(1)
كيف متَّ
أنتَ الذي كانت الحياةُ كأسكَ المفضّل
والقمرُ نديمكَ الأبيض
والشمسُ بهجتكَ الخضراء
والضحكةُ المجلجلةُ غيمتكَ الصافية
والنساءُ صندوق بريدكَ المليء بالطيورِ والقُبل؟
(2)
كيف متَّ
أنتَ الذي اقترحتَ للعيدِ فجراً وأرجوحة،
وللفراتِ عنوانه السعيد،
وللرفقةِ دمعةً وضحكة،
أعني حرفاً ونقطة.
وللعذابِ المغلّفِ بصوتِ الكمان
اقترحتَ سذاجةَ الأغنيةِ التي بادلتَها
بُعداً بقُرب
ولحناً بدم؟
(3)
كيف متَّ؟
بأيّ ليلٍ بهيمٍ سقطتَ كنجمةٍ تائهة؟
وبأيّ لحنٍ سحريّ
رقصتَ عارياً كالسكّين وسط الظلام
مفجوعاً كنبيٍّ طردهُ ربّه
بعدما خانه أقربُ الناسِ إليه؟
(4)
كيف متَّ،
يا فراتَ الروح
وسينما الطفولة
ومقهى الحلم،
لاذعاً مثل كأس عرقٍ مغشوش
في شمسِ آب؟
كيف متَّ، إذن،
وتركتَ جثّتكَ مرتعاً للطيورِ والكلاب؟
أديب كمال الدين : سؤال مسدود ..
تعليقات الفيسبوك