حسين سرمك حسن: كيف مثّل “آل باشينو” هذا الفيلم الركيك؟

شاهدت فيلم ” بحر من الحرب – sea of love  ” أكثر من مرّة ، وفي كل مرّة كنت أستعيد آراء أشهر النقاد السينمائيين الأمريكيين الذين كالوا آيات المديح له ولأداء الممثل القدير آل باشينو ولقصته . وكنت قد كتبت على صفحات ” الصباح الجديد ” مقالة عن آل باشينو في فيلم ” أرق – insomnia ” ذكرت فيها أن النقاد يعدونه واحدا من أفضل ثلاثة ممثلين في تاريخ السينما . ولكن العين السينمائية لا تكذب . فعبر مشاهدة عشرات الأفلام والكتابة عنها والتشبع بعشرات الكتب والدراسات والمقالات عن فن السينما ، تنمو لديك ذائقة مستقلة عبرت عنها في آرائي عن براد بيت وتوم كروز وغيرهما في مقالات نشرت في الصباح الجديد . لقد وصفوا فيلم آل باشينو هذا بأنه إعجازي أنقذ باشينو من فشله المتكرر في أفلامه السابقة ، ولكنني أرى أنه فيلم سيء بل من أسوأ أفلام باشينو .. قصة مملة رتيبة .. حوادث متوقعة .. إيقاع بطىء .. تصوير من زوايا متوقعة .. وأداء مدرسي مكرّر عرفناه عن باشينو . أنظر إلى المشهد الذي ينفعل فيه باشينو مع عشيقته ( هيلين – قامت بدورها إلين بروكر ) المشبوهة بجرائم القتل المتسلسل وستجده أداء مضحكا مبالغا فيه ولا ضرورة لانفعاله المفرط . وهذه الممثلة ( إلين بروكر ) في أدائها الباهت وعدم قدرتها على تركيز نظراتها على أي شيء . وصفوا أداء الشرطي الزميل ( شيرمان – مثله جون كوودمان ) بأنه رائع خصوصا في إضفاء مسحة كوميدية على الفيلم وهو أداء باهت لا متعة فيه ، أداء مبتدىء . حتى الشماهد الجنسية كانت في غاية السذاجة والتفاهة خصوصا حين تلصق هيلين جسدها بظهر باشينو بطريقة لا إثارة فيها ولا معنى . وهناك ملاحظة سلبية مهمة وهي أن آل باشينو يوصف بأنه ” قزم هوليود ” بسبب قصر قامته المعروف ، فكان المخرجون والمصورون حريصين على أن يصوروه بطريقة تظهره مساو لطول قامة الممثلين الآخرين .لكن هنا ولا أعرف لماذا ، يظهر المخرج باشينو قزما مثيرا للسخرية خصوصا وقد اختار له زميلا ضخما جدا هو (جون كوودمان) . ولعل أشد المشاهد بؤسا هو لحظة دخوله منفعلا إلى مركز الشرطة !! . كما يظهر ذلك في المعركة التي تدور بين باشينو وتيرّي ( مايكل روكر) زوج هيلين السابق والتي تنتهي بمقتل الأخير . وحتى في البوستر الخاص بالفيلم كان قصر قامة باشينو واضحا . ثم لاحظ النهاية الباردة على طريقة تيتي تيتي .. حيث يمشي باشينو خلف هيلين متوسلا أن تسامحه فتسامحه الأخت هيلين ويعود كل شيء في ثبات ونبات .. يثور سؤالي مجددا : كيف مثل آل باشينو هذا الفيلم وهو صاحب الروائع مثل أرق وعطر امرأة ووكيل الشيطان والأب الروحي والمطلّع وغيرها ؟ وكيف تواطأ نقاد كثيرون على مديح فيلم لا يمت بأي صلة لمنجز آل باشينو والمخرج (هارولد بيكر) بصلة ؟؟ . وقال بعض النقاد أن بطولة الفيلم كانت معروضة على داستن هوفمان ورفضها لأنه لا يمتلك الصفتين المطلوبتين ( النظرة الحزينة والصوت القاسي اللتين يتمتع بهما باشينو )! لكنني أعتقد أن رفض هوفمان جاء نتيجة قراءة عميقة لهذا السيناريو المتهالك .

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| مهند النابلسي : *نماذج لسينما البطولة الفردية ذات الرؤيا الخلاقة والتقمص الاستحواذي.

*ثلاثة أفلام حديثة لافتة حاصدة للجوائز: “نوماندلاند وذا فاذر وذا ساوند اوف ميتال”/2020-2021: “أرض الرحالة …

| مهند النابلسي : مقتطفات محورية من رواية ” الرابح يبقى وحيدًا ” لباولو كويلو .

رواية تشويقية بوليسية «حابسة للأنفاس» تحفل بالحكم والأسرار والقتل العشوائي كما بالنوايا الطيبة، تتحدث عن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *