مهدي شاكر العبيدي : بمناسبة يوم الضاد

اوستن – تكساس

سبق للمرحوم هادي العلوي ان أسهم في إعداد كتاب يبحث في موضوعة الحداثة و العقلانية و الديمقراطية في فكر طه حسين مع نخبة من المثقفين في سورية , و نشر دراسة عن التعصب الديني الذي نـُـكبت به المجتمعات الاسلامية ، فكرّس العميد حياته لرياضتها على الانفلات منه و حملِها على اعتياد خلاق الألفة و التسامح و قبول الاخر ما وسعها ، و جاءت تلك الدراسة مستوفية للشرائط المتطلبة بهذا الخصوص من غنىً و غزارة بالمعارف و الحقائق و الأخبار فضلا عن جودة العبارة و صياغتها البارعة ، لولا أن يشينها في صفحتها الاولى هامشٌ مشوب بشيء من الاِغماض و التعتيم و التعمية ، يلفت فيه نظر القارئ و يسترعي انتباهه الى انها كُتبت على النحو الساكن ، وهو موقف يدعو إليه الكاتب في إصلاح اللغة ، ومفادُ ذلك إشفاقه على قرائه أن تكرثهم قواعد النحو ، و يجدوا فيها عسرا و مشقة ، و صار وكده أن يريحَهم منها و يخفف عليهم ، فلا بأس من أن يخِلـوا بالأصول المتبعة في التعامل مع جمع المذكر السالم مثلا , فيكتبوا الجملة هكذا : اتهم السلفيُ رشيد رضا ، طه حسين باستغفال تلاميذه لأنهم مقلدين، و يعدوا التعبير من الصحيح و الفصيح و المقبول .

أحسب أن هذه السقطات الفظيعة هي التي حدت بالكاتب شكيب كاظم لان يعترض عليه كونها لا تسعف في التبسيط و التيسير و التسهيل في القراءة و الكتابة ان لم تزِدْنا او تفِ بنا على معاضل و مشكلات نحن في غنية عنها .

و بمناسبة يوم الضاد يروق لنا أن نسوق “طائفة” من العاثرات اللغوية او الهنوات المتعلقة بالنحو و الاملاء ، مما تجترحه بعض القنوات الفضائية ، فقد ألفيتها بينة بجلاءٍ و بخطٍ واضح في شاشة التلفاز ، يشي بها شريطُ الاخبار ، تصيدتها في يومٍ ما و العام الجديد يطل علينا بتباشيره و اشراقاته .

أخال القارئ مهتديا لوجه الصواب بعد تشخيصه الهنة في صورة المفردة المقصودة بها ، علما ان لا شأن لي بتوجهات القنوات المذكورة واقف منها متجردا لوجهه الالمام باصول اللغة العربية لا اكثر و لا اقل .. والسلام.