رزاق إبراهيم حسن : ما الذي حصل لمكتبة السيّاب ؟ (ملف/3)

razzaq-ibrahim-hasanإشارة :
رحل شاعر العرب العظيم ومؤسّس الحداثة الشعرية العربية “بدر شاكر السيّاب” في يوم 24 كانون الأول من عام 1964 ،وكان يوماً ممطراً لم يعثر فيه الشاعر “علي السبتي” على بيت السياب في الموانىء بالبصرة فقد أفرغته الدولة من عائلته لعدم دفعها الإيجار، فسلّم التابوت لأقرب مسجد. وعلى الرغم من مئات المقالات والدراسات والكتب والأطروحات الجامعية التي كُتبت عن منجزه الشعري فمايزال هذا المنجز الفذّ مكتظاً بل مختنقاً بالرؤى الباهرة التي تنتظر من يكتشفها. تهيب اسرة موقع الناقد العراقي بالكتاب والقرّاء الكرام إلى إغناء هذا الملف عن الراحل العظيم.

المقالة :

كانت المطالبات باقامة مكتبة لما كتب عن الشاعر الكبير بدر شاكر السياب، وما اصدر من كتب قد طرحت منذ اعوام عديدة، ذلك ان السياب شاعر كبير، ومن ابرز المجددين في الشعر العربي الحديث، كما انه من المؤثرين الكبار في هذا الشعر، ولعله مارس التاثير في الشعر العربي في اغلب اقطار الوطن العربي، كما انه من الذين اقاموا صلات وعلاقات فاعلة ومنتجة بين الشعر العربي والشعر الاجنبي، ولاسيما الشعر الانكليزي ومن الوظائف التي كانت المكتبة تقوم بها عند تاسيسها ان تمد الدارسين والباحثين والنقاد في شعر السياب ما يحتاجون من مصادر، فالسياب رغم ما كتب عنه من دراسات ومؤلفات كثيرة مايزال يتعرض الى مزيد من الدراسات والمؤلفات، ومازال من الموضوعات المطروحة للدراسة والنقد على الصعيد الاكاديمي العربي، ويكاد السياب ان يسيطر على اوسع مساحة من هذا النقد، وان يغري النقاد والباحثين بموضوعات جديدة لم يتم التطرق اليها من قبل، ولم تاخذ حصتها من الدراسة والنقد، ولاسيما ان السياب لم يقتصر على ما صدر في حياته من دواوين شعرية، وانما ظهرت له دواوين جديدة، كما ظهرت ترجمات في النقد والشعر والقصة والمسرحية، فضلا عن صدور رسائل السياب، وبعض الدراسات التي نشرها في حياته.
وهذه المترجمات والدراسات زادت من اقـــــــــــــــــبال الباحثين والدارســــــين والنقاد على الســــــــــــياب، ومن صدور كتب ودراسات عنه في العــــــــــديد من الاقطار العربية.
ومع ان هذه المطالبات مشروعة وملحة في جميع الظروف التي اعقبت وفاة السياب ومع انها طرحت بشكل رسمي في بعض السنوات، ولاسيما في مهرجانات المربد، وكانت تقترن بمنزل السياب في قرية جيكور في البصرة، الا انها اخذت طابعا اكثر اهمية، والحاحا في عام 2014 اذ اعتبر هذا العام عام الشاعر بدر شاكر السياب على الصعيد العربي الثقافي.badr 7
وكان من المؤمل ان تعقد عن السياب ندوات ومهرجانات وحلقات نقاشية في جميع البلدان العربية، وان يتميز العراق بذلك، لانه بلد السياب ولان السياب مارس ابداعه وكتابة ما ابدع في ارضه الخصبة والكريمة، ولانه اولى من غيره باحتضان مكتبة السياب بكل محتوياتها، وما ينتسب اليها من مؤلفات ودراسات.
ويظل هذا المطلب مطروحا رغم انتهاء عام السياب، عام 2014، لان السياب يظل حاضراً، خالداً باستمرار، ويظل يرفد الدارسين والباحثين بما هو جديد، وما هو حيوي ومدهـــــــش، ولان شاعرا مثل السياب يظل مشعا بما هو ثري في حياته ورحيله ونأمل من الاتحاد العام لادباء العراق ان يضع مكتبة الســــــــــــياب في مقدمة اهتماماته، وان يطرق باستـــــــمرار ابواب وزارة الثقافة لاقامتها من اجل ان ينال هذا الشاعر بعض استحقــاقه، وان ينال المزيد من الاضواء، وان يدرس من المزيد من الباحثين والدارسين.

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

د. قصي الشيخ عسكر: نصوص (ملف/20)

بهارات (مهداة إلى صديقي الفنان ز.ش.) اغتنمناها فرصة ثمينة لا تعوّض حين غادر زميلنا الهندي …

لا كنز لهذا الولد سوى ضرورة الهوية
(سيدي قنصل بابل) رواية نبيل نوري
مقداد مسعود (ملف/6 الحلقة الأخيرة)

يتنوع عنف الدولة وأشده شراسة ً هو الدستور في بعض فقراته ِ،وحين تواصل الدولة تحصنها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *