هيليل إتالي: ماذا تحتوي خزانة سالنجر
ترجمة: خضير اللامي

الناقد الأستاذ خضير اللامي

انهى رحيل المبدع سالنجر نهاية هذا الاسبوع حياة واحد من اهم كتًاب الادب الغامض ، كان مؤلفCatcher in the Rye “ ، يحتفظ بذخيرة من المخطوطات التي تحتفظ فيها خزانته في منزله في كومش. هل تعد هذه المخطوطات روائعه الادبية ،خربشات لافتة للنظر ، او خربشات عشوائية ،واذا كانت اعمالا جاهزة للنشر هل اوصى سالنجر بنشرها .
ليس ثمة اشارة منه .
قال ممثله الادبي فيليس ويستبيرغ، لا يوجد تعليق .
وقال ناشر كتبه ،ليس لدينا خطة لنشر مخطوطاته .
اما وكيلته مارسيا بول ، فقد ذكرت ان سالنجر اوعز بوقف نشر وتوزيع رواية ” Catcher “
واشار مات سالنجر نجل الروائي سالنجر الى التساؤلات حول المخطوطات في خزانة والده .
وقصص سالنجر النفيسة التي لم تر النور ظل يدور حولها حديث لفترة طويلة . وفي عام 1999 ، ذكرجاره جيري بيرت ان سالنجر اخبره في السنوات الاخيرة ، انه كتب على الاقل خمسة عشر كتابا لم ينشر منها اي كتاب ، وبقيت حبيسة خزانته في  المنزل . وقبل سنة كتبت جويس ميرنارد صديقة سالنجر السابقة ، ان سالنجر اعتاد ان يكتب يوميا دون توقف وانجز تلك المخطوطات بما فيها روايتين مخزونتين في مكان ما .
وسالنجر الذي توفي في نهاية شهر كانون الثاني الماضي عن عمر ناهز ال 91 عاما ، ابتدأ بكتابة القصص القصيرة ، في اربعينيات القرن العشرين ،وذاع صيته في خمسينيات القرن نفسه ، وبعد نشر Catcher ،الرواية التي ساعدت على اندفاع المؤلف ، انتهى الى الحذر حاليا ، وحياة العزلة تقريبا . وكتابه الاخير ” Raise High the Roof Beam ,Carpenter and Seymour”  صدر عام 1963 ،وآخر عمل له مطبوع هوقصص قصيرة Hampworth, 16. 1924″ صدر عا 1965.

واسدى النجم الشاب جي مكلنيرني ، الثناء على سالنجر في روايته ” الاضواء المبهرة ، المدينة الكبيرة ” ولكنه ليس من انصار مجموعته القصصية Hampworth  ، كما انه يشك في محتويات الخزانة . قال هذا قبل رحيل سالنجر بيوم واحدس، ربما يوجد فيها الكثير ، لكنني غير متاكد ، ان كان من الضروري ان نعلق الامال عليها . و Hampworth ،ليست قصة تقليدية ، و انهاعمل روائي مقنع جدا ، انها حوار رسالي جنوني ، وعمل لا شكل له ولا صياغة . انني اشعر ان ذلك العمل يمتلك تلك المسحة .
وكتب المؤلف – المحرر غوردن لش ، قصة مجهولة الاسم ، في سبعينيات القرن الماضي ، اقنعت القراء انها احدى قصص سالنجر . وقال لش ، انه متاكد ان العمل الجيد يرقد في الخزانة المقفلة في منزل سالنجر . وتقارن احيانا الروائية كيرتس ستينفيلد بسالنجر ، لان رواية Prep كانت ببساطة تتضمن المغامرة الممتعة .
وقالت” لا استطيع الانتظار كي اكتشف في عصرنا ، عصر الترويج الذاتي ، عصر عدم الحياء . انه شيء استثنائي ، شيء رائع ، ان تفكر في شخص ما حقا ، يكتب من اجل الكتابة . اذ ثمة اعمال ادبية عظيمة نشرت بعد وفاة مؤلفيها ، واحيانا ضد رغبة بعضهم ، بما فيها روايات فرانز كافكا ، مثل ، المحاكمة ، والقلعة التي اوصى كافكا تدمير اعماله .
ولاننا لدينا معلومات قليلة عماذا كان سالنجر يكتب . ولكن من السهولة بمكان ، ان نخمن . قالت مكلينرني صديقة سالنجر السابقة، التي قابلت سالنجر ” ان المؤلف كان كثيرا ما يكتب عن الصحة والتغذية .” وذكر لش ، ان سالنجر اخبره في ستينيات القرن العشرين انه ما زال يكتب عن Glass family  ، وهي سمة يتسم بها ادب سالنجر .
ولكن اوراق سالنجر ربما توجد في احلامنا حسب ، ، وهو يشبه الكاتب الروسي نيكولاي غوغول في الجزء الثاني من طبعة النفوس الميتة . التي احرقها غوغول مع اقتراب نهاية حياته . وخزانة سالنجر يمكن ايضا ان تتحول الى طبعة حكايات هنري جيمز ، The Aspem Papers، التي من خلالها يتابع الكاتب رسائل الشاعر الذي اخبره انها قد اتلفت .
وكتبت مارغريت سالنجر ابنة المؤلف ، في مذكراتها المطبوعة عام 2000، ان سالنجر يتصف بنظام صارم للحفاظ على اعماله المخزونة ، فلديه الاشارة الحمراء تعني اطلاق نشر الكتاب ، والاشارة الزرقاء تعني ان المخطوطة تطبع .
” اي سلام مدهش يشعر فيه المرء ان اعماله ما زالت ترقد في مكان ما آمن دون ان تصلها يد ” واردف ” النشر هو غزو مزعج لخصوصيتي ، فانا يعجبني ان اكتب ، بيد اني اكتب لنفسي ولامتاعها حسب ” قال سالنجر هذا لجريدة نيويورك تايمز في عام 1974 .

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| كريم عبدالله : كلّما ناديتكِ تجرّحتْ حنجرتي.

مُذ أول هجرة إليكِ وأنا أفقدُ دموعي زخّةً إثرَ زخّة أيتُها القصيدة الخديجة الباهتة المشاعر …

| آمال عوّاد رضوان : حَنَان تُلَمِّعُ الْأَحْذِيَة؟.

     مَا أَنْ أَبْصَرَتْ عَيْنَاهَا الْيَقِظَتَانِ سَوَادَ حِذَائِهِ اللَّامِعِ، حَتَّى غَمَرَتْهَا مَوْجَةُ ذِكْرَيَاتٍ هَادِرَة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *