دخان الشاعر ـــــــــ
في طريقه إلى أحلام غير مستهلكة تفاجئ الشاعر طرقات أخرى تقوده إلى مناف جديدة .
كما يبدو فان الرغبة مشروطة بأصغر الأشياء ولهذا يلجأ للانتظار كي تومض أيامه بسهولة وتجاوز الظهيرة التي تلازم أغنياته في آخر المحطات .
ومضة اليوم صورة مصغرة لسفينة في البحر ، من هذه الواحة تبدأ الصحراء بالانحناء لشاعر تعول عليه وبنظرات واعدة لا تأبه للسراب .
حيث ينفر مما يراه ، يبدأ ثانية بإجهاد نفسه ليدخل لحظة بلحظة أمسية لا تعرف الاكتفاء في التهام المحطات .
عند الظهيرة حيث لا يسير أحد سواه ، يدرك أن الأشياء قد لا تعرف . فكيف يمكن تلخيص الكلام ؟ . الكلمات إذاً وحدها تعشش في خطواته الجريحة عبر أزقة تعرف البداية .
في ذلك الطرف النائي من القلب أغنية لا تتخلى عن رؤاه وأيامه باتت مثقلة بوجوده حيث تعود إلى كتبها ولا تمضي. يتأمل ثم يوقن أن الأوراق الأخيرة تتجمع في فورة جديدة .
حين يتأمل النهار هدوء الليل ، يدرك الشاعر أن الحياة باتت تبدو أكثر وضوحاً وأن الوقت سيعول عليها. عندها تغدو الاحتفالات غير صعبة وجميلة إلا الجهل.