طلال حسن : شو وبندا (مسرحية للفتيان)

 

talal hasanالفصل الأول

منطقة منعزلة ، كثيفة
الأشجار شو يقف في الوسط
شو : لعل أمي تبحث عني الآن ، ما أحمقني ،
لقد أغضبتها بإلحاحي ، لكني أريد أن
أعرف الحقيقة ، لم أعد صغيراً ، وأنا
أستطيع أن أواجه ..،” ضجة بين الأشجار
” أسمع وقع أقدام ،إن أحدهم قادم ”
ينصت لحظة ” هذه ليست أمي ” يتجه
مسرعاً نحو شجرة ضخمة ” فلأسرع
بالإختباء .
شو يختبىء وراء الشجرة ،
تدخل بندا والمربية العجوز

بندا : تعالي ، الطريق من هنا .
المربية : ” تتلفت حولها مذعورة ” المكان
موحش ، إنني خائفة .
بندا : هذا ليس جديداً ، أنت خائفة دائماً .
المربية : إنني إمرأة .
بندا : ” مازحة ” حقاً !
المربية : طبعاً ، هكذا خلقت .
بندا : لا تخافي إذن أنا معك .
المربية : أنت أيضاً مثلي ” تصيح فزعة إذ تند
حركة من بين الأشجار” سيدتي .
بندا : هوني عليك ، إنه أرنب .
المربية : أي أرنب يا سيدتي ، لقد لمحت أحدهم
يتعقبنا
بندا : ” مازحة ” لعله مجرد .. شبح .
المربية : لا يا سيدتي ” تتلفت حولها ” لابد أنه
قاطع طريق .
بندا : تتلفت حولها هي الأخرى ” قاطع طريق
! أنت .. تهرفين .
المربية : لقد رجوتك ، أكثر من مرة ، ان لا
نبتعد كثيراً عن القافلة .
بندا : لا عليك ، القافلة قريبة ،ونستطيع أن
نصلها في دقائق .
المربية : هيا إذن ” تشير متلفتة إلى الخارج ”
لنعد بسرعة .
بندا : ” تسير في إثرها ” ولدت خائفة ،
وعشت خائفة ، و ..” ضجة قريبة من
الأشجار ” وستموتين ..
المربية : “تتوقف مرتعبة ” سيدتي .. إنه قاط ..

يدخل قطاطع الطريق قميء ،
هزيل ، يلوح بهراوته الضخمة

قاطع الطريق : توقفا ، توقفا وإلا ..
المربية : ياويلتي ” تتهاوى مغشياً عليها : آآآ
سيدتي .
بندا : آه ، مرة أخرى ؟ ” لقاطع الطريق ”
أنظر ما فعلت .
قاطع الطريق : ” يلوح بهراوته ” وسأفعل أكثر إذا لم
تستجيبي فوراً إلى طلبي .
بندا : مهلاً ، مهلاً ،يبدو أنك لا تعرف أي
شيء عني .
قاطع الطريق : أعرف أن عندك ما أريد ” يشير إلى
سلسلتها الذهبية ” الذهب .
بندا : هذه السلسلة عزيزة عليّ ، ولن أعطيها
لأي كان .
قاطع الطريق : لست أياً كان ، أنا .. قاطع طريق .
بندا : ” لا يهمني من أنت ، لقد أهدتها لي أمي
، قبل ان ترحل عن هذا العالم .
قاطع الطريق :” يقترب منها ملوحاً بهراوته “ستعطينها
لي طائعة أو ..

يبرز شــــــــو من وراء
الشجرة ، ويصيح بقاطع الطريق

شو : توقف .
قاطع الطريق : ” يتلفت مذعوراً ” آآآ” يحاول أن يتمالك
نفسه ” من أنت ؟
شو : ستعرفني جيداً ، إذا لم تلق هذه الهراوة
من يدك ، وتطلق ساقيك للريح .
قاطع الطريق : لو لم يرحل جدي إلى العالم الأسفال ،
لمزقك إرباً ، ويحي ” ينفخ صدره”إنني
حفيده “ينقض على شو ” ذق إذن هراوتي
هذه ، أيها ال..
شو : ” يلكمه في بطنه ” خذ هذه أولاً .
قاطع الطريق : آ..ي .. قتلتني .
شو : ” يأخذ منه هراوته ” والآن سأذيقك
هراوتك .
قاطع الطريق : لا ، الرحمة ” بصوت باك ” أقسم لك ،
أنها مغامرتي الأولى .. والاخيرة .
شو : عرفت أنك هاو .
قاطع الطريق : ” ينهض متوجعاً ” وهاو أحمق ، رغم
أن جدي كان قاطع طريق معروفاً .
شو : لابد أنه كان مثلك .. عملاقاً .
قاطع الطريق : اعطني هراوتي .
شو : ” يلوح بالهراوة ” إمضِ و الا …
قاطع الطريق : لا أرجوك ، لا ” يسرع إلى الخارج ”
سأمضي ، ولن تراني هنا ثانية .
شو : هذا أفضل ، والا من يدري ، فقد تلحق
بجدك إلى العالم الأسفل .

قاطع الطريق يطلق ساقيه
للريح المربية تفتح عينيها

المربية : سيدتي .
بندا : إنهضي ، لقد مضى قاطع الطريق .
المربية : أعرف ” ترمق شو بنظرة خاطفة” من
هذا؟
بندا : لا أعرف .
المربية : أنا أعرف .
بندا : أنتِ تهذين .
المربية : لست إمرأة من اور ، إذا لم يكن نبيلاً ،
من سلالة نبلاء .
بندا : فعله نبيل وهذا هو المهم .
المربية : مثل هذا الفعل ، لايقوم به إلا …
بندا : صه ، إنه قادم .

شو يقترب مـــــــــن بندا ،
ويقفان متقابلين وجهاً لوجه

بندا : هل لي أن أعرف ، من أنت ؟
شو : وهل هذا مهم ؟
بندا : ” تبتسم ” قل لي من أنت ، وسأقول لك
من أنا .
شو : أنا أعرف من أنتِ .
بندا : تعرف!
شو : كنت وراء تلك الشجرة ” يشير إلى
الشجرة الضخمة ” حينما أقبلت مع
المربية .
بندا :من العدل إذن ، أن أعرف أنا أيضاً ،من
أنت .
شو : حسن ، أنا ..
بندا : نعم .
شو : ” يبتسم ” سعيد .. بلقائك .
بندا : آ ه .
صوت : ” من الخارج ” بندا .
المربية : سيدتي .
الصوت : بندا .. بندا .
المربية : إنهم ينادوننا .
شو : ” يتراجع متلفتاً ” فرصة سعيدة .
المربية : هيا يا سيدتي ، هيا .
بندا : ” تتراجع ” لن أنسى هذا اللقاء .
شو : شكراً لقاطع الطريق .
بندا : قد نلتقي ثانية .
شو : هذا ما أرجوه .
الصوت : بندا .. بندا .
المربية : لنمض بسرعة يا سيدتي .
بندا : ” تتوقف ” أنا من اور .
شو : لقد رأيتها ، ورأيت زقورتها الجميلة .
بندا : أخشى أنك لست من اور .
شو : ” يبتسم ” ليتك من اور .
شو : مهما يكن ، سأحب اور .
بندا : ” تبتسم ” فرحة ” ….
الصوت : ” يتباعد ” بندا .. بندا .. بندا .
المربية : هيا يا سيدتي ، القافلة ستمضي .
بندا : هيا ” تتجه إلى الخارج وهي تلوح لشو
” إلى اللقاء .
شو : ” يلوح لها مبتسماً ” ….

بندا والمربية تخرجان مسرعتين ،
شو يقف قرب الشجرة

شو : ننا ، أيها القمر الإله ، حامي اور .. اور ..
بندا ، أغمرني بنورك الإلهي ، فمهما
قست عليّ اور، لن أستطيع بعد الآن إلا
أن أحبها ” يصمت لحظة ” أمي ، آه يا
ويلتي ” بتصميم ” لقد آن ألآوان ، لابد
أن أعرف الحقيقة ” ينصت ” إنها أمي ،
ها هي قادم ، ننا ، ننا ، أغمرني بنورك
، أيها القمر الإله .

تدخل الأم مضطربة
وتسرع إلى شو

الأم :بني ، لنترك هذا المكان ، ونمض .
شو : مهلاً ، لا أحد يعرفنا هنا .
الأم : ياللآلهة ،أنت ترى ما يجري .
شو : إنها قافلة عابرة .
الأم : لا يا بني ، إنني خائفة ” تهم بالخروج ”
لنمض .
شو : ” يمسك يدها ” أمي .
الأم : ” متنهدة ” بني شو .
شو : أنظري إليّ ، لم أعد صغيراً .
الأم : نحن في خطر يا شو ، لقد رأيت
البارحة أحدهم يحوم في الجوار .
شو : أريد الحقيقة .
الأم : ” تنظر إليه صامتة ” …..
شو : صارحيني يا أمي ، لابد أن أعرف منك
كلّ شيء .
الأم : لا فائدة الآن يا شو ، لقد مضى زمن
طويل .
شو : من حقي أن أعرف الحقيقة ، وعليّ أن
أعرفها .
الأم : لقد سجن أبوك ، وقتل داخل السجن .
شو : أعرف هذا .
الأم : وقد خفت عليك ، وهربت بك ، وأنت
صغير ، وتخفينا في أعماق الريف .
شو : هذا أيضاً أعرفه .
الأم : لا يوجد إذن شيء لا تعرفه .
شو : أريد أن أعرف القاتل .
الأم : القاتل ! لا يا بني ، لا .
شو : لابد أنك تعرفينه ، ويجب أن أعرفه أنا
أيضاً.
الأم : إنها مجرد أقاويل .
شو : حسن .
الأم : قد لا تكون هي الحقيقة .
شو : مهما تكن ، قوليها لي .
الأم : يقال أنه .. الملك .
شو : الملك !
الأم : أبوك كان أميراً ، وقد أشيع أنه طامع
في العرش .
شو : آ ه .
الأم : لكن لا أظن أن هذه هي الحقيقة .
شو : ما الحقيقة إذن ؟
الأم : الأمير ، قائد الجند ” ضجة مرتفعة بين
الأشجار ، تتلفت مذعورة ” ياللآلهة ،
إنهم قادمون ، أهرب يا بني ، أهرب .

يدخل مجموعة من الجنود،
يتقدمهم الأمير القائد أكا

الأم : ” تتمتم خائفة ” آكا !
آكا : ها أنت أخيراً ” يقترب منها ” حتى
الزمن لم ينل منك .
شو : دع أمي وشأنها .
آكا : إبنك ؟
الأم : نعم .
آكا : لقد كبر ، أصبح رجلاً ” يحدق في الأم
” إسمه شو على ما أعنقد .
الأم : لا يفوتك شيء عنّا .
آكا : أنتما تهمانني .
الأم : نعم ، إسمه شو .
آكا : هذا إسم لا يحبه الملك .
الأم : وكذلك أنت لا تحبه .
آكا : إنه من أسماء الملوك .
الأم : نحن لم نؤذ أحداً ، أنت أب ، ليتك تدعنا
نمضي .
آكا : الأمر لا يعود لي ، إنني أعمل بما يأمر
به الملك ، والملك ، كما تعرفين ،
يريدكما .
الأم : ” تتشبث بشو ” كفى ما فعلتموه بنا ،
دعوا لي إبني .
شو : ” يتملص من أمه ” دعيني يا أمي ،
دعيني .
الأم : ” بصت باك ” لا..لا ..لا .
آكا : ” للجنود ” خذوهما ، هيا

الجنود ينقضون عليهما ،
شو يتصدى لهم

آكا : ” يتمتم ” كان يمكن أن يكون إبني .
الأم : أهرب يابني ، أهرب .
شو : ” يفلت من الجنود ” أمي .
الأم : أهرب يا شو ، لا تلتفت إليّ ، إنهم
يريدونك أنت .
شو : ” يسرع نحو الخارج ” ….
الأم : أهرب .. أهرب .. أهرب .
آكا : أيها الجبناء ، إلحقوا به .
شو : ” يختفي بين الأشجار ” ….
آكا : هيا ، هيا ، سأجلدكم حتى الموت ، إذا
أفلت منكم .

الجنوديلحقون بشو، آكا
والأم يقفان وجهاً لوجه

الأم : كفى يا آكا ، كفى ، إن دماء أبيه .. آمار ..
لم تكد تجف .
آكا : ” ممروراً ” .. آمار! لقد مات آمار .
الأم : لن يموت آمار ما دمت حية .
آكا : ” يرفع يده منفعلاً ” سأقتلك .
الأم : أقتلني ، هيا أقتلني ، إذا كان هذا يشفي
غليلك .
آكا : ” ينزل يده ببطء ” ….
الأم : ” تنظر إليه مذهولة ” آ .. ه .
آكا : ” يبتعد عنها متمتماً ” يا للآلهة ، لو
إستطعت للحظة .. أن أكرهك ..

الجنود يدخلون مترددين ،
آكا يحدجهم بغضب

آكا : أيها الجبناء ، أفلت منكم ؟ سأمزقكم ”
يمضي نحو الخارج ” خذوا هذه
المرأة ، والحقوا بي .

الجنود يمسكون الأم ،
ويسرعون خلف آكا

ستار

الفصل الثاني

ساحة وسط اور ، مارة ، شو
وراء شجرة في طرف الساحة

شو : لقد تأخرتا ، رأيتها مع مربيتها، تتجهان
إلى هذه الساحة ” يتطلع إلى المارة ”
الزحام شديد ” ستأتيان حتماً ” يتلفت
حوله ” هذا يوم مناسب للتسلل إلى اور ،
إنه عيد جز صوف الغنم ، وفي هذا
اليوم، يدخل المدينة مئات الناس ” يسرع
بالإختباء وراء الشجرة ” الحارسان ،
عليهما اللعنة ، حيثما أذهب أجدهما في
إثري .

يدخل الحارسان متلفتين ،
وقد تسلح كل منهما برمح

الحارس الأول : إفتح عينيك جيداً ، وإنتبه .
الحارس الثاني : إطمئن،ها إني أفتحهما على سعتهما”
يرمق فتاة تمر ” تباركت عشتار .
الحارس الأول : يا للآلهة ، أنت حارس .
الحارس الثاني : عشتار جميلة ، وتحب الجمال .
الحارس الأول : مهمتك ملاحقة الخارجين على القانون
، وفي مقدمتهم … ” يحاول عبثاً أن
يتذكر ” في مقدمتهم ..
الحارس الثاني : بو .
الحارس الأول : ” منزعجاً ” لا .
الحارس الثاني : فو .
الحارس الأول : لا ، ليس فو .
الحارس الثاني : شو .
الحارس الأول : شو ، نعم ، شو ، شو .
الحارس الثاني : إنني لم أر مرة شو هذا .
الحارس الأول : وأنا أيضاً ، لم أره .
الحارس الثاني : لن يفلت منّا إذن .
الحارس الأول : ” يرمقه منزعجاً ” هيا .
الحارس الثاني : اليوم عيد .
الحارس الأول : ” يسير ” تعال ، وإلا قظيته في السجن.
الحارس الثاني : ” يلحق به ” لا ، أي شيء إلا السجن ”
يرمق فتاة تحمل عصفوراً في قفص ”
ليتني عصفور .
الفتاة : ” تكشر عن أنيابها مازحة ” ميو .
الحارس الثاني : ” يتوقف ” آه ، هذه أجمل .. ميو ..
سمعتها في حياتي .
الحارس الأول : ” يسحبه منزعجاً ” تعال .
الحارس الثاني : ” ينظر إلى الحارس الأول ” يا للآلهة ،
لم أرك يوماً تبتسم .
الحارس الأول : إنني حارس .

يخرج الحارسان ، شو يرى
المربية تدخل متلفتة حولها

المربية : يا ويلتي ، أين إختفت ثانية ؟ إنني
خائفة ، سيخنقني سيدي آكا إذا ..
شو : ” يجذبها نحو الشجرة ” تعالي .
المربية : ” مرتاعة ” آآآ دعني .
شو : صه ، لا تخافي .
المربية : من ؟ شو ! يا للآلهة .
شو : إغلقي فمك لحظة .
المربية : ” تضع يدها فوق فمها ” أغلقته .
شو : أريد أن أرى بندا .
المربية : ” تصيح ” بندا !
شو : لا ترفعي صوتك .
المربية : حسن ، لكن بندا ..
شو : لابد لي أن أراها .
المربية : إنها .. مريضة ، نعم ، مريضة ، وهي
ترقد الآن في ..
شو : أيتها المربية ، كفى ، لقد رأيتها معك ،
قبل قليل .
المربية : بندا !! ” تولول ” لن يمر اليوم على
خير .
شو : إذهبي ، وأنبئيها أنني هنا .
المربية : لا أستطيع يا بني ، لا أستطع ، أنت لا
تعرف سيدي آكا ، إنه سيخنقني إذا
عرف أنني ..
شو : دعك من هذا ، هيا ، هيا .
المربية : يا ويلتي ” تخطو بضع خطوات ”
سيخنقني سيدي آكا ” تقف مرتاعة ”
ش..و.. شو ، إختبىء ، الحارسان .

شو يختبىء وراء الشجرة ،
المربية تخرج ، يدخل الحارسان

الحارس الأول : لنفتح أعيننا ، لنفتحهما جيداً ،فما نبحث
عنه ، هذه المرة ، ليس شخصاً عادياً .
الحارس الثاني : ” يتلفت حوله ” أنت محق ، تباركت
عشتار ، ما أروع العيد .
الحارس الأول : لو نرى شو هذا، ونلقي القبض …
الحارس الثاني : ” يرمق فتاة تضع اشاراً فوق رأسها ”
أنظر ” يتجه إلى الفتاة ” هاهو ذا .
الحارس الأول : تمهل ، إنها فتاة . الحارس الثاني : لعله متنكر” يقترب من الفتاة “لن يفلت
مني حتى إذا …
الفتاة : ” تفز مذعورة ” ماما .
الحارس الثاني : ماما .. آه .. هذه أجمل .. ماما.. سمعتها
في حياتي .
الحارس الأول : ماذا دهاك ؟ يبدو أنك مصاب بعمى
الألوان.
الحارس الثاني : إنها وراثة ، يالحلاوة هذه الوراثة .
الحارس الأول : لا فائدة ” يتجه إلى الشجرة ” لنقف قليلاً
في الظل .
شو : ” يتسلل بعيداً عن الشجرة “…
الحارس الثاني : قف أنت حيثما تريد ” يتلف حوله ” أما
أنا فسأقوم بواجبي ” يقف مذهولاً ”
يالعشتار،أنظر .
الحارس الأول : ياللألهة ، هذا الأمير ، والأميرة بندا .
الحارس الثاني : ” مذهولاً “بندا ! آه .. موسيقى .
الحارس الأول : ” يسحبه بشدة ” تعال أيها الأحمق ،
والإ قضيت العام كله في السجن .

يسرع الحارسان إلى الخارج،
يدخل الأمير والأمـــــيرة بندا
الأمير : نرجستي ، قرنفلتي ، سوسنتي ، داليتي ….
بندا : آه ، كفى ، أرجوك ، لقد أغرقتني اليوم
بالأزهار .
الأمير :اليوم عيد ، وليتك تتعطفين عليّ ،
وتجعلي منه عيداً حقيقياً لي .
بندا : لكن العيد ، كم تقول يا أميري، هو عيد
جز الصوف .
الأمير : بكلمة منك تجز أحزاني .
بندا : ” تحاول أن تتملص منه ” لنكتف هذا
العيد بجز صوف الغنم .
الأمير : أيتها الأميرة.
المربية : ” تدخل مسرعة ” سيدتي .
بندا : أظنها المربية .
المربية : سيدتي ، إنني خائفة .
الأمير : إصغي إليّ لحظة .
بندا : هذه مربيتي ” تسرع إلى المربية ” إلى
اللقاء .
الأمير : ” يقف مغتماً ” لابد أن الأميرة مشغولة
بأمير غيري ” وهو يخرج غاضباً ”
سأجزه مهما كان.
المربية : لقد تورمت قدماي ، لم أترك مكاناً إلا
وبحثت فيه عنك .
بندا : إنني هنا ، مع الأمير ” تتنهد” يا إلهي ،
كاد يكتم أنفاسي بأزهاره الميتة .
المربية : سيدتي .. ” تصمت وقد إتسعت عيناها
س..سيد..تي .
الأميرة : ما الأمر !

شو يعود إلى مكانه ، المربية
تحاول إبعاد بندا عن الشجرة

المربية : لنمض من هنا ، لنمض ِ .
بندا : أرى خوفك اليوم أكثر من المعتاد .
المربية : عيني ترف ، لنعد إلى البيت .
بندا : أنظري إليّ .
المربية : سيدتي .
بندا : قلت أنظري إليّ .
المربية : أرجوك يا سيدتي .
الأميرة بندا : آه .. شيء واحد يمكن أن يخيفك هكذا .
المربية : أنتِ واهمة …
بندا : أرأيت !
المربية : لقد رأيت في المنام ….
بندا : بل رأيته .
المربية : ” تحاول إبعادها ” لا .
بندا : أصدقيني .
المربية : لا .. لا .
بندا : ستخنقك الألهة عشتار .
المربية : سيخنقني أبوك إذا …
شو : ” يهمس مطلاً من خلف الشجرة ” أيتها
الأميرة .
بندا : ” تتوقف ” هذا صوته .
شو : أيتها الأميرة .
بندا : إنه هو .
المربية : ” تمسك يدها ” سيدتي .
بندا : ” تلتفت متلهفة ” شو .
المربية : لا تذهبي إليه ، يا سيدتي ، إنه نار .
بندا : ” تسحب يدها ” هذه النار ، أنقذتني ،
ذات يوم .
المربية : لن يمر اليوم على خير .
بندا : إبقي أنت هنا ، ونبهيني إذا جاء من
يعرفنا .
المربية : حسن يا سيدتي ، لكن لا تتأخري ،
أرجوك ” تتلفت حولها خائفة ” ياللألهة
، إنها تلعب بالنار .

بنــــــــد تســـترع إلى شو ، يقفان
وجهاً لوجه،تتقاذفها مشاعر متضاربة
بندا : ” فرحة ” شو .
شو : ” فرحاً ” ها قد عرفت إسمي .
بندا : وعرفت من أنت .
شو : ” يمسك يديها ” أميرتي .
بندا : إسمي .. بندا .
شو : لقد عرفتك مثلما عرفتيني يا أميرتي ..
بندا .
بندا : ” بحزن وأسف” ليتني أستحق هذا منك
، يا شو .
شو : لايد لنا فيما جرى .
بندا : ” تنظر إليه ” لم أنسك لحظة .
شو : وأبداً لن أنساك .
بندا : ” بمرارة والم ” لا أستطيع أن أصدق ،
يا شو ، أن أبي …
شو : أرجوك ، دعكِ من هذا ..
بندا : ليتني أستطيع .
شو : منذ لقائنا الأول ، وأنا أحلم بهذا اللقاء .
بندا : لقد خرجت اليوم ، وكلي أمل أن ألقاك .
شو : وها قد التقينا .
بندا : نعم ، يا شو ، إلتقينا.
المربية : سيدتي .
بندا : مهلاً .
المربية : لنمضِ ، أخشى أن يرانا أحد .
شو : بندا .
بندا : نعم يا شو .
شو : لدي أمر ، أريدك أن تساعديني فيه .
المربية : سيدتي .. سيدتي .
بندا : ” للمربية ” لحظة واحدة ” لشو ” ما
الأمر، يا شو ؟ صارحني يا عزيزي .
يدخل الأمير خلسة ،
ويرى شو يحدث بندا

الأمير : آه ، هذا ما خمنته ، ترى من يكون ؟
ياللألهة ، إنه شو ، لن ألوث يدي به
” وهو يخرج ” هذه مهمة الحرس .
بندا : ” تتمتم خائفة ” يا ويلتي ، يخيل إلي أنه
الأمير .
شو : إسمعيني .
بندا : إنني أخاف عليك .
المربية : سيدتي .
شو : لابد لي أن أراها .
بندا : إنهم يبحثون عنك في كل مكان ، وقد
يؤذونك إذا وقعت في أيديهم .
شو : لا عليك ، أريد أن …
المربية : ” مرتاعة ” سيدتي ، الحارسان .

يدخل الحارسان مسرعين،
يلوح الأمـــــــير وراءهما

الأمير : ” يهمس للحارسين ” ذلك هو شو ، إنه
مع الأميرة.. بندا.
الحارس الأول : إطمئن يا سيدي ، لن يفلت من أيدينا .
الحارس الثاني :” يقف مذهولاً ” بندا! تباركت عشتار .
الحارس الأول : ” يدفع الحارس الثاني ” هيا ، أيها
الأحمق ، فلنسرع ، ونقبض عليه .
المربية : ” تتراجع خائفة ” سيدتي ، انهما
قادمان .
بندا : ” تدفع شو ” أهرب .
شو : أبلغي أمي أني في الكوخ .
بندا : سيقبضان عليك ، أهرب الأن ، أهرب .
الحارس الأول : قف .
شو : ” يتصدى له ، ويلكمه في بطنه ” …
الحارس الأول : ” يتهاوى متوجعاً ” آآي .
بندا : ” تدفع شو ” أهرب أنت.
الحارس الثاني : توقف .. توقف .
شو : ” وهو يهرب ” لا تنسي ، أبلغي أمي .
بندا : لن أنسى ” تعترض الحارس الثاني
وتضربه بشدة ” خذ ، أيها الكلب .
الحارس الثاني : ” يدور حول نفسه ” تباركت عشتار ،
هذه أجمل .. أيها الكلب .. سمعتها في حياتي .
الحارس الأول : ” يهب واقفاً” ياللويل ، القائد .
الحارس الثاني : ” يجمد في مكانه ” آه ، جاءنا الموت ،
ستسلخ جلودنا.
المربية : سيدتي ، سيدتي ، أبوك ، آكا .
بندا : ” تتسلل مسرعة إلى الخارج ” هيا ، لا
أريده أن يرانا هنا ، فلنسرع .
المربية : ” تسرع في أثرها ” يا ويلتي ، يا ويلتي
، لقد عرفت أن اليوم لن يمر على خير .

تخرج بندا والمربية العجوز ،يدخل
آكا ، محاطاً بمجموع من الحرس،

الأمير :” يلوح مبتسماً من بعيد ” ….
آكا : أفلت منكما ! يالكما من جبانين .
الحارس الثاني : سيدي ، لقد ساعدتـ…
الحارس الأول : ” يرفسه خلسة ” لن يفلت منا يا سيدي ،
سنقبض عليه حتماً .
آكا : ” للضابط ” أسرع بهم بنفسك ، أريده
حياً أو ميتاً .
الضابط : أمرك سيدي ” للحرس وهو يمضي
مسرعاً ” أسرعوا ورائي ، هيا .

الضابط والحرس يخرجون مسرعين
الأمير يخرج ، آكا وحده مع حارسين

ستار
الفصل الثالث

السجن ، الأم متمددة ، يدخل الحارس،
وهو يعرج ، حاملاً بعض الطعام

الحرس : ” محرجاً ” آ ه ، عفواً .
الأم : ” تعتدل ” لا عليك ، تفضل .
الحارس : يالحماقتي ، أخشى أن أكون قد أيقظتك .
الأم : لست نائمة ” تتنهد ” قلما تغمض عيناي
هذه الأيام .
الحارس :لدي خبر يهمك .
الأم : لم يعد يهمني أي خبر عدا ..
الحارس : من يدري ، لعله يتعلق بعدا .. هذه .
الأم : ” تهب واقفة ” شو !
الحارس : ” يضع الطعام أمامها ” الطعام أولاً يا
سيدتي .
الأم : دعك من الطعام ” تقترب منه ” حدثني
الآن عن هذا الخبر .
الحارس : بندا .
الأم : الأميرة !
الحارس : ستأتي بعد قليل إلى هنا .
الأم : إبنة آكا !
الحارس : نعم ، ستأتي لزيارتك .
الأم : يا للعجب .
الحارس : إنها يا سيدتي وردة .
الأم : ” تبتسم ” وردة .
الحارس : ستأتي سراً ، وحدها ؟
الأم : هذا أمر مفهوم ، فأميرة مثلها لا ينبغي
أن تزور مثلي في السجن .
الحارس : يخيل إليّ يا سيدتي ، أنها ستزورك
لأمر مهم للغاية ، ولابد أن له علاقة
بإبنك ، الأمير شو .
الأم : حسن ، من يدري ، فقد يكون في
وردتك هذه ، الكثير من الرحيق ، رغم
أصلها الشوك .

الباب الخارجي يطرق
ثلاث طرقات متوالية

الأم : إصغ ، الباب يطرق .
الحارس : أظنها الأميرة ” يصغي قليلاً ” نعم ،
إنها الأميرة بندا ، هذه هي الطرقات ،
التي إتفقناعليها .
الأم : أسرع إذن ،ولنر مالديها .
الحارس : آمل يا سيدتي ، أن تستقبليها بما عهدته
فيك من طيبة .
الأم : إمض يا عزيزي ، الأميرة تنتظر .
الحارس : حالاً يا سيدتي ” يخرج ”
الأم : بندا إبنة الأمير آكا ، يل للأقدار”
تصمت لحظة ” لعل الحارس على حق ،
وإلا ما الداعي لأن تأتي وحدها إلى
السجن ؟ مهما كان الأمر ، هاهي قادمة .

تدخل بندا ، ملتفة
بشال ، يتقدمها الحارس

الحارس : تفضلي يا سيدتي ” للأم ” الأميرة .
الأم : أهلاً بها .
بندا : صباح الخير.
الأم : نحن في الصباح إذن ، أنت ترين ، من
الصعب أن يفرق المرء هنا بين الصباح
والمساء .
بندا : يا للأسف ، كنت أتمنى أن ألتقيك في
غير هذا المكان .
الأم : إن أحدهم ، وأنت تعرفينه جيداً ،
يريدني هنا.
بندا : ” تطرق محرجة حزينة ” ….
الحارس : ” متردداً ” سأقف في الخارج .
الأم : هذا أفضل .
الحارس : ناديني إذا إحتجتما إلى شيء .
الأم : ألف شكر .
الحارس : ” ينحني لبندا ” عن إذنك سيدتي .
بندا : تفضل .
الحارس : لن أبتعد كثيراً ، سأقف قرب
الباب”يخرج”.
الأم : حسن ، نحن الآن وحدنا .
بندا : طالما تمنيت لو أن لي أماً ” تنظر إلى
الأم” لقد ماتت أمي ، وأنا صغيرة .
الأم : وإبني، قُتل أبوه ، وهو صغير .
بندا : يبدو أن بعض الجراح ، للأسف ، لا
تندمل بسهولة .
الأم : ولن تندمل ، ما دامت تنزف .
بندا : ” تطرق دامعة العينين ” ….
الأم : ” تقترب منها ” أرجو أن تفهميني ،
إنني أم .
بندا : ” تنظر إلى الأم ” قابلت الأمير .. شو .
الأم : ” متلهفة ” شو !
بندا : قابلته البارحة ، في الساحة ، وسط
المدينة .
الأم : حدثيني ، كيف حاله ؟ حدثيني .
بندا : إطمئني ، إنه بخير .
الأم : الحمد للإله .
بندا : يريد أن يراك .
الأم : ” مذعورة ” لا .
بندا : لم أوافقه ، فهذا خطر عليه ، وأنا لا
أريد له أن يتعرض لأي خطر .
الأم : ” تنظر إليها مترددة ” ….
بندا : وقد وعدته أن أزورك بنفسي ، وأطمئنه
عليك .
الأم : شكراً .
بندا : وسأزورك دائماً .

وقع أقدام في الخارج ،
يدخل الحارس مسرعاً مذعوراً

الحارس : سيدتي .. سيدتي .
بندا : ماذا يجري ؟
الأم : ما الأمر ، تكلم .
الحارس : الأمير آكا .
بندا : أبي !
الحارس : رأيته قادماً من بعيد ، مع مجموعة من
الحرس .
بندا : يا إلهي .
الحارس : سيقتلني أبوك ، يا سيدتي ، إذا وجدك
هنا .
بندا : ما العمل ؟ إفعل شيئاً .
الحارس : لدي غرفة صغيرة ، سأخبئك فيها يا
سيدتي ، ويمكنك أن تتسللي إلى الخارج ،
حالما يدخلون .
الأم :إذهبي الآن ، إذهبي .
بندا : ” تتراجع ” قال شو ، إنه سيكون خلال
هذه المدة في الكوخ .
الأم : يا للآلهة ، سيقتلونه إذا وجدوه هناك .
الحارس : سيدتي ، رجاء .
بندا : دليني على الكوخ .
الأم : ” مترددة ” ….
الحارس : الوقت يمر يا سيدتي .
بندا : إنني مثلك ، أخاف عليه .
الحارس : سيفاجئنا الأمير .
الأم : ” للحارس ” ليقدها العجوز شار إلى
هناك .
الحارس : هيا يا سيدتي ، سأدلك على بيته .
بندا : إطمئني ، سيكون بخير ، إلى اللقاء .
الأم : إلى اللقاء يا بنيتي .
بندا : ” تتطلع إلى الأم دامعة العينين ” ….
الحارس : إنهم قادمون ، هيا يا سيدتي ، هيا .
بندا : ” تتقدم الحارس إلى الخارج ” هيا .
الأم : بندا ، حقاً إنها وردة ، حرام أن تكون
هذه الوردة من الشوك آكا .

الباب يطرق ، فترة صمت ،
يطرق الباب مرة ثانية

صوت آكا : أيها الحارس .
صوت الحارس: يا ويلتي ، إنه الأمير آكا .
صوت آكا : أيها اللعين ، إفتح الباب .
صوت الحارس: نعم سيدي ، إني قادم .
الأم : لقد كسر مرة ساقه ، من يدري ما قد
يكسر منه هذه المرة .

يدخل آكا والحارس،
محاطين بالضباط والحرس

آكا : أيها الأصم ، طرقت الباب مرات .
الحارس : ” يقترب منه متردداً ” سيدي .
آكا : إبتعد عن طريقي .
الحارس : ” يبتعد ” عفو سيدي ، جئت بالطعام لـ

آكا : اغلق فمك ، وإبق في مكانك .
الحارس : ” يتمتم ” أمرك سيدي .
آكا : ” للضابط ” خذ الحرس ، ، وقفوا
بالباب .
الضابط : أمرك سيدي ” يشير للحرس ” هيا

الحرس يخرجون في إثر
الضابط ، آكا يشير للحارس

آكا : إقترب .
الحارس : ” يقترب خائفاً ” سيدي .
آكا : أريدك أن تفتح عينيك هنا جيداً .
الحارس : أمرك سيدي .
آكا : وإلا كسرت ساقك الأخرى .
الحارس : ” يرمق الأم ثم يطرق ” ….
آكا : أسمعت جيداً ؟
الحارس : نعم ، سيدي ، سمعت .
آكا : لدي مهمة ، وسأنجزها ، مهما كلفني
الأمر .
الأم : ” ترمقه بنظرة مريرة ” ….
آكا : ” للحارس ” قف أنت جانباً .
الحارس : ” يبتعد متمتماً ” أمرك سيدي .

آكا يحدق طويلاً في الأم ،
ثم يقترب منها

آكا : لم تأكلي طعامك .
الأم : لست جائعة .
آكا : كلي ، فأنا لا أريد للجوع أن يقتلك .
الأم : لن يقتلني الجوع ، إذا لم يقتلني من قتل
زوجي آمار .
آكا : يبدو أن هذا الوهم سيعيش معك حتى
النهاية.
الأم : إن ما رأيته يا آكا ، طوال هذه المدة ،
ليس بوهم .
آكا : لا يهمني ما رأيته ، إنني أقوم بواجبي .
الأم : ليت هذا كان دافعك الوحيد .
آكا : ” بحدة ” أريد شو .
الأم : قم بواجبك ، وإبحث عنه ، فقد تجده .
آكا : ساعديني .
الأم : لن تجه إذن .
آكا : أنت تعرضينه للخطر .
الأم : لقد قلت ما عندي .
آكا : ستندمين
الأم : لم أندم يوماً على ما إخترته ، ولن أندم.
آكا : سأعد حملة ، أقودها بنفسي ، وسأجده .

آكا يخرج غاضباً ، الحارس
يتبعه ، الأم تقف مصعوقة

الأم : يا ويلتي ، سيجد شو ، سيجده ، إنني
أعرف آكا ، وأعرف حقده الأعمى، إنه
لم يغفر لي يوماً ، أنني إخترت آمار،
ورفضته ، يا إلهي ، الوقت يمر سريعاً،
لابد أن أفعل شيئاً وإلا ..

الحارس يدخل منفعلاً ،
الأم تسرع إليه

الأم : أرأيت يا صديقي ؟ أرأيت ؟ لم يتغير ،
ولن يتغير ، وسيسعى وراء إبني شو ،
حتى يقبض عليه .
الحارس : كلي طعامك ، فالليلة ستحتاجين إلى
قوتك كالها .
الأم : ” فرحة مذهولة ” يا للآلهة ، أتعني .. ؟
الحارس : لن يصل أحد شو قبلنا ، هذا إذا لم
تسبقنا بندا إليه .
الأم : هيا إذن يا أخي ، لنأكل معاً .
الحارس : ” يقترب من الأم ” نعم ، لنأكل معاً ،
فطريقنا أصبح واحداً .

الأم والحارس يمدا
يديها ،ويأكل معاً

ستار

الفصل الرابع
فسحة محاطة بالقصب ، يلوح الكوخ
من بعيد ، ويدخل شو مهموماً

شو : أمي ، ياللآلهة ، بندا، أمي في السجن ،
وقد تبقى فيه حتى .. ، لا ، لا ، وأنا هنا،
في سجن يا بندا ،يكاد لا يغمض لي جفن
، لابد أن أفعل شيئا ، نعم ، لابد أن .. ”
ترتفع ضجة بين القصب ” لعلهم الجند ،
إنهم يبحثون عني ” يسرع نحو القصب ”
فلأختبىءريثما يبتعدون، ثم أمضي إلى..

يختبىء شو القصب ،
تدخل بندا والمربية العجوز

المربية : ” تتلفت حولها ” أخشى أن نكون قد
ضللنا ” ترتعد خائفة ” سنموت في هذه
المتاهة .
بندا : لا تخافي ، معنا الدليل شار ، وهو
يعرف المنطقة جيداً .
المربية :يا له من دليل ، إنه أسن مني ، لا يكاد
يرى “تقترب من بندا “اسمعي مني يا
سيدتي ، يكفي أننا تخبطنا في الطريق
طول الليل ، لنعد إلى البيت .
بندا : كلا ، لن أدعه يقع في أيديهم .
المربية : نحن سنقع في أيديهم ، يا ويلتي ، ولن
يرحمني أحد .
بندا : ” تلمح الكوخ ” أنظري ، ها هو الكوخ.
المربية : إنني خائفة .
بندا : ” تسرع نحو الكوخ ” هيا .
المربية : مهلاً يا سيدتي ، لنترو قليلاً .
بندا : الوقت يمر ، لابد أن نلقاه .
المربية : من يدرينا ، يا سيدتي ، لعله كوخ لص
، أو قاتل ، فلنناد الدليل .
بندا : دعي الدليل مع الخيل ، هيا ، تعالي .
المربية : ” تسير مترددة ” ياللالهة ، لن أموت
في فراشي ، هذا ما تنبأت لي به العرافة ،
ذات يوم .
شو : ” يخرج من بين القصب “……
بندا : ” تجمد في مكانها ” أيتها المربية .
المربية : ” ترتعش خائفة ” سيدتي “تتمتم ”
سيتحقق ما تنبأت به العرافة .
شو : بندا .

المربية : ” تلتفت ” يا للألهة ،إنه شو .
بندا : ” تلتفت وتتمتم فرحة ” شو .

بندا وشو، يسرع أحدهما إلى
الأخر ، ثم يقفان وجهاً لوجه

شو : بندا .
بندا : شو .
شو : ما أسعدني برؤيتك .
بندا : هذا يسعدني .
شو : أراك هنا ، يا إلهي ،هذه منطقة منقطعة
….
بندا : جئت إليك .
شو : ” مندهشاً ” لأهلاً بك ، لكن ….
بندا : لقد قابلت أمك .
شو : أمي .
بندا : قابلتها في السجن .
شو : أصارحيني ، أخشى ….
بندا : إنها بخير ،إطمئن .
شو : لكن مجيئك ….
بندا : مهلاً يا شو ، مهلاً ، أرادت أمك أن
تحذرك من البقاء هنا .
شو : يا للألهة ، وجئت بنفسك ؟
بندا : لن أبقى على قيد الحياة ، يا شو ، إذا
مسك خبر .
شو : ” يمسك يديها ” بندا .
المربية : ” تتلفت خائفة ” سيدتي .
بندا : شو ، يجب أن تسرع .
شو : بندا .
بندا : أخشى أن أبي قد عرف بما سأفعله ،
فهو يجدّ مع الحرس في أثرنا .
شو : تعالي معي .
بندا : ” مذهولة ” أنا !
شو : سنمضي شمالاً إلى نينوى .
بندا : لا تخف عليّ يا شو ، إن أبي يحبني ،
ولن يؤذيني ، حتى لو عرف أني ساعدتك
على الهرب .
شو : بندا ، أريدك معي .
المربية : ” قلقة وخائفة ” سيدتي .
بندا : ” حائرة ” لحظة ، لحظة .
شو : لن أستطيع أن أذهب بدونك .
المربية : سيدتي ، سيدتي .
بندا : ” تنظر صامتة إلى شو ” ….
شو : هذه اللحظة هي فرحتنا يا بندا ، وإذا
مرت خسرنا الحياة إلى الأبد .
المربية : ” تسرع مرعوبة إلى الأميرة”سيدتي ،
إنهم قادمون .
بندا : ” لشو ” فلنذهب ، هيا .
المربية : سيدتي ، إلى أين ؟
بندا : إلى نينوى .
المربية : نينوى !
بندا : إذهبي إلى الدليل ، وعودا إلى اور .
المربية : سيدتي .
بندا : لا فائدة ، لابد أن أذهب .
المربية : أعرف يا سيدتي ، أن ما سأقوله جنون
، لكن .. خذا حصانين وإمضيا .
بندا : ” تحضن المربية ” إلى اللقاء يا
عزيزتي .
شو : بندا .
المربية : ” تدفعها دامعة العينين ” إمضي الآن ،
إمضي .
شو : ” يمسك يد بندا ” هيا وإلا فات الأوان .
بندا : ” تسرع دامعة العينين ” هيا .. هيا .

بندا وشو يخرجان مسرعين ،
المربية تتلفت حائــــــــرة قلقة

المربية : ياللعرافة اللعينة ، لقد قالتها لي ،
فلأهرب ، نعم ، فلأهر..لا ..لا، لأبق
هنا ، ولأمت حيثما أموت ” تتلفت خائفة
” إن للخوف حداً ” الضجة تقترب” يا
للألهة ، لم أعد أحتمل ، فلأهرب ” تهم
بالهرب ” وليكن ما يكون .

الأم والحارس يدخلان
من بيــــــــــن القصب

الأم : توقفي .
المربية : “تجمد مذعورة ” آآ.. سيدي.. إنني لم ..
الأم : ماذا دهاك ؟ إنني أم شو .
المربية : آه ، حسبتك …، لقد خرفت “تسرع إلى
الأم” آكا والحرس في الجوار .
الأم : أعرف ، لقد رأيتهم .
الحارس : إنهم قريبون من هنا .
المربية : إطمئنا ، لن يجدوا ما يبحثون عنه .
الأم : أتعنين أن بندا ….
المربية : نعم ، وهما الآن بعيدان ، يطيران
شمالاً، نحو نينوى .
الأم : شو وبندا !
المربية : ” تهز رأسها ” على حصانين كالريح .
الأم : لتباركهما الألهة .
المربية : ياللأقدار “ترتفع ضجة بين القصب”آكا.
الحارس : هاهم قادمون .
الأم : إنني آسفة ، يا عزيزي ، لما قد يلحق
بك بسببي .
الحارس : لن آسف على شيء ، وسأبقى معك
حتى النهاية .
المربية : ” تتمتم خائفة ” فلتأخذ آلهة العالم
الأسفل العرافة ، فها هي نبوأتها اللعينة
تتحقق .

يدخل آكا غاضـــــــــــباً،
محاطاً بالضابط والحرس

آكا : ” يتلفت حوله”لا أراهما هنا ” ينظر إلى
الكوخ ” ولا أظنهما في ذلك الكوخ ”
يشير للضابط ” فلنتأكد .
الضابط : ” يسرع إلى الكوخ ” أمر سيدي .
آكا : لم أفكر يوماً ، أن ما حدث ، يمكن أن
يحدث.
الضابط : ” يصعد مسرعاً ” لا أحد في الكوخ ،
سيدي.
آكا : إبحثوا عنهما أريدهما أمامي ، في
أسرع وقت .
الضابط : أمر سيدي ” للحرس ” هيا .
آكا : أسرعوا .

يخرج الضابط والحرس مسرعين،
يبقى حارســـــــان مع آكـــــــــــــــا

المربية : ” مرتعشة ” سيد..ي .
آكا : إبقي حيث أنت .
المربية : ” تجمد متمتمة ” نعم .. نعم .. سيدي .
آكا : ” يحدق في الحارس ” ….
الحارس : ” يطرق برأسه”…..
الأم : دعه ، دعه رجاء ، فلا ذنب له فيما
جرى .
آكا : إبنتي ، هذا ما يهمني الأن .
الأم : إبنتك .. إبنتي .
آكا : إبنك أخذ إبنتي مني .
الأم : لم يأخذها ، رغم إرادتها .
آكا : ” كأنما يحدث نفسه ” إنها معه الآن .
الأم : هذا خيارها .
آكا : ” ينظر إليها صامتاً “…….
الأم : وليتك تقر ، ولو مرة واحدة ، بحق
غيرك في الأختيار .
الضابط : ” يدخل لاهثاً ” سيدي .
آكا : نعم .
الضابط : لقد هربا ، على حصانين سريعين ، نحو
الشمال .
آكا : ” ينظر إلى الأم ” نينوى ؟
الأم : ” لا ترد ” ………..
آكا : نينوى بعيدة ” يتمتم ” جميلة .
الضابط : هل نلاحقهما يا سيدي ؟
آكا : لا .
الضابط : نستطيع يا سيدي ، أن نلحق بهما ،
و..
آكا : لا .. دعوهما .
الضابط : سيدي ..!
آكا : اذهب وأنتظر خارجاً، مع بقية الحرس.
الضابط :أمر سيدي .
الضابط يخرج مسرعاً،
آكـــــــــــــــا يتأمل الأم
آكا : الحقيقة قد تكون مرة ، لكن لا مفر من
الأعتراف بها ” يصمت لحظة” لا
يستطيع المرء أن يحصل دائماً على ما
يريده.
الأم : ” تنظر إليه في تعاطف “……..
آكا : لقد أردتك ، و أخذك آمار مني ، وها إن
أبنك شو يأخذ مني إبنتي بندا ، أرأيت
؟ إنني ، رغم كل شيء ، أستطيع أن
أعطي .
الأم : ” تهز رأسها “………
آكا : طالما حقدت على آمار ، لأنه أخذك
مني ، وصممت أن أقتله ، اذا وقع في
يدي ، وقد وقع في يدي فعلاً ….
الأم :لن أصدق أنك قتلته .
آكا : الجميع يعرفون حزمي ، ويعرفون أني
لا أتردد ، لكني ترددت ، ولم أستطع قتله
، لأنك أحببته ” يصمت لحظة ” لقد مرت
سنين طويلة ، ولا فائدة أن نفتح الجروح
، واقول لك ، كيف مات .
الأم : أنت محق ، لا فائدة .
آكا : ” يتنهد ” نينوى بعيدة .
الأم : ” تنظر إليه مترقبة ” ……..
آكا : خذوا ثلاثة احصنة والحقوا بهما .
المربية : ” فرحة ومضطربة ” سيدي ، وأنا
…….؟
آكا : إذهبي معهما ، إن بندا بحاجة اليك ”
محتداًَ” وسأخنقك إذا عرفت أنك قصرت
في رعايتها .
المربية : رعتك الألهة يا مولاي ، رعتك الألهة .
آكا : ” للحارس ” إذهب معهم ، واعطهم
ثلاثة أحصنة .
الحارس : أمرك سيدي .
الأم : لتطمئن على بندا ، إنها إبنتي ،
وسأضعها في عيني .
آكا : قولي لها، إنني … “تحشرج صوته”
إذهبي الأن ، إذهبي .

الأم تتراجع ثم تخرج ، يتبعها الاخرون،
آكا وحده ، مع الحارس الآخر

ستار

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| احمد ابراهيم الدسوقي : قصة من أدب الخيال العلمى “عماليق جزيرة التاروت” .

ويليام وزوجته مواطنان أوربيان ثريان فى أواسط العمر ، يعيشان فى الربع الأخير من القرن …

| عبدالقادر رالة : زّوجي .

    أبصرهُ مستلقياَ فوق الأريكة يُتابع أخبار المساء باهتمام…      إنه زّوجي، وحبيبي..     زّوجي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *