أحمد معن الزيادي : (ما يمكث في القلب)…ذاكر مدينة كاملة

ahmad maan alzayadiصدر للأديب المبدع رئيس أتحاد الادباء/فرع الديوانية ثامر الحاج امين كتاباً نقدياً بعنوان (ما يمكث في القلب…سياحة في فضاءات ابداعية) يتحدث فيه عن تجارب أبداعية خصّ بها مبدعو محافظة الديوانية. يتكون الكتاب من عدّة مقالات منشورة في الصحف والمجلات العراقية تنوعت في موضوعاتها رغم كونها تصب في مصب الادب والفن.
يستعرض الكاتب كتّاب اللهجة العامّية في محافظة الديوانية واصفاً إياها بـ(الديوانية ذاكرة العامية العراقية).يذكر شعراء يكتبون القصيدة الحسينية وآخرون يكتبون الامثال الشعبية السائرة و آخرون يكتبون القصائد الكلاسيكية, فيما لم يغب عنه أن يذكر التجربة الابداعية الاهم في الادب الشعبي وهي (القصيدة الحديثة) وروادها الاهم وهم من الديوانية (شاكر السماوي,عزيز السماوي,علي الشباني) مبيناً أن تجربة هؤلاء الثلاثة معاً تمثل مدرسة شعرية حديثة مختلفاً في طرحه هذا عن جميع الآرآء المتطرفة والعقول المتحجرة فهذا الرأي يحمل من الصواب نسبة كبيرة جداً إذا لم يكن مطلقاً.
يستشهد بمقاطع شعرية لكل الشعراء اليذن يذكرهم لكي تدل على تجربتهم وعطائهم, أذكر من هذه المقاطع –على سبيل المثال لا الحصر- مقطعاً شعرياً للشاعر عماد المطاريحي يقول فيه:
(ما أحب بالمدرسة ينادون وين ابن الوزير..
ما أحب قصر الامارة يشيل خشمة عله الفقير..
آني كائن من حرير ..
ينذبح عصفور اموت..
ينولد عصفور أطير..)
حيث قال عن تجربة هذا الشاعر (انطوت تجربته على موقف أنساني و وطني , فهو يرفض أية أساءة تحاول النيل من كرامة الانسان كما أنه ينبذ التفرقة الاجتماعية ويدعو للتمسك بقيم العدالة والمساواة).
-كسوف القصيدة- في هذا القسم من الكتاب يتحدث الكاتب عن تجربة ريادية مهمة في مسار القصيدة الحديثة وهي تجربة الشاعر الكبير علي الشباني من خلال مقالة كتبها بعد سنة من وفاته استذكر فيها مواقفه البطولية في سرقة مطبعة الرونيو واحياء اربعينية الشاعر لطيف حسين واربعينية الشاعر طارق ياسين في ظروف أمنية مشددة.يستشهد بمقاطع شعرية عديدة أذكر منها قول الشباني:
(بجة بدمي العراق وترس بيّ الليل..
سكت بيه الضمير ودنكَت وحشة..
وهضيمة خيل).kh thamer amin
ثم يذهب الى روي قصته مع –أغاني الدرويش- من خلال مقالة تدل على نضاله المبكر وما لاقاه بسبب بيع الديوان.
مقالتان عن روايتان للروائي العراقي المغترب سلام ابراهيم هما (في باطن الجحيم, حياة ثقيلة) أجاد فيهما الاضاءة على هاتين الروايتين نقدياً.
إن الكتاب في مجمله يعتبر ذاكرة مدينة كاملة فمن يقرأ الكتاب سيعرف جميع طقوس الديوانية وجميع مبدعيها في مجاليّ الشعر والنثر كما أنه يحمل في طياته إبداعاً لا متناهي و مواضيع لابد للقارئ والمتقصي للحقائق أن يقرأها.
مبارك للأديب المبدع ثامر الحاج أمين هذا المنجز الثقافي المهم وطوبى لأصدقائه الذين كتب عنهم وهنيئاً لهم به.

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| مهند النابلسي : سينما ارتجالية وشهرة مجانية وشخصيات سطحية:وصف دقيق لتحفة ترفو”الليلة الأمريكية”-1973/الفيلم الفائز باوسكار أفضل فيلم أجنبي لعام:1974 .

*يلعب Truffaut نفسه دور مخرج سينمائي يُدعى Ferrand ، الذي يكافح ضد كل الصعاب لمحاولة …

| عبدالمجيب رحمون : كيف نتواصل بالحكي؟ أو الرواية والحياة عن رواية “عقد المانوليا”

لماذا نقرأ؟ وكيف نقرأ؟ هذان السؤالان الإشكاليان اللذان طرحهما الناقد الأمريكي “هارولد بلوم” لم يكن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *