إشارة :
يسرّ أسرة موقع الناقد العراقي أن تحتفي بالشاعر الكبير “عيسى حسن الياسري” بهذا الملف الذي – على عادة الموقع – سوف يستمر لحلقات كثيرة لأن الإبداع الفذّ لا يحدّه زمن . لقد وضع عيسى الياسري بصمته الشعرية الفريدة على خارطة الشعر العربي والعالمي . نتمنى على الأحبة الكتّاب والقرّاء إثراء هذا الملف بما يتوفّر لديهم من دراسات ومقالات وصور ووثائق تحتفي بمنجز هذا المبدع الفذّ وتوثّق حياته الشخصية والشعرية الحافلة بالمنجزات والتحوّلات الإبداعية الثرة.
المقالة :
صديقي الشاعر .. في زمن ما من عقد الثمانينيات هو ليس بالزمن القصير , كان صوتك يفترش بين أصوات يسكنها الدفء
الشعري مساحة الوطن الأخضر , وكان حضورك الإبداعي يمتد من رئاسة القسم الثقافي في إذاعة ” صوت الجماهير ” , إلى عناوين الصحف ومطابع دار الشؤون الثقافية وصدور دواوينك , وما لا يحصى من الكتابات اليومية همسا ً لصباحات العراق الجميل .
أصحو يوما ً, أتلفت حولي فلا أسمع لك نشيدا ً, ولا أقرأ شيئا ًعن طفولة ” الفرات ” , وعشق الراعيات , والحب المستحيل , وأسأل .. من غيب هذا الجنوبي في ” الجب ” …؟ وأيّ الأخوة أهداه فريسة ” للذئب ” … ؟ ويمضي شهر على شهر وأنت معتكف في بيتك , بعيدا ً عن مملكة النساء , قريبا ً من وجع الذاكرة , فأكتب عنك في جريدة العراق ” هل مات عيسى الياسري؟ “وموت الشاعر الحقيقي هو صمته , وإذا الصحب والأصدقاء يجفلهم التساؤل ويأتونك نادبين غفلتهم , وإذا بصديقنا ” لطيف نصيف جاسم ” وزير الثقافة يرسل لك سيارة إلى البيت لتقلك إلى مكتبه لمقابلتك ,وعاتبك لأنك لم تتصل به وتخبره عن محنتك وهو الصديق قبل الوزير ,وأنا أكيد أنك قلت له ورغم خجلك .” يا صديقنا الطيب نحن من جيل لا يحسن طرق الأبواب حتى باب الأحبة
وإذا الجمع ممن اصطفيتهم خلانا ًيخرجك طائعا ًراضيا ًليلقي بك إلى دروب المسرة من جديد .
ها أنت الآن بعد الذي تساقط من العمر تثير مواجعي وكأنك لا تعرف غير هذه اللغة لغة ً,وها أنت مطارد بمحنة لو وقعت في زمن آخر لقطعنا أصابعنا غسلا ًلعار الصمت , لكن الزمن غير الزمن ,والدنيا غير الدنيا , والمتربصون بنا كثر . شاعر بستة دواوين شعرية , ورواية تنتظر النشر ثم لا يجد له مكانا ًإلا في ” الكشك رقم 6 ” أمام ” محكمة بداءة الاعظمية ” بياعا ً للطوابع وكاتبا ً للعرائض , فيا لمصاب ” الأوس والخزرج ” وحسرة ” الأنصار والمهاجرين ” .
أدرك يا أبا ياسر .. أنّ عرائضك أحلى من كتابتنا , ووقوفك تحت وهج الشمس أمتع من غرفنا المبردة , وأدرك أنك لا تقبل مجاملتي هذه , وترفض مواساتي على ما فيها من صدق , لكنها لو تدري وأحسبك تدري أنها لعنة الزمن الذي يجعلني أحار عن أي المحن اكتب , عن محنتك ” كاتب عرائض ” , عن محنة ” زهير القيسي ” و ” أحمد خلف ” وإسماعيل عيسى والسباهي وغيرهم يبيعون كتبهم ومكتباتهم ,عن محنة ” حسن العاني ” يبيع نصف أغراض بيته ويعرض النصف الثاني لمزاد جديد ,محنة ” محمد سماره ” أم ” عبد الرضا الحميد ” أم ” تركي كاظم جودة ” أم ” عبد الستار البيضاني ” أم ” سليم السامرائي ” وغيرهم من الرفقة والأحباب وهم يشتغلون عمال بناء ومطاعم وحراسا ًليليين ومتسكعين على أبواب الأقارب من الموسرين والتجار . هل نحسدك يا أبا ياسر على النعيم الذي أنت فيه لأن ما تحصل عليه من العرائض كما تقول يسد رمق العائلة ..؟ وهل تسدي لنا معروفا ًنحن كل ّالذين ذكرتهم من الأدباء لو توسطت لنا بحكم معرفتك وخبرتك واستأجرت لنا ” أكشاكا ً” بأية أرقام مستطاعه وأمام أية محكمة ؟ , هل أخبرتك بما فعل بنا الحصار وأهل الحصار وهل ؟ آه لو تنفع ” الهلهلة ” لهلهلت حتى مطلع الفجر .
اتمنى الموفقية والنجاخ والصحة لكم جميعا ،انا أنوي دراسة مقالات الكاتب القدير،حسن العاني، ولكن لست أدري كيف أحصل على تلك المقالات ، رجاء أرشدوني أوربما تكتبوالي رقم موبايل الأستاذ حسن العاني أو بريده الإلكتروني ، ساكون ممتنا وشاكرا لكم .