الناقد العراقي اول موقع عراقي مختص بالنقد
عرض/ اسراء يونس احمد
تشكل القيمة الموسيقية للغة ـ أية لغة ـ ظاهرة تؤسس للدرس الصوتي شارحة آلية تعريف الصوت او مكونات صدوره والكتاب الذي بين أيدينا (جماليات الصوت) لمؤلفه عبد العزيز إبراهيم وهو الكتاب السابع لمجلة الأقلام الصادر عن دار الشؤون الثقافية العامة، ويقوم الكتاب على شاهدين اثنين: الأول تحليل النص انموذجا والثاني مايراه النقاد في هذه التحليلات من خلال رؤيتهم للمستوى الصوتي فكانت رؤية المؤلف تمثل ابعادا وقف طويلاً عندها لتبيان غرض النص وقدرة الباحث على توظيف الصوت في العمل الادبي (الشعر والرواية).
وعن مساهمة العرب في هذا المجال يقول المؤلف: ( لقد درس العرب الصوت باحساس قائم على الفطرة وسماع الاذن وكان الخليل بن احمد الفراهيدي رائعا في ذلك لكن الذين جاءوا بعده لم يضيفوا الى هذا الدرس ولم يتوسعوا فيه وحاول المتأخرون ان يكيفوا الصوت عند التوضيح تكيفاً منطقيا يقوم على توصيف شكل الحروف ليس الا، وفاتهم ان الصوت ذبذبات هوائية تصدر عن جهاز معقد في الانسان داخليا ولهذا نظر اليه الغربيون علما قائما على مختبر كما هو معروف في الدراسات الالسنية والاسلوبية.
ولعل الكاتب كان منحازا الى الوصفية في عموم فصول الكتاب (جماليات الصوت/
مداخل الرؤيا) ولهذا اعتمد خطةً تم في ضوئها بناء الكتاب فكان بأربعة فصول فضلا عن تمهيد نبّه فيه على امرين لابد من فهمها الأول: قدرة الفاظ اللغة على تمثل الصوت والثاني مقاربة رسم حروف الكلمة بالصوت ذاته، يقول المؤلف (لان الدافع الأول خلق العمل التصوري عند المتكلم في الحالة الشفاهية اما في الثاني فان الحروف هي الشكل الدال على هذا الصوت عند الكتابة، وفي الفصل الثاني يرى الكاتب ان الصوت حيث يرسم حرفا صامتا بدلالة العموم فان اريد تحديده شكلت الصوائت صورة له).
اما الفصل الثالث فقد ناقش إشكالية توصيل الصوت من خلال الوصل والوقف/ الهمز/ النبر/ الترنيم، ثم ذهب الى مقطعية الصوت كمادة ساقت القدماء الى وزن الشعر وضبط ايقاعه.
اما الفصل الرابع فقد درس فيه الصوت عند الغربيين موجزا ومن خلال مكوناته وانتهى بنتائج توصل اليها من خلال هذه الدراسة.
وخلص المؤلف الى ان جماليات الصوت في الحداثة الغربية لم تكن كافية اذا تجاوزت التراث العربي الذي سبق المختبرات الغربية ولم يكن بعيدا عن الدرس الصوتي عند الاغريق.
