كل عام ونحن نكوي السنوات
تحت أسرتنا
كل عام ونحن مأخوذين بالتراب
نشتري الأعوام المستعملة
والقمصان وقبعات رجل الثلج المائعة
لا نزرع اليقطين
والجرادل أصدأتها الأنهار المالحة
ربما نزخرف السماء بالنار
أكثر من يزخرفها نحن
لكن ليس هذه الليلة
الأطفال ينامون مبكرا وقد تركوا الحليب باردا
والأمهات يفكرن بالنهار الطويل
في الشتاء تقبض علينا الوحشة
ويصك رأس السنة أضراسه
على رغباتنا
لن يهبط البياض
كما لن يهبط الفرح
ككل السنوات
ستضل الشوارع قميئة
هكذا
مثل منفضة سكائر
لا بطاقات في الدكاكين الخافتة
ولا شموع
الشجرة الكبيرة
حطبها الفقراء لتنا نيرهم الجائعة
فأين سنعلق ادعيتنا
وحده يدور
رجل عاري القدمين
ملامحه جامدة
بلحيته الصفراء
يتوسل الأبواب المطفئة
ويشتم العابرين
ويتربص بعنزات أفراحنا وهي تتقافز
المقاهي موصدة كفكي رجل مطعون
وللبارات رائحة اليقظة والأرق
سنكون مشغولين هذه الليلة بأمواتنا
ستذهب السماء بعيدا
لتنفض قطنها وحريرها
حيث تكون النار فاكهة
وللأيام تقاويم ملونة
لن نخرج للبهجة هذا المساء
بثياب مرتقة
لا تليق بكبريائنا
وبجيوب تخذل السعادة
31/12/2006 البصرة