إشارة :
يسرّ أسرة موقع الناقد العراقي أن تحتفي بالشاعر الكبير “عيسى حسن الياسري” بهذا الملف الذي – على عادة الموقع – سوف يستمر لحلقات كثيرة لأن الإبداع الفذّ لا يحدّه زمن . لقد وضع عيسى الياسري بصمته الشعرية الفريدة على خارطة الشعر العربي والعالمي . نتمنى على الأحبة الكتّاب والقرّاء إثراء هذا الملف بما يتوفّر لديهم من دراسات ومقالات وصور ووثائق تحتفي بمنجز هذا المبدع الفذّ وتوثّق حياته الشخصية والشعرية الحافلة بالمنجزات والتحوّلات الإبداعية الثرة.
النصّ :
قبل أن ْينكسر الصراخ
………………
شعر .. محمد الحمراني
” إلى عيسى حسن الياسري “
مداخن .. مداخن
هكذا تحرث أوراقي
فالموت يحتضن الأرض
وفي المساء يطرق أبواب الفلاحين
يهديهم حقولا ًمن الأسئلة
ثم يتركها رافعا ًأيامه
أنا أبحث عنك يا صديق المقابر
لا تلمس غيومك
لعلها تأكل أصابعي بعتمتها
هذه العتمة
التي جعلت الأصدقاء يهربون بلا أجنحة
لتتساقط أسماؤهم في سلة الذكريات
أيها البعيد ككلمة لم تدون على شفاه الورق
أنت أمير الجالسين على أفواه أوردتي
منذ أن صافحتك وجسدي يتنفس ألوانا ً رمادية
لك مني مليون قصبة تتنفس الماء
لك مني أكواخ مليئة برائحة الخفافيش
أعطني أحلامك لأ غير وجه الجغرافيا
أعطني فرشاتك لأرسم أرصفة تؤويني في الليل

الأنهار سرقتني
وأنا بلا ثياب أخبئ بها أحلامي
في الليل أبكي خائفا ًمن الذكريات
ترسم أيامي كما تظهر المداخن
أين أجدك يا صديق المقابر … ؟
الصراخ ينكسر عندما نمسك به جميعا ً
والتساقط يقترب
لذا أطلب منك أن تتعفن بهدوء
قبل أن يكون الوداع قنبلة ْ .