انتظار بلا أسرار ـــــــــ
قبل أن يزيح أوراقه ، تطارده أيامه وكأنها تبحث عنه بمشاهد لم يرها أحد ، عندها يقرر أن يختفي في متاهة حائرة لا تولد بالقرعة .
وليكن في كل مرة، فالمساء لا يفاجئ سيجارته، ولهذا يصغي ويصغي حتى يرتوي من دهشة تتقمص أوهامه في كل فراغ .
ربما هي هذه الليلة، ربما لم تعد عابرة أو تعصف ماضيها لكنها لا تسمح بالاستيقاظ إلا في أماكن تستغيث بصماتها. عندها يخرج من أحلام وتفاصيل جمله الماضية بصمت.
حيث تحصن في جمراته إزاء ممرات يجدها وجها لوجه، يفتح رغبة ثانية للهروب دون عناء .
يمتد داخل أبواب مجهولة مختبئة لا تعرف كيف يسرع من بعيد، بينما من خلف النسيان يقطع طرقا لم تعد دفينة .
يتصاعد الدخان والانتظار، وعند ركام عريه اليومي لا يصطاده ذنبه .
حتى قبل أن تتساقط أيامه في أزمان أخرى، تقابله انتهاكات بلا هدف.
يصل في نهاية كل رحلة إلى خطوات لم تعد عذراء ، لكنه في النهاية يحمل فوانيسه خلسة ويتسلل من وراء الانتظار بلا أسرار .
أينما كان يحمل ينابيع رؤاه بعيداً عن ممرات لا تصله إلى الأعماق . وحيثما يجلس يحلق بصمت واستغراب فهو يبحث عن أحد ولا أحد هذه الليلة حد التسلل إلى دروب طويلة لا تطيقه .