ناظم السعود : لا صحافة أدبية في العراق! (3)
نصيحة للناقد شكيب كاظم .. أم لنا؟ إياك أن تلقي عصاك وترحل!

nadum alsod 6إشارة :
يسرّ أسرة موقع الناقد العراقي أن تبدأ بنشر الكتاب الجديد للناقد والصحفي والمجاهد الثقافي العراقي الأستاذ “ناظم السعود” “لا صحافة أدبية في العراق” على حلقات. وناظم السعود مدرسة صحفية عراقية أصيلة ، وقلم نقدي بارع ، وسمته المشتركة الأهم في الحقلين هو أنه مبضع لا يهادن، ولكنّه مبضع جرّاح فيه الشفاء للنصوص والنفوس العليلة، فناظم لا ينسى دوره التربوي الخلّاق أبدا. في هذه الحقات دروس عميقة ثرة من تجربة السعود.. فتحية له وهو يبدع وسط لهيب محنته.

المقالة :
(3). نصيحة للناقد شكيب كاظم .. أم لنا ؟
إياك أن تلقي عصاك وترحل !

لا أقول أنني فوجئت بقراره هذا ولم اندهش حين صدمني موقفه الثقافي والنقدي إذ كنت أتوقع من الباحث والناقد العراقي الصميم شكيب كاظم سعودي موقفا مشابها مذ قرأت كتابه الأخير(المرء يلقي عصا ترحاله – قراءات في كتابات) وفيه يشير إلينا كأصدقاء وقراء ( بله المتابعين ) الى انه قرر ان يترك أسلوبه الثقافي الذي عرف به وأشاعه على بقية الأدباء والمتأدبين والكتبة طوال خمسين عاما ، يقول الناقد شكيب في مستهل هذا الكتاب (أظن أني سألقي عصا الترحال مغادرا هذا اللون الكتابي ، لأسباب عدة ، منها ما يشبه ضمور الرغبة في الكتابة بهذا المجال ، وتسلّل الوهن إلى الذاكرة ، فضلا على شيوع الخطأ وتفشي الغلط وفوضى الكتابة ، حتى ما عاد يمكنك متابعة هذا الطوفان )! هذا الأسلوب الخاص يختزله لنا الأستاذ الناقد د . حسين سرمك حسن بأنه يحمل سمة ” التصحيح الثقافي والتاريخي ” طوال عقود متتالية ومرره في كتاباته وبحوثه ونقوده حتى لم يعد بإمكان القراء إلا ان يقرنه بل يوسمه بالناقد شكيب كاظم وأصبحت الثورة التصحيحية هي من أولى المغانم التي يحظى بها قارؤه في كل كتابة او معلومة يشير إليها او يتوقف عندها فاحصا وناقدا ومصححا !.
ويؤلمني أن أقول هنا أنني قد اطلعت مليا على كنه هذا الناقد ومستوى النبل والعطاء الذي جهر به في كتاباته المتتالية حتى أن منقوده يأخذ منه دروسا في النأي بأخطائه ويسارع لتصحيح ما وقع به من ذنب فاحش او تدوير معلومة غير صحيحة أو تماد دفعته آليها نفسه الطماعة واللاهية ،وهنا أرى الأهمية الاستثنائية التي ينثرها الناقد شكيب في حياتنا الثقافية من خلال تصويب الأخطاء وفرز الألوان بالمواقف وإظهار الصواب وذم الباطل والسقوط ويمكن تبيان كل هذا بيسر من خلال الاطلاع السريع على كتبه shakeb kadum 2الأحد عشر التي حرص على نشرها وإصدارها منذ عام 2000 وحتى الآن داخل العراق وخارجه ، وهنا يصبح لزاما ان أعلن – للذين يعلمون او الذين في قلوبهم مرض – ان ناقدنا هذا استطاع ان يؤسّس له اسما رصينا في الوسط الثقافي قوامه احد عشر كتابا وأكثر من سبعمائة مقالة ودراسة مهدّت له صيتا حسنا وقبولا خاصا من قبل الجميع ، ويتصف هذا الناقد بسمات أسلوبية ولغوية وجدلية تضعه في مرتبة الكتاب أصحاب الأساليب الرفيعة إضافة الى استحصال ثروة معلوماتية يجهد في تمريرها خلل كتاباته العديدة داخل العراق وخارجه ، لقد عرفت شكيبا خلال العقدين الأخيرين واطلعت مليا على شخصيته وسيرته ومستوى محاجاته مع نفسه ومع الآخرين فوجدته يحقق حالة من التطابق بين أقواله وكتاباته بمعنى ان ليس هناك من تعارض بين ما يفكر فيه وما يظهره من معان وأفكار وجدال وهذا النسيج الرصين يظهر انه تبّرأ من الثنائية البغيضة التي يعانيها كثير من الكتاب الذين يناقضون ما تفصح عنه كتاباتهم .

غلاف كتاب السعود. لوحة الغلاف للفنان المبدع مؤيد محسن
غلاف كتاب السعود. لوحة الغلاف للفنان المبدع مؤيد محسن

اكتب هذه السطور لأنده من قلب متوجع على صاحبي الكاتب والناقد شكيب كاظم سعودي بان يعيد النظر في موقفه الذي لا يتطابق مع جهوده المخلصة ولا آثاره التي صوبها نحو خمسين عاما ، هناك المئات او الألوف من الكتب او المواقف والكتابات اللواتي تنتظر دورك الثقافي واللغوي لتصحيحها او حتى تصويبها وأنت أهل لها ، ثم تراني أدعو لاحتفال خاص في ذكراك السبعين قريبا ( هو من مواليد بغداد 1945 ) فكيف سيتسق هذا مع موقفك المعلن والمنشور ؟ وكيف لك ان تتركنا وسط كل هذه الفوضى التي تحيط بنا ؟ وهل ستنأى بنفسك لو كان هناك فيضان قادم ؟!.

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| طلال حسن : رواية للفتيان – خزامى الصحراء

إشارة: بعد أن أنهينا نشر فصول مخطوطة كتاب “حوارات” لأديب الأطفال المبدع العراقي الكبير “طلال …

هشام القيسي: أكثر من نهر (6) محطات تشهد الآن

ينفتح له ، وما يزال يرفرف في أفيائه مرة وفي حريق انتظاره مرة أخرى ومنذ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *