الطيورَ…
بل هل تطيق أن تعيش حب التشرد والمنافي والهجر والشقاء والحرمان؟. الحب الذي يبدأ برغبة واحتياج ليتحول الى استمثال للمحبوب لا سيما فيما يمنحنا إياه من فيض متع حسية ومعنوية. ولكن الاستمثال للمحبوب يواجه بحقيقة الآخر. الآخر الذي لا يلبي رغباتنا. واعترافنا بذلك يجلب الأسى والمرارة ونوبات الغضب العارم والكراهية. وغالبا ما نعبر عن هذه النظرة المدمرة والعدائية بالإسقاطات السلبية او الهجوم على الآخر او على أنفسنا أو على التزامنا برابطة الحب او على الحب نفسه.. ولكننا عندما نتمكن احتواء هزيمة الإلتزام وأواصر الحب مرارا وتكرارا، فإننا نهزم هذه المخلفات المدمرة ويظهر الحب صافيا قدسيا لا تشوبه شائبة2.
هل كنت أتحدث عن حب البشر، عن حب الشعراء لأوطانهم، عن السياب ومحمود درويش والسماوي؟ ربما !!
فالوطن الذي تعلقوا به بالفطرة واستمثلوه خذلهم مرارا وتكرارا،ولكنهم تجاوزوا أزمتهم معه فجاء الحب صادقا نديا مُبرَّءاً من كل نقيصة :
من حقِ شمسِكِ أنْ تُبكّرَ بالغروبِ
وأن تماطلَ بالشروق ِ..
من حقّ صدركِ أن يُصعّرَ دفئَهُ
إن جئتُ ألتمسَ الملاذَ
إذا عوى ذئبُ الشتاءِ
مُكشّراً عن بردِهِ
فأتيتُ مرتجفَ العروقِ..
من حق وردكِ
أن يسدَّ أمام نحلِ فمي
شبابيكَ الرحيقِ..
من حقِّ نهرِكِ أن يمُرَّ
بغير بستاني …
وحقكِ أن تصدي عن حرير الخصرِ
شوكَ يدي …
وعن ياقوتِ جيدكِ
طينَ عاطفتي..
وعن فمِكِ الوريقِ
جمري …. ولكنْ
ما حقوقي؟ (….)
استوقفتني طويلا هذه الجملة ” للوتدِ الذي شدَّ الخِيامْ..” بل أنني تابعت ظلالها او ظلال معناها لأجدها تتكرر في وعي الشاعر أولا وعيه لتكشف مفهوما إنسانيا للوطن يغاير المفهوم السياسي.
أنه حنين مروع إلى ذلك المكان من الأرض حيث يتقاطع خطا الحياة 3: الخط العمودي الذي يصل سماء الشاعر بباطن أرضه التي تحتضن رفات أجداده وآبائه وتشعره بالأمان الفطري، والخط الأفقي الذي يمثل حركة سير العالم. هنا حيث يتقاطع الخطان يكون الوطن
حين اختصرتُ بخيمةٍ وطناً (…)، وكل كوخٍ وطنٌ (..)
ذلك الكوخ فقط هو وطنه، وفيه تدور خطوط الحياة.لقد انتُزِع الشاعر من موطنه الحميم حين كان يستند الى وتد الخيمة وانخرط في حياة المنافي التي لا تفضي الى أي مآل. وبسبب هذا الفقد تتحول خطوط العرض الى مسطح من المساحة التي تخلو من أي شيء. ولكن الشاعرـ مثل غيره من الشعراء الذين عاشوا تجربة التشرد والنفي وما أكثرهم ـ يبحث عن بديل، الحب الرومانتيكي المشبوب وهو أول البدائل4:
لكي أكونَ مؤهلاً للحبِ
في الزمنِ الجديدِ
إن الحب الرومانتيكي هو عاطفة توحد بين كائنين مشردين، وهو محاولة الوصول إلى التوحد والإكتمال الذي كان متزامنا مع تأسيس عمود الدار. هذا النوع من الحب نستشعره بقوة أشدّ عندما نفتقد وتد الخيمة والدار الأولى :
في آخر العمر اكتشفتُ
أنَّ لي طفولة ضائعةٌ
جاءَ بها حبُّكِ
فاستعدْتُ ما أضاعهُ المنفى
وما خبّأهُ عن زمني الدَّيجورُ…
أما البديل الثاني فهو العودة (5). ولكن الشاعر يدرك في قرارة نفسه الثكلى، أن العودة إلى الماضي مستحيلة. فحتى لو قرر أن يعود عمليا فإنه لن يعود نفسيا ولا عاطفيا. كما أن الحالة التاريخية التي غادرها قد تغيرت أيضا. ولأن السماوي يدرك ذلك فهو يؤجل عودته (المادية) كما أجّل (جبرا إبراهيم جبرا) عودته وغيرهما كثير. إنه يرفض من أعماقه أن يصفع ذاكرته بخلاف ما تختزنه من ذكريات حتى لا يخسر ملاذه الأخير : الذكريات والحنين :
وحين عدتُ
رأيتُ “شمشون” الجديدَ
يبيع في حانوت شهوته ِ” دليلهْ ”
ورأيتُ أسيادَ القبيلهْ
يتناطحونَ على ثيابِ أبي
وأرغفةِ الطفولهْ..
فحزمتُ ما أبقت ليَ الأيامُ
من “عفش” الكهولهْ
وهنا يقول لنا الشاعر :
سأبقى ضارباً في الغربتين ِ
أفرُّ من نفقٍ
لأدخل في نفقْ
ما دام أنَّ صباحَ دجلةَ
يستغيثُ …
ولا ألقْ !
إن مجموعة (قليلك… كثيرهن) ـ مثل أغلب مجاميع الشاعر ـ نوستالجيا عميقة. ولهذا المصطلح جذور يونانية فهو مكون من مقطعين nostos التي تعني العودة الى الديار وalgos التي تعني الألم. لقد صك المصطلح طالب طب سويسري في عام 1866 حين وظفه في أطروحته الطبية للحديث عن نوع قاتل من الحنين للوطن. أما علاجه فهو العودة الى الوطن او في بعض الأحيان مجرد الوعد بالعودة.. ولكن العودة نفسها تبدو خاصة جدا في السياق التاريخي والثقافي.
النوستالجيا: هذا الجيشان البدني والعاطفي الذي يرتبط باشتغالات الذاكرة. جيشان قد يقتل بل انه قتل بالفعل6:
– سأكفُّ ” ماريّا” … ولكنْ
حين يرثي العشقُ سادنَهُ القتيلْ (….)
ومع تطور العلوم الطبية واللغوية فقدت الكلمة معناها الطبي الصرف ودخلت في طور التعميم : الحنين الى الماضي أضحى أقلّ من الناحية المادية وأكبر من الناحية النفسية وبمعنى أخر فقد طُبعت الكلمة نفسيا وتحولت الحالة من مرض بدني قابل للشفاء الى حالة نفسية وروحية لا شفاء منها. لقد تحول الحنين من حنين الى المكان الى حنين الى الزمان. لم تعد النوستالجيا توقا ً الى المكان فحسب بل والى الزمان في الوقت ذاته.
ولكن الزمان لا يعود. وتصبح النوستالجيا هي معايشة هذه الحقيقة المؤلمة7:
تذكرتُ …
مَنْ لي بنبض ٍ
يعيدُ الرفيفَ لهذا الزمانِ القتيلْ؟ (….)
هَبْ أنَّ مفتاحي سيفتحُ قفلَ بابِ المستحيلْ
أتكفُّ عن وجعِ التماهي
بالسماوةِ والنخيلْ ؟
والواحةِ الزهراءَ في الزمنِ العليلْ ؟ (….)
تعتمد عاطفة النوستالجيا وجاذبيتها في الواقع على حقيقة أن الماضي لا يُستعاد، لا يمكن الوصول إليه وهنا، ربما، تكمن سلطة النوستالجيا. ولكنه نادرا ما يكون الماضي الذي خبرناه، إنه الماضي الذي نتخيله او نحلم به، إنه الماضي الذي استمثلناه برغباتنا وذكرياتنا، وبذلك تصبح النوستالجيا أكثر ارتباطا بالحاضر منها بالماضي، إننا نسقط الحاضر الذي نرغب فيه ولا نعيشه الآن على الماضي ونقدمه بوصفه ماضياً نغلفه بتلك الذكريات الحميمة المنتقاه، ونغلفه بالنسيان أيضا. ومن خلال التقريب والإبعاد فإن النوستالجيا تنفينا من الحاضر عندما تقرب الماضي المتخيل. ماضٍ نقي بسيط مرتب سهل وجميل ومتناغم تبنيه لنا في الخيال فنخبره عاطفيا، فنحنّ إليه هربا من الحاضر المعقد، الملوث القبيح، الصعب، المعاند. ماضِ لا يشبه الحاضر. إنها جماليات الإسقاط المعقد وليس التذكر السهل8 :
فكلِّ صبٍّ يلتقي نجواهْ …
يُطلُّ ” قيسٌ ” راكباً جوادهُ
وخلفهُ ” ليلاهْ ”
و “عروةُ بن الوردِ ” يأتي
راكباً سحابةً تقودها ” عفراءُ “..
و ” الضلّيلُ ” يأتي شاهراً منديلهُ..
و”العامريُّ ” يلتقي ” بثينةً ”
ويلتقي رُباهْ
” صبُّ الفراتين ” الذي شَيَّعَ في منفاهْ
طفولةَ النخلِ
وشيَّعَ الهوى صِباهْ (….)
أما حاضر الشاعر فها هنا :
ما للسنين تَمُرُّ بي
ثَكلى بميلادٍ وعيدِ ؟
فإذا شدوتُ وَجدْتُني
مُدمى الحشاشةِ في نشيـدي
وإذا اصطبحتُ فمن صـــــدىً
وإذا اغتبقتُ فمن وعـودِ
عجباً عليَّ ! بَـرَدْتُ في
جمري.. وأحرقني جليــدي (….)
والسؤال الذي ربما يحتاج الى دراسة معمقة هو : هل أن التزام الشاعر” بالمحافظة الصارمة على شكل القصيدة العمودية بشروطها الفنية من خيال وعاطفة متأججة وأسلوب راقٍ يحافظ على السلامة اللغوية والجزالة اللفظية والفخامة التعبيرية والشكلية المعتمدة على الوزن والقافية واللغة السليمة الحريصة على النحو والصرف والبلاغة العالية التأثير9″ “نوستالجيا” في حد ذاته ؟.
كشفت بعض الدراسات النفسية عن وجود نمط من النرجسية في قلب كل نوستالجي10. يكتب الشاعر عن ذاته المثالية وهو يبحث عنها ثقافيا ونفسيا ً. إنه نجم مجموعته بلا منازع . تتكشف نرجسيته في أغلب قصائد المجموعة فهو الصادق العفيف، المناضل،الثائر، نصير الضعفاء والمظلومين،الطامح الى العدالة والحرية والمساواة . كما يُكثر من الحديث عن خيالاته وأحلامه الاستمثالية ليهرب من واقع لا يريد الاعتراف به.
ويبدو أن هذه النرجسية التي ترتبط ارتباطا مباشرا بموقفه من قرائه ومتلقيه. هي موقف الشاعر من نفسه وقرائه في الآن نفسه. ويمكن صياغة هذا الموقف على غرار المواقف والجلسات الدفاعية التي تفترضها الشخصيات النرجسية في سياق التحويل التحليلي. في التحويل العاكس، الذي ينقسم بدوره إلى ثلاثة تشكيلات متمايزة : الإندماج، التوأمة، والإنعكاس ” المرآة” ـ يكون المحلل امتدادا للذات المتحللة المفخمة. يمكن أن نفكر بالأمر على نحو(أنا ” الشاعر ” عظيم ومثالي، وأنت ” القارئ” عظيم ومثالي” ) (11).
هكذا وجدت الشاعر المبدع يحيى السماوي في مجموعته (قليلك.. لا كثيرهن) يزخر بالعطاء تجاه المرأة والوطن. ويذكرني موقف السماوي في مسالة العودة إلى الوطن بموقف (جبر إبراهيم جبرا) الذي تهيأت له فرصة العودة إلى موطنه الأصلي (بيت لحم) ولكنه كان يؤجل العودة ـ كعادته ـ مرارا وتكرارا حتى توفي بعيدا عن وطنه(أطال الله في عمر الشاعر). ومن هنا جاء عنوان مقاربتي في صيغة سؤال هو (هل يعود السماوي إلى العراق) أتمنى ذلك؟
هوامش ومراجع:
(1)Love’s Labyrinths: JACQUES-ALAIN MILLER، translated by TOM RADIGAN
http://www.lacan.com/frameVIII1.htm
(2)What’s Love Got to Do With It، Transference and Transformation in Psychoanalysis and Psychotherapy?
http://www.jungseattle.org/jpa/eisenpres.pdf
(3) ينظر: جون برجر: اللانساني هو التباس المعنى، نص الهجرة، إعداد فواز طرابلسي، مجلة الكرمل عام 1984 :147
(4) ينظر: المصدر السابق
(5) انظر: المصدر السابق
(6)Irony، Nostalgia، and the Postmodern : by Linda Hutcheon
http://www.library.utoronto.ca/utel/criticism/hutchinp.html
(7) المصدر السابق
(8) المصدر السابق
(9) يحيى السماوي الامتداد العضوي لفخامة القصيدة العمودية.عبد الستار نورعلي/ السويد وانظر ايضا لقاءات ومقابلات مع الشاعر.
(10) Journal article by Martin Bidney; Studies in Short Fiction، Vol. 33، 1996
(11) السرد العصابي: ما وراء القص ونظرية العلاقات الموضوعية : جرانت ستيرلنج، من كتاب ما وراء القص وما وراء القص التاريخ ” تحت الطبع” للكاتبة.