( لوسيفر ) .. رواية للناقد والروائي العراقي محمد علي النصراوي

mohammad ali alnasrawi 4( لوسيفر ) .. الضمير السري المستتر
صدرت للناقد والروائي العراقي محمد علي النصراوي رواية ( لوسيفر ) عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت ، وعمان لسنة 2016م وتقع الرواية في ( 191) صفحة من الحجم الوسط .. حاول الروائي في عمله هذا أن يستخدم التقنيات السردية المتمثلة بالتقطيع والإنتقال المفاجئ من مشهدٍ إلى آخر والوصول إلى نوع من التغريب الفنتازي بين الواقع والخيال .. وهذا التكنيك الحداثوي ما جعله يتلاقح فكريا في أستلهام أساطير الآلهة كالإله ( ديوس أوسيوس ) و( يهوة ) وهو إله البوذيين و( سيدة النِعَم ) المرأة الجميلة التي خلقها ( أوسيوس ) وبعثها إلى برومثيوس لتغويه بجمالها لأنه سرق النار الإلهية وأعطاها لبني البشر كل هذا جعلته أن يقدم عمله في خطاب سردي معرفي مكثف . كما نجد في عمله هذا الترافد الإجناسي ما بين السردي والشعري والتداخل فيما بينهما . والرواية من بدايتها إلى نهايتها هي عبارة عن تحقيق الذات وتوقيعها أزاء نفسها ، ما جعل البطل فيها هو الموضوع الأساس التي تدور حوله الأحداث. لقد كسر الروائي في عمله هذا قيود التأطير وخرج عن السائد والمألوف . والشيء الذي يلفت نظر القارئ هو توظيفه لمجتمع السماء والصراع القائم بين الملك ( جبرائيل ) و ( لوسيفر ) الذي يلقب بـ( حامل الضياء الأول في السماء ) ، وهو من أسماء الشيطان التى دخلت في الدلالات اللغوية في التوراة والأنجيل وهو في أصله اللاتيني يعني اسم كوكب الزهرة (نجمة الصباح والمساء) ، ونسجت الديانة اللوسيفرية على إنها ديانة النور والنورانيين وديانة النظام العالمي الجديد بعد هدم وتدمير جميع أديان البشر. إلاّ أن الروائي وظف ( لوسيفر ) في عمله هذا بمثابة الضمير السري المستتر في داخل كل نفس بشرية فقد جاء على لسانه وهو يخاطب القس ( مار بهنام ) ص / 147 ( – أنا لم أكن عاصياً ، ولم أرتكب أية خطيئة، بل أنَّ الخطايا هي من صـنعكم ، أما أنا (لوسيفر) حامل ضياء الرب ، الجمـيل دائماً، أعرف في أي وقتٍ أجعلكم تفكرون ، أزرعُ في داخلكم التحدي، وبذرة الشـك .. أنا في داخلكم ، أولد مع أجيالكم ، أقود كل عبيد الأرض إلى جانبي ، أنا النار الأزلية التي لا تنطفئ في داخلكم .. أنا في اللامنطق أكون الابن المتمرد على أبيه، أنا الثغرات والثقوب السـود ، أبزغ من العتمة ، أنا وحي الإبداع لكم ، كلكم ستخرجون من معطفي ، كما أخرجت كوكول من معطفي وصنعتُ من معطفه ابتكاراً ) .kh mohammad ali alnasrawi 2
هذا ويُعَدُّ محمد علي النصراوي واحداً من النقاد العراقيين ، مارس النقد منذُ أوائل التسعينيات ، وظف المنهج البنيوي في أغلب مماراساته النقدية في مجالي الشعر والقصة إلاّ إنَّهُ في المرحلة الأخيرة أختص نقده في المجال السردي .. أبتكر مصطلح ( المنطقة المقدّسة ) ، وفي إثر ذلك أصدر كتابه النقدي ( طيف ,, المنطقة المقدّسة ،، / حفريات نقد ما بعد الحداثة ) ،عن دار الشؤون الثقافية بغداد سنة 2006م ، ثم أصدر روايته الأولى ( جمرات التدوين عن الدار نفسها سنة 1999م . ثم أصدر روايته الثانية ( مدونة ألواح الرؤيا ) عن دار فضاءات الأردن – عمان سنة 2013م .

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| د. سناء الشعلان : الكوفحيّ يصدر كتابه “تحدّي الإعاقة الجسديّة في نماذج من قصص الأطفال” .

صَدَرَ حديثاً في العاصمة الأردنيّة كتاب “تحدّي الإعاقة الجسديّة في نماذج من قصص الأطفال” للأستاذ …

| مولود بن زادي : مباريات الجوع: السلسلة التي تجاوزت مبيعاتها 100 مليون نسخة! .

بقلم: مولود بن زادي أقلام مهاجرة حرة بريطانيا   كان للميثولوجيا الإغريقية عبر العصور بالغ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *